مقرات ومخازن إيران تؤرق سكان مناطق سيطرة النظام وتبعث الرعب بينهم
امتعض عدد كبير من سكان مناطق سيطرة النظام من انتشار واسع للميليشيات الإيرانية ضمن مقرات ومواقع بينها مستودعات أسلحة وذخيرة ضمن المناطق السكنية ما يعرضهم لخطر الاستهداف الإسرائيلي المتكرر ضد هذه الميليشيات في سوريا.
وتداول موالون لميليشيات "حزب الله اللبناني" جولات مصورة ضمن مدينة حمص وسط سوريا توثق عبور أرتال من السيارات والدراجات الأمر الذي أثار حفيظة الموالين لنظام الأسد وسط توتر واستياء من تزايد نشاط الميليشيات الموالية لطهران في عدة مناطق سورية.
وفي سياق تصاعد حالة الاستياء الشعبي بهذا الشأن رصدت صحيفة "الشرق الأوسط" التملل الكبير والذي بات ملحوظا بشكل واضح من وجود المقرات العسكرية التابعة لإيران و"حزب الله" ما زاد حالة الامتعاض والاستياء الشعبي السوري من هذا الوجود.
وربطت الصحيفة بين توسع رقعة الاستياء من تواجد إيران وميليشياتها مع اتساع رقعة التوغل والقصف الإسرائيلي الذي تكرر مؤخراً، ونقلت عن طالب جامعي يسكن المدينة الجامعية باللاذقية بأن الانفجارات التي نجمت عن القصف الإسرائيلي غير مسبوقة.
وأكد أن الانفجارات قوية جداً وسط حالة الرعب أصابت السكان، لافتا إلى أن الضربة استهدفت مخازن أسلحة وذخيرة، وعبر عن استياء كبير من جعل نظام الأسد من سوريا مفتوحة لإيران وحزب الله في وقت يدفع السكان ثمن ذلك.
ونوه إلى أن حالة من الرفض والسخط تتصاعد من وجود إيران وميليشياتها في سوريا، وأكد ناشطون على مواقع التواصل، أن تخزين الأسلحة وتأجير الشقق للميليشيات الإيرانية يؤدي إلى بث الرعب وقتل المدنيين وتعريض السكان لخاطر انفجار مستودعات الذخيرة.
إلى ذلك نقلت الصحيفة عن سكان في قرية جباثا الخشب جنوب سوريا حديثهم عن القلق من التوغل الإسرائيلي في أراضيهم وشددوا على رفضهم الوجود العسكري لإيران، وأكد أهالي قرى القطاع الشمالي في القنيطرة أن إيران هي السبب بالتوتر الحاصل في معظم البؤر الساخنة في المنطقة.
وتقزمت مطالب الموالين لنظام الأسد من الرد على الغارات الإسرائيلية إلى مطالب تشدد على ضرورة إخلاء مواقع الميليشيات الإيرانية من المناطق السكنية وعدم التسبب بمزيد من الضربات الجوية التي تزايدت مؤخراً إلى درجة أن تعرض مباني للقصف في عمق العاصمة السورية دمشق بات خبراً اعتيادياً في الصحافة والإعلام.
وأشارت صحيفة العرب المعروفة بـ"العرب اللندنية" في شباط/ فبراير الماضي إلى تحول أحياء راقية في سوريا إلى مربعات إيرانية أمنية، في حين رصدت شبكة شام الإخبارية، العديد من المنشورات والتعليقات التي تشير إلى تحول مطالب الموالين بشكل لافت، حيث بات الموالين للنظام يعيشون حالة من الخوف والهلع نتيجة انتشار المقرات والمواقع الإيرانية لا سيّما في العاصمة دمشق.
وتضمنت المنشورات المشار إليها دعوات لعدم تأجير منازل جديدة للأشخاص يحملون الجنسية الإيرانية خشية تحولها لمقرات إضافية قد توسع رقعة الاستهدافات المتكررة، وحمل موالون للنظام مسؤولية انتشار المقرات الإيرانية لأصحاب المنازل والمكاتب العقارية إلا أنهم الحلقة الأخيرة والأضعف.
والأجدر بهذه الدعوات أن تطالب رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" الذي جلب الاحتلال الإيراني لقتل وتهجير السوريين، وأصبح وجودهم كقوة احتلال أمراً واقعياً، ولكن من أغرق البلاد بالديون والمخدرات الإيرانية لن يسعى على وقف التمدد الإيراني علاوة على أن الأمر خارج سيطرته إذ يخضع للميليشيات الإيرانية كأحد عناصرها في سوريا.
ولم يعد انتقاد الموالين للنظام السوري لما كان يطلقون عليه "الحليف الإيراني"، سراً بل تضج صفحات وحسابات موالية بانتقادات واستهجان علني، وعلى سبيل السخرية أيضا تداولت صفحات صورة تشير إلى حالة من الخوف حين يعلم السكان أن هناك مستأجرين جدد في المبنى ثم يتبين أنهم يتكلمون اللغة الفارسية، ما يعني أن المبنى سيتم قصفه لاحقا مع وجود مقر للميليشيات الإيرانية.
وأكد الباحث الداعم للأسد "أمجد بدران"، أن "السياسية الإيرانية غير واضحة للإيرانيين أنفسهم"، وذكر أن هناك مدنيين سوريين يتم قتلهم في كل استهداف وفق البيانات الرسمية، معتبرا أن تصريحات إيران بخصوص سحب مستشاريها من سوريا "سذاجة وغبية"، وذكر أن "الخفة الايرانية تصل حد التهريج"، و"على إيران تحديد ماذا تريد دون أسر الأجيال".
وذكرت صحيفة "العرب اللندنية" أن عددا من الأحياء الراقية في دمشق وحمص تحولت إلى أشبه بمربعات إيرانية، وهو ما يفسر التركيز الإسرائيلي عليها في الفترة الأخيرة، وخلال شهر واحد قصف الاحتلال الإسرائيلي 3 أحياء هي المزة فيلات وكفرسوسة بدمشق وشارع الحمرا في حمص.
ونوهت إلى أن قيادات من الحرس الثوري والميليشيات الموالية له عمدت في السنوات الأخيرة إلى الاحتماء بالأحياء السكنية ولاسيما الراقية، وتضم المنطقة المستهدفة مباني سكنية ومدارس ومراكز ثقافية إيرانية، وتقع بالقرب من مجمع كبير يخضع لحراسة مشددة تستخدمه مخابرات الأسد.
وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أدانت استجلاب النظام السوري لعشرات الآلاف من الميليشيات الإيرانية لاستخدامها في مواجهة المطالب الشعبية بالتغيير الديمقراطي، إضافة لاستخدام النظام وحلفائه الإيرانيين منشآت مدنية لأغراض عسكرية، مما يعرض تلك المنشآت والمناطق المحيطة بها لخطر الهجمات ويهدد حياة المدنيين.