
نشطاء مخيم اليرموك يحيون ذكرى الثورة السورية والحصار ويستنكرون الاعتداءات الإسرائـ ـيلية
أحيا العشرات من أبناء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، يوم الجمعة 28 آذار/ مارس، الذكرى السنوية للثورة السورية وذكرى الحصار القاسي الذي فرضه النظام السوري البائد على المخيم لسنوات عديدة، والذي تسبب بمقتل أكثر من 200 لاجئ فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
إحياء الذكرى وإدانة جرائم النظام السابق
تضمنت الفعالية، التي دعا إليها البيت الفلسطيني وأقيمت في ساحة أبو حشيش في شارع لوبية، عددًا من الكلمات التي سلطت الضوء على الجرائم والانتهاكات الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد السابق بحق الشعبين السوري والفلسطيني، مؤكدين وحدة المصير والأهداف بين الشعبين، ومتمنين أن تستعيد سوريا أمنها واستقرارها بعد سنوات الحرب والمعاناة.
التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية
استنكر المتحدثون خلال الفعالية، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، معتبرين إياها «تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا» لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مطالبين مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم وإدانة هذه الاعتداءات، وضرورة إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية والتزام قواعد القانون الدولي.
تخليد ذكرى ضحايا المخيم
علق أعضاء البيت الفلسطيني خلال الفعالية صورًا لضحايا فلسطينيين قضوا بسبب التعذيب والقنص والقصف الذي مارسه النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وذلك على جدران الأبنية المجاورة لساحة الفعالية، في محاولة منهم لإحياء ذكراهم وإبراز معاناتهم الإنسانية.
البيت الفلسطيني ودوره في المجتمع
يُشار إلى أن البيت الفلسطيني هو مبادرة مستقلة غير حكومية وغير ربحية، تأسس على يد مجموعة من نشطاء مخيم اليرموك تحت شعار "تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة"، ويسعى إلى تمكين الأفراد ماديًا وصحيًا ومعرفيًا، بهدف بناء مجتمع قادر على الارتقاء بنفسه وتحقيق تطلعاته المستقبلية.
تحديات معقدة تواجه الفلسطينيين في سوريا
ذكرت سابقًا "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن الفلسطينيين في سوريا يواجهون أوضاعًا معقدة على الصعيدين الإنساني والسياسي، بسبب تشتتهم بين الأطراف والفصائل المتصارعة، مما يمنع تشكيل كيان تمثيلي موحد يعبر عن مصالحهم ويحافظ على هويتهم الجماعية.
وأضافت المجموعة، أن الوضع المعيشي للفلسطينيين ازداد سوءًا جراء الحرب، وخاصة في المخيمات التي ما تزال تعاني الدمار وقلة الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية، كما أكد ناشطون فلسطينيون أن غياب التمثيل السياسي الموحد يحرمهم من الدفاع عن حقوقهم بفاعلية في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية القاسية في البلاد.
ويُقدر عدد الفلسطينيين في سوريا بنحو 460 ألف شخص، يعتمد معظمهم على المساعدات الإنسانية المقدمة من وكالة "أونروا" لتأمين احتياجاتهم الأساسية اليومية، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
ضرورة التمثيل السياسي الفعال
شدد الناشطون الفلسطينيون في سوريا على ضرورة تشكيل كيان تمثيلي حقيقي للفلسطينيين، يمكّنهم من المشاركة الفاعلة في أي عملية سياسية أو تنموية مستقبلية، ويضمن حقوقهم التاريخية ويحميهم من التهميش.
وفي ظل استمرار هذه التحديات، تبرز الحاجة الملحة لتضافر الجهود المحلية والدولية لمعالجة أوضاع الفلسطينيين في سوريا، وضمان مشاركتهم في بناء مستقبل البلاد، بما يحقق طموحاتهم ويحفظ كرامتهم.