مصادر عبرية: الجنرال عليان زار جنوب سوريا والتقى قيادات درزية
مصادر عبرية: الجنرال عليان زار جنوب سوريا والتقى قيادات درزية
● أخبار سورية ٤ مايو ٢٠٢٥

مصادر عبرية: الجنرال عليان زار جنوب سوريا والتقى قيادات درزية

كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن زيارة قام بها الجنرال رَسّان عليان، منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، إلى جنوب سوريا، حيث التقى بقيادات من الطائفة الدرزية. وأوضحت الإذاعة أن الزيارة جاءت في سياق متابعة التطورات الأخيرة في المنطقة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وتزامنت الزيارة مع توتر شديد في محافظة السويداء جنوب سوريا، على خلفية الاشتباكات الأخيرة وأحداث أشرفية صحنايا، التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، ودفعت وجهاء الطائفة الدرزية إلى إصدار بيانات تحذيرية.

وقالت مصادر عبرية أن عليان انضم إليه مسؤولون آخرون وضباط من جيش الاحتلال الإسرائيلي "لمناقشة الاحتياجات الإنسانية والأمنية للمجتمع الدرزي"، في حين لم يتم الكشف عن المناطق التي زارها الضابط الإسرائيلي بالتحديد، بينما قالت مصادر محلية أن اللقاء قد يكون جرى في قرية حضر.

وكان الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز، قد أصدر بيانًا تصعيديًا دعا فيه إلى حماية دولية للطائفة، متهمًا الحكومة السورية بتغذية الفتن والإرهاب عبر أذرعها المسلحة، وموضحًا أن ما شهدته المحافظة من أحداث دموية يُعد جريمة إبادة بحق المدنيين.

وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الحكومة السورية ووجهاء السويداء، شمل الإفراج عن عدد من الموقوفين وإعادة ضبط الأوضاع الأمنية، في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع انفجار الموقف بشكل أوسع.

من هو رَسّان عليان؟

رَسّان عليان هو جنرال إسرائيلي من الطائفة الدرزية، شغل عدة مناصب عسكرية أبرزها قائد لواء غولاني، ويشغل حاليًا منصب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. يُعرف عليان بعلاقاته الواسعة مع الطائفة الدرزية داخل إسرائيل وخارجها، ويُنظر إلى تحركاته الأخيرة في الجنوب السوري كجزء من سياسة إسرائيل الرامية إلى تعزيز علاقاتها مع الدروز في سوريا.

استغلال الطائفة الدرزية لتحقيق أجندات إسرائيلية

تكشف زيارة عليان الأخيرة وما تبعها من تصريحات رسمية إسرائيلية عن نهج ثابت تتبعه تل أبيب منذ سنوات، يقوم على استخدام الطائفة الدرزية كأداة ضغط وذريعة للتدخل في الشأن السوري. فبينما ترفع إسرائيل شعار “حماية الدروز” وتقدّم نفسها كحامٍ لأبناء الطائفة في الجنوب السوري، تنفّذ في الوقت ذاته ضربات عسكرية منتظمة تستهدف كل ما تعتبره تهديدًا عسكريًا لحدودها، بما في ذلك منشآت الجيش السوري وقواته الدفاعية.

ويرى محلّلون أن إسرائيل تحاول تثبيت معادلة جديدة في جنوب سوريا، تقوم على إضعاف الدولة السورية عسكريًا وأمنيًا، مع تعزيز حضورها السياسي عبر فتح قنوات مع بعض الشخصيات الدرزية أو تقديم نفسها كوسيط ضامن لحماية هذه الأقلية، وهو ما بدا واضحًا في التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع عقب كل توتر أمني في السويداء أو الجنوب عمومًا.

وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه السياسة إلى تحقيق هدفين متوازيين: الأول هو إحكام سيطرتها على حدودها الشمالية ومنع أي نفوذ سوري أو إيراني من الترسّخ هناك، والثاني هو ضرب وحدة الدولة السورية من الداخل عبر إذكاء التوترات الطائفية وتقديم نفسها كبديل موثوق لبعض الفئات المحلية.

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن إسرائيل تعمل على إعادة رسم المشهد في الجنوب السوري مستفيدة من كل فرصة لتمرير أجندتها الأمنية، مستخدمة خطاب الحماية كواجهة، بينما الهدف الأعمق هو فرض واقع جديد يضمن لها السيطرة المطلقة على حدودها ويضعف خصومها في آنٍ واحد.

 

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ