
"من ميزانية الدولة".. النظام يعتزم تأهيل "مجمع حافظ الرياضي" وسط تجاهله لتدهور المعيشة
أعلن نظام الأسد عزمه إعادة تأهيل مجمع رياضي ضخم يحمل اسم مؤسس النظام المجرم "حافظ الأسد"، وذلك تزامناً مع الأزمات الاقتصادية الخانقة بمناطق سيطرة النظام المتجاهل لها مع إعلانه عن المشروع الأخير، وفق ما ذكره موقع "سبوتنيك" الروسي.
ونقل الموقع عن "أيهم تحلية" مسؤول المركز قوله إن سلطات نظامه تعتزم "استكمال إعادة إعمار ما وصفه بأنه واحد من أكبر المجمعات الرياضية في الشرق الأوسط وأكبر مجمع رياضي في البلاد محافظة اللاذقية خلال عامين".
وذكر أن "إعادة الإعمار على حساب ميزانية الدولة، وقد وقعت الدولة عقدًا مع مقاولين"، وفق تعبيره، واستنادا لما يجري الحديث عنه عن حجم المجمع يرجح بأن يكون النظام خصص ميزانية ضخمة اقتتطاعها من مخصصات الشعب الذي يكابد الجوع والمعاناة اليومية.
ووفق مزاعم "تحلية" فإن المركز "استخدم كمخيم لـ 30 ألف لاجئ خلال الحرب حيث تم إيواء اللاجئين من الرقة ودير الزور ضمن ملاعب رياضية، وتعرضت جميع الأرضيات للتلف"، حسب وصفه.
وأضاف، أن المجمع يضم قاعة الرياضة والحفلات الموسيقية التي يجري تأهيلها وكانت شهدت تنظيم ما قال إنه "المهرجان الثقافي "الحب والسلام" ببرامج الحفلات الموسيقية، ويجري تنسيق أراضي المنتزه حيث زرعت زقاق الصداقة السورية الروسية".
ولفت إلى أن "يغطي المجمع الرياضي مساحة 156 هكتاراً وهو من أكبر المجمعات في الشرق الأوسط 56 هكتاراً من المساحات الداخلية و 100 هكتار من المرافق الخارجية. ويحوي العديد من الصالات والملاعب بعد تشييده في عام 1987، وفق المسؤول.
وكان أثار افتتاح النظام متحفاً يضم مقتنيات، "باسل الأسد"، شقيق رأس النظام "بشار الأسد"، جدلاً على الصفحات الموالية وسط استهجان عدد من الموالين من هذه الخطوة في الوقت الذي تعيش فيه البلاد ظروف معيشية "مزرية" وسط استمرار تجاهل النظام.
وبحسب وكالة أنباء النظام "سانا" حينها فإنّ المتحف افتتح تحت مسمى "الشهيد الفارس الذهبي باسل الأسد"، في مدينة الأسد الرياضية باللاذقية ويضم المعرض أحذية "باسل الأسد" وجميع مقتنياته عبر مراحل حياته الشخصية كاملة، منذ ولادته وحتى مصرعه.
وما يشير إلى تكلفته الباهظة قالت الوكالة وقتذاك إن المتحف تبلغ مساحته الداخلية 350 متر مربع، ويضم أكثر من 60 صورة وكأسا وميدالية إضافة إلى لباس الفروسية والسروج التي يضعها على الخيول التي يمتطيها بينما يتضمن الموقع العام حدائق بمساحة 8000 متر مربع، حسبما ذكرت عبر موقعها.
في حين زعم أمين فرع ما يُسمى بـ"حزب البعث" باللاذقية "هيثم إسماعيل" بأن افتتاح المتحف هو "رسالة للعالم بأن سورية ستبقى بلد محبة وسلام كما كانت منذ القدم منوها بصفات الفارس باسل الذي تميز بها خلال مسيرة حياته"، وفق تعبيره.
وفي تصريح لمحافظ اللاذقية "إبراهيم السالم" قال إن افتتاح متحف في مدينة الأسد الرياضية يشكل "حكاية شعب ووطن وطالب مدرسة وجامعة وفارس ورياضي ومظلي وضابط ومهندس"، وذلك في وصفه لـ"باسل" الذي قضى في العام 1994 بحادث سير على طريق مطار دمشق الدولي.
بالمقابل لاقى افتتاح المتحف كما ردة الفعل المتوقعة من إعلام تأهيل المجمع استهجانا على وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما من قبل متابعي الصفحات الموالية وتمحورت معظم التعليقات حول أن "باسل الأسد" مات قبل أكثر من 26 عاماً، وإنشاء متحف له بعد كل هذه السنين غير مفهوم ولا مجدي، وفق تعبيرهم.
ويرى ناشطون بأن هذا الإجراء القاضي بإعادة تأهيل المجمع الرياضي باسم حافظ الأسد وقبله افتتاح متحف باسم "باسل"، يهدف إلى ترسيخ سلطة النظام الإجرامية ويتجلى فيها كيفية تجاهل الواقع المعيشي المتدني، وليست الحادثة الأولى إذ سبقها ما يثبت أن النظام ماضٍ في نهجه القائم على التسلط والاستبداد والفساد، ومثالا على ذلك افتتاح المعارض والمؤتمرات واستيراد الهواتف الذكية والسيارات الفارهة في وقت يعيش فيه الغالبية العظمى من المواطنين تحت خط الفقر والجوع.