
"نتنياهو" يشترط ضمان مصالح إسرائيل و"الشرع" يؤكد حماية السيادة السورية
أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا أكد فيه أن «المفاوضات مع سوريا مستمرة»، لكنه شدد على أن أي نتائج نهائية مرهونة بـ«ضمان مصالح إسرائيل»، موضحًا أن هذه المصالح تشمل –من بين أمور أخرى– نزع السلاح في جنوب غرب سوريا، وضمان سلامة وأمن الطائفة الدرزية، وفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ونقلت مصادر مطلعة على المحادثات أن دمشق تسرّع –تحت ضغط أمريكي– وتيرة المفاوضات مع إسرائيل حول اتفاقية أمنية تأمل من خلالها استعادة أراضٍ استولت عليها تل أبيب في الآونة الأخيرة، لكن هذه المحادثات ما تزال بعيدة عن أن تكون معاهدة سلام شاملة، وكان نتنياهو قد صرّح الأحد الماضي أنه «تم إحراز تقدم في الاتفاق الأمني مع سوريا، لكن إبرامه ليس أمرًا وشيكًا».
موقف دمشق: نحو صيغة تضمن السيادة وتبدد المخاوف
من جهته، كشف الرئيس أحمد الشرع خلال قمة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن بلاده وصلت إلى «مرحلة متقدمة في المحادثات الأمنية مع إسرائيل»، مشددًا على أن الهدف هو الحفاظ على السيادة السورية وتبديد المخاوف الأمنية الإسرائيلية.
وأوضح الشرع أن المرحلة الأولى تتمثل في «الاتفاق الأمني»، وإذا كانت لدى إسرائيل هواجس يمكن مناقشتها عبر وسطاء، مؤكداً أن سوريا ماضية في اتجاه ألا تشكّل أراضيها أي تهديد لأي منطقة.
وساطة أمريكية ومسار متعثر
وسبق أن كشف المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، أن دمشق وتل أبيب على وشك التوصل إلى «اتفاق تهدئة» توقف بموجبه إسرائيل هجماتها الجوية، بينما تتعهد سوريا بعدم نقل معدات ثقيلة قرب الحدود، معتبرًا أن هذه الخطوة ستكون بمثابة المرحلة الأولى نحو الاتفاق الأمني الشامل.
وأوضح باراك للصحفيين على هامش اجتماعات الأمم المتحدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «سعى شخصيًا إلى إبرام الاتفاق وكان من المتوقع الإعلان عنه هذا الأسبوع، لكن عطلة رأس السنة اليهودية وتباطؤ بعض الملفات أبطأ العملية»، مضيفًا: «أعتقد أن الجميع يتعاملون مع الأمر بحسن نية».
من التهدئة إلى السلام
الرئيس الشرع كان قد أعلن في وقت سابق أنه لا يريد الدخول في معركة مع إسرائيل وأنه «يجب البحث عن وسائل للعيش المشترك بين السوريين والإسرائيليين»، وأشار في كلمته أمام قمة «كونكورديا» إلى أن المفاوضات وصلت إلى «مراحل متقدمة» على أساس اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل والمجتمع الدولي، وأن دمشق مستعدة لمناقشة المخاوف الأمنية الإسرائيلية في إطار اتفاق يضمن ألا تشكّل الأراضي السورية أي تهديد لأي منطقة.