"نابل والوكيل" قادة ميليشيات يدفعون لإثارة الفوضى وتجييش الطائفة المسيحية بعد حادثة السقيلبية
أخذت حادثة حرق أجزاء من شجرة عيد الميلاد في مدينة السقيلبية، ذات الأغلبية المسيحية بريف حماة، صدى واسعاً بين مستنكر ورافض ومحذر من مغبة هذه التصرفات التي سعت السلطات المحلية لتدارك الموقف واعتقال المتورطين وتطمين أبناء الطائفة والشخصيات الدينية بعدم تكراراهاً، لكن يبدو أن هناك أطراف من فلول النظام البائد، تحاول اقتناص الفرص لإثارة الفوضى وتجييش الأقليات لتحقيق غايات شخصية.
ففي الوقت الذي لاقت الحادثة استنكاراً واسعاً في أوساط أبناء الشعب السوري عامة والحراك الثوري خاصة، لما لهذه التصرفات الغير منضبطة من آثار سلبية على بنية المجتمع السوري، في مرحلة صعبة تمر بها سوريا بعد إسقاط نظام الأسد والعمل على إعادة بناء الدولة بمشاركة كل القوى والأطراف، دون الخوض في حروب انتقامية أو طائفية ستجر المنطقة عامة للخراب.
وفي سياق ماحصل، اتهم الناشط الإعلامي "ماجد عبد النور"، في مقطع فيديو نشره على صفحته على "فيسبوك"، قادة ميليشيات النظام الساقط، بإثارة النعرات الطائفية والتحريك باتجاه تجييش وتحريض أبناء الطائفة المسيحية، عبر مظاهرات رفعت "الصليب" عقب حادثة تخريب شجرة عيد الميلاد في السقيلبية.
واعتبر "عبد النور" أن التظاهرات التي خرجت يوم أمس في السقيلبية ومناطق بدمشق، ترفع "الصليب" جاء بدفع من زعامات ميليشيات النظام السابق "سمعون الوكيل ونابل العبد الله"، في محاولة لخلق فتة كبيرة وإثارة النعرات الطائفية، والدفع باتجاه حرب أهلية طائفية، لتمرير مشاريع النظام البائد.
وقال الناشط إنه من المؤسف خروج تظاهرات ترفع الصليب، وتذكر بأحداث القرون الوسطى، من أجل غصن شجرة ارتكب حماقته بعض الموتورين (حرق شجرة عيد الميلاد) وقامت السلطات المعنية بحل الإشكال، في وقت لاتزال آلاف الأمهات تبحث عن خبر عن أبنائها المعتقلين في صيدنايا، وآلاف الأمهات من ذوي الشهداء لاتزال في المخيمات، وملايين السوريين في بلاد الاغتراب.
وأكد الناشط أن قادة ميليشيات النظام "سمعون الوكيل ونابل العبد الله"، يحاولون بث النعرات الطائفية والتضحية بأبناء الطائفة المسيحية في سوريا، للنجاة من المحاسبة والعقاب، جراء ما اقترفاه عبر تزعمهما ميليشيات النظام من جرائم حرب في ريف حماة من قصف وقتل وتدمير للمساجد والمقدسات.
وبين "عبد النور" أن مساعي هؤلاء الشبيحة يسعون لحرب أهلية، مذكراً بأنهم يستدرجون السلطات الحالية في سوريا الي أسقطت حكم الأسد وإيران وروسيا لخيار ليس في صالح قادة الميليشيات تلك، وأن هذه التظاهرات التي خرجت هدفها واضح في خلق الفوضى وجر الطائفة المسيحية لحرب أهلية، رغم رفع أبناء الثورة شعارات التسامح وأن سوريا للجميع.
وقال الناشط، إن الاستمرار في هذه الاستفزازات ستدفع حاضنة "الشرع" الصامتة على غجر تلك الميليشيات للتحرك وأخذ حقوقها بالقوة ومحاسبة كل من تورط بالدم، مطالباً عقلاء السقيلبية بلجم من أسماهم "القذارات"، لمنع الوصول لمرحلة صعبة، إذ ان أوجاع السوريين لاتزال قائمة، وتنتظر بناء الدولة والوطن دون الخوض في حروب جانبية أو انتقامية.
وأكد الناشط أن الدخول في حرب طائفة ليس في صالح أي طرف، وأن من استطاع تدمير وإسقاط النظام المدعوم إيرانياً وروسياً، لن يكون من الصعب عليه مواجهة أي طرف يسعى لتخريب البلاد، معتبراً أن الاستفزاز يولد الاستفزاز، في وقت اعتبر أن الطرف الآخر هو "بركان" ممكن أن ينفجر في أي وقت لمحاسبة المجرمين.
وأشار إلى أن رفع الصليب فيه إشارات كبيرة، وأنها تهدد بالحروب الدولية في القرون الوسطى، وأنها لاتخدم أي طرف، مطالباً لمرة جديدة العقلاء لوقف تلك التصرفات والاستفزازات، وترك الأمور للسلطات الي تتولى إدارة المنطقة، مذكراً بسكوت هؤلاء الشبيحة طيلة السنوات الماضية على ذبح الشعب السوري، في وقت يحاولون التجييش لأجل حادثة تخريب غصن شجرة.
و"نابل العبد الله، الذي ينحدر من السقيلبية لم يكن معروفاً قبل انطلاق الثورة السورية، وكان يعمل، حسب تقارير إعلامية، بالزراعة قبل افتتاحه محل اتصالات خليوية، وفي عام 2011، اتخذ غطاء الدين، للتقرب من نظام الأسد، الذي قدم دعماً، وجعله قائداً للدفاع الوطني في المدينة ذات الأغلبية المسيحية بهدف استمالة أبنائها.
عمل " نابل العبد الله" على إقامة معسكرات تدريبية في المدينة، وبدأ بضم الشباب وحتى الأطفال، وحظي بدعم كبير من قادة الجيش في نظام الأسد لتكون الميليشيا التي يقودها عماد الدفاع الوطني بريف حماة ضد أهالي المنطقة الذين تعرضوا للقتل والتهجير والقصف والتدمير على يد تلك الميليشيات.
وجاء التدخل الروسي في أيلول 2015، فرصة لـ "العبد الله" حيث اعتبرت نقطة تحول كبيرة بسبب الدعم الكبير الذي قدم له من قاعدة حميميم واتخاذه كرجل دين مسيحي، فقام بتوطيد علاقته مع روسيا وحظي بدعم عسكري كبير، وزار نابل موسكو عام 2019 لتمثيل منطقة سهل الغاب بريف حماة، في المؤتمر المسيحي العالمي الخامس الذي أقيم في العاصمة الروسية.
ومنحت روسيا العبد الله، وسام “الإخلاص لروسيا” من الدرجة الثانية، بسبب “نجاحه في تنفيذ مهام خاصة والمساهمة في تعزيز الصداقة القتالية ومكافحة الإرهاب في سورية”، حسب ما جاء في نص رسالة تكريم مرفقة، ولم يكن وسام “الإخلاص” الأول الذي يمنحه الروس لنابل، إذ كرمته وزارة الدفاع الروسية بوسام “الشجاعة والإقدام”، في 26 فبراير/ شباط 2018.
وظهر "نابل العبد الله" إلى جانب قائد الدفاع الوطني في محردة، سيمون الوكيل، في قاعدة حميميم عدة مرات، وعمل القياديات على تمكين الحضور الروسي وزج أبناء الطائفة المسيحية في قتال أبناء سوريا، وعملا على الظهور بأنهما المدافعين عن الأقليات المسيحية في سوريا.
سبق أن أدرج الاتحاد الأوروبي، شخصيات سورية وقياديين في قوات النظام ضمن قوائم العقوبات، وذلك لضلوعهم في تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية، وشملت كلاً من "نابل العبدالله"، قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة السقيلبية، اعتبره البيان مسؤولاً رئيسياً عن تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا، و"سيمون الوكيل"، قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة محردة بحماة، له تواصل مباشر مع قيادة القوات الروسية في سوريا، موكّل بالإشراف على عمليات تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا.
وشهدت مدينة السقيلبية بريف حماة توتراً شعبياً، يوم الاثنين 23 كانون الأول، عقب قيام عناصر وصفت أنها "غير منضبطة" تتبع لـ "إدارة العمليات العسكرية"، بإضرام النار في شجرة عيد الميلاد وسط المدينة، مما أثار استياءً واسعاً بين سكان المدينة الذين ينتمي غالبيتهم للطائفة المسيحية، وتفاعل واسع من قبل نشطاء الحراك الثوري وشخصيات من الإدارة الجديدة التي سارعت لتدارك الموقف سريعاً وحل الأمر.
وكانت أظهرت إدارة المعركة سواء العسكرية أو السياسية تفوقاً ووعياً كاملاً في طبيعة المرحلة والمواقف الدولية، وأصدرت بيانات طمأنة لكل المكونات والأقليات الكردية - المسيحية - الشيعية والعلوية) وبعثت برسالات أظهرت ارتياحاً دولياً من سير العمليات وعدم التعرض لتلك الأقليات.