"هاشم صفي الدين" الأوفر حظاً لتولي قيادة "حزب الله" خلفاً لـ "حسن نصر الله"
مع تأكيد مقتل الأمين العام لـ "حزب الله اللبناني"، الإرهابي "حسن نصر الله"، عبر بيان رسمي صادر عن الحزب، بدأت الأنظار محلياً ودولياً تتجه لخليفته المتوقعة، لاسيما أن الحزب يخوض غمار معركة مع "إسرائيل" ويستوجب تعيين قيادة في وقت سريع وعاجل للحفاظ على تماسك الحزب، في حين تشير التوقعات إلى أن "هاشم صفي الدين" هو الأوفر حظاً لتولي قيادة الحزب.
وتتقاطع شخصية "صفي الدين" مع "نصر الله" في عدة أوجه، منها الهيئة الخارجية، إضافة إلى الخطاب المباشر والواضح والحاسم، الذي يخرج من نبرة عالية السقف والصدى، "عدا عن لثغة الراء التي تجمعهما" أو لناحية الشعبية في صفوف مناصري الحزب وحتى الأوساط السياسية.
ويؤكد "صفي الدين" في غالبية مواقفه أنّ "حزب الله وجد لكسر إسرائيل وإذلالها"، كما يسير وراء مبدأ أن أي استهداف أو قتل لا يوقف المقاومة ولا يجعلها أضعف بل يجعلها أقوى "بفضل هذه الدماء وثبات المجاهدين ووعي الناس الذين يحمون المقاومة".
ولد "هاشم صفي الدين" في عام 1964، في قرية دير قانون النهر، إحدى قرى قضاء صور في محافظة الجنوب، ويعتبر أحد مؤسسي حزب الله في لبنان عام 1982 إبان الاحتلال الإسرائيلي، وقد تلقى تعليمه في النجف العراقية وقم الإيرانية، وفق موقع "العربي الجديد".
ويتولى صفي الدين رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله (بمثابة حكومة حزب الله) منذ عام 1998 بحسب ما ذكرت تقارير، ويُعرَف بأنه الرجل الثاني في الحزب بعد نصر الله، الذي تربطه به صلة قرابة، فهو ابن خالته، كما أنه صهر قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني السابق، الذي قتل عام 2020 بضربة أميركية في بغداد.
وأشرف هاشم صفي الدين على العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية العائدة للحزب، أبرزها إعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت إبان عدوان يوليو/ تموز 2006، ويُعرف بإلمامه بالعديد من الملفات الداخلية والإقليمية، ومدى قربه من نصر الله وسلكه مساراً طويلاً إلى جانبه، وتوليه الكثير من الملفات الحسّاسة المرتبطة بالحزب، ولا سيما منها الإدارة والمالية.
وفي عام 2017 أدرجت الخزانة الأميركية صفي الدين على قائمة الإرهاب، وفرضت عليه عام 2018 عقوبات اقتصادية، كما أدرجته المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة على لائحة الإرهاب. وذكرت وقتها السعودية أن صفي الدين مسؤول عن عمليات لصالح حزب الله في أنحاء الشرق الأوسط وتقديم استشارات حول تنفيذ "عمليات إرهابية" ودعمه لبشار الأسد.
ودائماً ما كان صفي الدين يعتبر أن العقوبات الأميركية على لبنان وعلى الدول التي لا تتفق مع واشنطن في مواقفها، هي حرب لا تقلّ شأناً عن الحرب العسكرية و"تهدف إلى قتل الإنسان وتدميره".
وتقول أوساط في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "المقاومة باقية ولن تموت، وستنتصر على إسرائيل، ولن تهزمها مهما طال الزمن وطالت المواجهة"، مضيفةً "لا شك، من الصعب أن يملأ أحد مكان نصر الله، هذه الشخصية القيادية المقاومة والاستثنائية، التي سيذكرها التاريخ، لكن المقاومة ستستمرّ، على فكره ومبادئه ومسيرته، وسيتوارثها الأجيال، والشهادة انتصار وفخر، خصوصاً في سبيل القضية، وعلى طريق القدس".
وطالت الاغتيالات الإسرائيلية في الأيام الماضية العديد من كبار القادة في حزب الله أبرزهم (فؤاد شكر، إبراهيم عقيل، محمد سرور، أحمد وهبة، علي كركي) الذي سبق أن نجا من محاولتي اغتيال.
وعلى الرغم من أن صفي الدين يعتبر من أبرز الأسماء المرشحة لخلافة نصر الله بيد أن المفاجآت تبقى ممكنة، بحسب ما تقول أوساط حزب الله، خصوصاً أن الحزب يتكتم كثيراً على الموضوع، فيما دقة المرحلة تحتم اختيار شخص قادر على تولّيها، وإقناع بيئة المقاومة به، فالفراغ، وفق الأوساط، "الذي تركه نصر الله كبير، وكبير جداً"، وفق "العربي الجديد".
وكانت نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين، أن القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين هو من القيادات القليلة المتبقية من الحزب، والتي لم تكن موجودة في موقع الضربة التي أدّت إلى اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله إلى جانب قيادات أخرى، فيما نقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤولين إسرائيليين آخرين أنّ حزب الله في حالة فوضى لكنّه قادر على إعادة تنظيم صفوفه.
قلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤولين إسرائيليين أيضاً قولهم إن البنية القيادية لحزب الله "تقلّصت وأصبحت المنظمة في حالة من الفوضى بعد الغارات وعمليات الاغتيال الإسرائيلية".
لكن الشبكة أضافت نقلاً عن المسؤولين: "تدرك إسرائيل أن حزب الله قادر على إعادة تجميع صفوفه، ومن المرجح أن يفعل ذلك"، متابعة القول: "تدرك إسرائيل أنها لم تنجح في القضاء على قدرات حزب الله بالكامل وأن كبار قادته يمكن استبدالهم".
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون، حسب الشبكة، أن الرد الساحق من جانب حزب الله لم يتحقق لسببين رئيسيين، الأول هو مقتل جميع كبار قادة حزب الله تقريبًا، ما يترك هيكل القيادة والسيطرة "في حالة من الفوضى"؛ فيما يرجع السبب الآخر إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية تسببت في إضعاف الكثير من البنية التحتية العملياتية التي قد يستخدمها حزب الله لتنفيذ عمليات انتقامية كبيرة.
وخططت دولة الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله منذ مدة طويلة، كما جاء على لسان رئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي اليوم السبت، حتى سنحت لها الفرصة بإسقاط أكثر من 80 طناً من المتفجرات، وفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية، على المكان الذي كان فيه في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد وصول معلومات استخبارية عن مشاركته في لقاء لقادة من حزب الله.