صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤

مطران الأرمن الكاثوليك يُطمئن الأقليات ويُحمل "الطابور الخامس" مسؤولية التجاوزات

حمّل "جورج أسادوريان" مطران الأرمن الكاثوليك في دمشق، من أسماهم "الطابور الخامس"، مسؤولية بعض التجاوزات الفردية التي طالت الطائفة المسيحية، وليس الإدارة الجديدة، وأعلن استعداده للعمل مع قائد إدارة العمليات "أحمد الشرع" وغيره من أجل سوريا الجديدة.

وأضاف المطران في حوار مع موقع "العربية.نت" أن المخاوف طبيعية مع تغيير كبير بمستوى سقوط النظام، ولفت إلى أن مسؤولي السلطات الجديدة تغيروا عن سابق عهدهم وبثوا روح الطمأنينة.

ووجه المطران "أسادوريان"، رسالة للأقليات أكد فيها على أن الأخوة هي أساس العلاقات في سوريا، متمنياً أن يكون السلام سيد الموقف بعد أن عانت سوريا والسوريين من 14 عاما من الحروب.

وأكد أنه طلب من إدارة العمليات أن تكون سوريا واحدة للجميع يعيش تحتا كل السوريون تحت سقف القانون، وطالب الإدارة الجديدة بأن يكون للمسيحيين دور فعال في الدستور، مشددا على أنهم جزء لا يتجزء من سوريا الحرة.


وكانت أعلنت حكومة تسيير الأعمال السورية، يوم الثلاثاء 24 كانون الأول/ ديسمبر، عن تحديد عطلة رسمية لمدة يومين، وفق بيان رسمي، وذلك تزامناً مع حلول أعياد الميلاد، وذكرت رئاسة مجلس الوزراء أنّه تقرر تعطل المؤسسات الحكومية يومي الأربعاء والخميس الموافقين لـ 25 و 26 ‏كانون الأول 2024، حسب نص البيان.

وكانت أخذت حادثة حرق أجزاء من شجرة عيد الميلاد في مدينة السقيلبية، ذات الأغلبية المسيحية بريف حماة، صدى واسعاً بين مستنكر ورافض ومحذر من مغبة هذه التصرفات التي سعت السلطات المحلية لتدارك الموقف واعتقال المتورطين وتطمين أبناء الطائفة والشخصيات الدينية بعدم تكراراهاً، لكن يبدو أن هناك أطراف من فلول النظام البائد، تحاول اقتناص الفرص لإثارة الفوضى وتجييش الأقليات لتحقيق غايات شخصية.

ففي الوقت الذي لاقت الحادثة استنكاراً واسعاً في أوساط أبناء الشعب السوري عامة والحراك الثوري خاصة، لما لهذه التصرفات الغير منضبطة من آثار سلبية على بنية المجتمع السوري، في مرحلة صعبة تمر بها سوريا بعد إسقاط نظام الأسد والعمل على إعادة بناء الدولة بمشاركة كل القوى والأطراف، دون الخوض في حروب انتقامية أو طائفية ستجر المنطقة عامة للخراب.

وفي سياق ماحصل، اتهم الناشط الإعلامي "ماجد عبد النور"، في مقطع فيديو نشره على صفحته على "فيسبوك"، قادة ميليشيات النظام الساقط، بإثارة النعرات الطائفية والتحريك باتجاه تجييش وتحريض أبناء الطائفة المسيحية، عبر مظاهرات رفعت "الصليب" عقب حادثة تخريب شجرة عيد الميلاد في السقيلبية.

واعتبر "عبد النور" أن التظاهرات التي خرجت يوم أمس في السقيلبية ومناطق بدمشق، ترفع "الصليب" جاء بدفع من زعامات ميليشيات النظام السابق "سمعون الوكيل ونابل العبد الله"، في محاولة لخلق فتة كبيرة وإثارة النعرات الطائفية، والدفع باتجاه حرب أهلية طائفية، لتمرير مشاريع النظام البائد.

وقال الناشط إنه من المؤسف خروج تظاهرات ترفع الصليب، وتذكر بأحداث القرون الوسطى، من أجل غصن شجرة ارتكب حماقته بعض الموتورين (حرق شجرة عيد الميلاد) وقامت السلطات المعنية بحل الإشكال، في وقت لاتزال آلاف الأمهات تبحث عن خبر عن أبنائها المعتقلين في صيدنايا، وآلاف الأمهات من ذوي الشهداء لاتزال في المخيمات، وملايين السوريين في بلاد الاغتراب.

وأكد الناشط أن قادة ميليشيات النظام "سمعون الوكيل ونابل العبد الله"، يحاولون بث النعرات الطائفية والتضحية بأبناء الطائفة المسيحية في سوريا، للنجاة من المحاسبة والعقاب، جراء ما اقترفاه عبر تزعمهما ميليشيات النظام من جرائم حرب في ريف حماة من قصف وقتل وتدمير للمساجد والمقدسات.

وبين "عبد النور" أن مساعي هؤلاء الشبيحة يسعون لحرب أهلية، مذكراً بأنهم يستدرجون السلطات الحالية في سوريا الي أسقطت حكم الأسد وإيران وروسيا لخيار ليس في صالح قادة الميليشيات تلك، وأن هذه التظاهرات التي خرجت هدفها واضح في خلق الفوضى وجر الطائفة المسيحية لحرب أهلية، رغم رفع أبناء الثورة شعارات التسامح وأن سوريا للجميع.

وقال الناشط، إن الاستمرار في هذه الاستفزازات ستدفع حاضنة "الشرع" الصامتة على غجر تلك الميليشيات للتحرك وأخذ حقوقها بالقوة ومحاسبة كل من تورط بالدم، مطالباً عقلاء السقيلبية بلجم من أسماهم "القذارات"، لمنع الوصول لمرحلة صعبة، إذ ان أوجاع السوريين لاتزال قائمة، وتنتظر بناء الدولة والوطن دون الخوض في حروب جانبية أو انتقامية.

وأكد الناشط أن الدخول في حرب طائفة ليس في صالح أي طرف، وأن من استطاع تدمير وإسقاط النظام المدعوم إيرانياً وروسياً، لن يكون من الصعب عليه مواجهة أي طرف يسعى لتخريب البلاد، معتبراً أن الاستفزاز يولد الاستفزاز، في وقت اعتبر أن الطرف الآخر هو "بركان" ممكن أن ينفجر في أي وقت لمحاسبة المجرمين.

وأشار إلى أن رفع الصليب فيه إشارات كبيرة، وأنها تهدد بالحروب الدولية في القرون الوسطى، وأنها لاتخدم أي طرف، مطالباً لمرة جديدة العقلاء لوقف تلك التصرفات والاستفزازات، وترك الأمور للسلطات الي تتولى إدارة المنطقة، مذكراً بسكوت هؤلاء الشبيحة طيلة السنوات الماضية على ذبح الشعب السوري، في وقت يحاولون التجييش لأجل حادثة تخريب غصن شجرة.

وشهدت مدينة السقيلبية بريف حماة توتراً شعبياً، يوم الاثنين 23 كانون الأول، عقب قيام عناصر وصفت أنها "غير منضبطة" تتبع لـ "إدارة العمليات العسكرية"، بإضرام النار في شجرة عيد الميلاد وسط المدينة، مما أثار استياءً واسعاً بين سكان المدينة الذين ينتمي غالبيتهم للطائفة المسيحية، وتفاعل واسع من قبل نشطاء الحراك الثوري وشخصيات من الإدارة الجديدة التي سارعت لتدارك الموقف سريعاً وحل الأمر.

وكانت أظهرت إدارة المعركة سواء العسكرية أو السياسية تفوقاً ووعياً كاملاً في طبيعة المرحلة والمواقف الدولية، وأصدرت بيانات طمأنة لكل المكونات والأقليات الكردية - المسيحية - الشيعية والعلوية) وبعثت برسالات أظهرت ارتياحاً دولياً من سير العمليات وعدم التعرض لتلك الأقليات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ