ندوة في الدوحة تبحث دور الإعلام في مواجهة الخطاب الطائفي وتعزيز السلم الأهلي
ندوة في الدوحة تبحث دور الإعلام في مواجهة الخطاب الطائفي وتعزيز السلم الأهلي
● أخبار سورية ٣١ يوليو ٢٠٢٥

ندوة في الدوحة تبحث دور الإعلام في مواجهة الخطاب الطائفي وتعزيز السلم الأهلي

نظّم نادي الإعلاميين السوريين في قطر، مساء الثلاثاء، ندوة حوارية بعنوان "دور الإعلام في مواجهة الخطابات الطائفية وتعزيز السلم الأهلي"، بحضور نخبة من الباحثين والخبراء في الشأن السوري، وذلك ضمن فعاليات استضافها مركز الصحافة القطري في العاصمة الدوحة.

استضافت الندوة كلًا من الدكتور مروان قبلان، مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والكاتب والباحث الدكتور مضر الدبس، فيما تولّت الإعلامية رولا حيدر إدارة الجلسة التي تناولت تحليلاً معمقًا لتصاعد الخطاب الطائفي في سوريا ودور الإعلام في التعامل معه.

تسليط الضوء على التحولات الأخيرة
ركزت النقاشات على تفكيك ديناميات الخطاب الطائفي في سوريا، لا سيما في أعقاب الأحداث المتصاعدة في محافظة السويداء ومناطق أخرى جنوب البلاد. وناقش المتحدثون كيف تسهم الخطابات ذات البُعد الطائفي والعشائري في إذكاء الانقسام، مؤكدين على خطورة تحول المصطلحات المناطقية أو الدينية إلى أدوات تعبئة وتحريض في سياق مشحون.

 بين حرية التعبير وفوضى السرديات
تطرّقت الندوة إلى إشكالية التوازن بين حرية التعبير وبين الانفلات الخطابي في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مشددة على ضرورة تطوير معايير مهنية للتعامل مع قضايا الهوية والانتماء، والابتعاد عن خطاب الكراهية، خاصة في ظل ما وصفه بعض المتحدثين بـ"الانفجار الطائفي" الذي يهدد استقرار المناطق المحررة.

السويداء نموذجًا للأزمة المتراكمة
خلال النقاش، طُرحت السويداء كمثال صارخ على تراكمات الأزمة السورية، حيث باتت تعكس هشاشة الوضع الاجتماعي وخطورة الخطابات العابرة للمسؤولية الوطنية. واعتبر المشاركون أن أي معالجة إعلامية لا تستند إلى وعي بتاريخ الصراع وطبيعة المجتمع المحلي تكرّس الاصطفافات وتعيد إنتاج أسباب الصراع.

نحو خطاب جامع يعزز المواطنة
خلصت الندوة إلى التأكيد على مسؤولية الإعلاميين والفاعلين في الحقل الإعلامي بضرورة بلورة خطاب وطني جامع، يُعلي من شأن قيم المواطنة والتعدد والتعايش، ويقف في وجه مشاريع التمزيق التي تغذّيها روايات طائفية أو جهوية تستفيد من ضعف الخطاب المهني الموحد.

وشارك الحضور في نقاش موسّع تناول قضايا متفرعة شملت فوضى المنصات الرقمية، وانعكاسات خطاب الكراهية على مستقبل العدالة الانتقالية في سوريا، مشددين على أهمية تبني أطر مهنية وأخلاقية واضحة تعيد الاعتبار لدور الإعلام كجسر لبناء السلم الأهلي، لا كأداة لتفكيكه.

الكاتب: مصطفى قنطار
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ