مصادر إعلامية :: محادثات مباشرة بين دمشق وتل أبيب في أذربيجان 
مصادر إعلامية :: محادثات مباشرة بين دمشق وتل أبيب في أذربيجان 
● أخبار سورية ١٨ مايو ٢٠٢٥

مصادر إعلامية :: محادثات مباشرة بين دمشق وتل أبيب في أذربيجان 

كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية وأميركية عن انعقاد محادثات مباشرة بين مسؤولين من الحكومة السورية الجديدة ونظرائهم الإسرائيليين في العاصمة الأذربيجانية باكو، في تطور مفاجئ يعكس مرحلة جديدة من التفاعل الإقليمي مع دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وبحسب تقرير لشبكة “سي أن أن” الأميركية نقلًا عن مصدر إسرائيلي مطّلع، فقد جرت هذه المحادثات بحضور اللواء عوديد بسيوك، رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وممثلين عن الحكومة السورية، وذلك بمشاركة مسؤولين أتراك.

وقد أكدت القناة الإسرائيلية “12” بدورها أن الاجتماع يأتي في إطار “عملية إقليمية تجري بوساطة إماراتية”، مشيرة إلى أن أذربيجان استضافت اللقاء الأبرز.

من جانبه، أشار موقع “واينت” العبري إلى أن بسيوك اجتمع مع مسؤولين رفيعي المستوى مقرّبين من الرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة وفد من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وسط حضور تركي لافت، ما يؤكد التنسيق الثلاثي بين إسرائيل وتركيا وسوريا، ولو بشكل غير معلن.

ولفت التقرير إلى أن جهاز الاستخبارات التركي (MIT) يُعد حليفًا وثيقًا للحكومة السورية الجديدة، ما يفسر – حسب الموقع – اختيار أنقرة كجسر لهذه المحادثات، بوساطة من باكو.

وبينما لم تصدر دمشق أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه اللقاءات المباشرة، كان الرئيس السوري أحمد الشرع قد صرّح الأسبوع الماضي أن حكومته تُجري “مفاوضات غير مباشرة” مع إسرائيل عبر وسطاء، بهدف وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة “حتى لا تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة”، دون أن يسمي هؤلاء الوسطاء.

بالمقابل، نفت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، في تصريح لوكالة “رويترز”، أن تكون بلادها طرفًا في أي وساطة بين دمشق وتل أبيب، ووصفت ما أثير بهذا الخصوص بأنه “ادعاء كاذب تماماً”.

وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من المتغيرات الإقليمية اللافتة، أبرزها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، عقب لقائه الرئيس أحمد الشرع في الرياض الأربعاء الماضي، بمشاركة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شارك عبر تقنية الفيديو.

وكان ترامب قد دعا خلال الاجتماع نظيره السوري للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وعرض عليه حزمة مطالب تشمل طرد المقاتلين الأجانب وتسليم مراكز احتجاز داعش والتنسيق الأمني ضد التنظيم.

وتنظر إسرائيل، بحسب وسائل إعلامها، بإيجابية حذرة إلى هذه التحركات، معتبرة أن رفع العقوبات قد يسهم في “إبعاد سوريا عن إيران” وربما “يدفعها مستقبلاً إلى التطبيع الكامل”، مقابل التزام سوري بنزع السلاح من جنوب دمشق، وحماية الأقليات، وخاصة الدروز.

يُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كثّف مؤخراً من عملياته العسكرية داخل الأراضي السورية، وسيطر على مواقع جديدة في المنطقة العازلة قرب الجولان بعد انسحاب نظام الأسد، مع تصاعد الدعوات الغربية لدعم الحكومة السورية الجديدة ودمجها في المنظومة الدولية.

وبينما ترفض دمشق التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن “بقائهم إلى أجل غير مسمى”، فإن التحركات الإقليمية المتسارعة قد تدفع باتجاه تسوية تدريجية، تشمل وقف العمليات العسكرية المتبادلة، وربما رسم خريطة جديدة للعلاقات بين سوريا وإسرائيل لأول مرة منذ عقود.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ