
بعد تدمير المساجد ... سياسة جديدة لتشويهها من الأسد وحلفاءه
سعى الأسد وحلفائه منذ بداية الحراك الشعبي ضد نظامه، لاستهداف المساجد في الدرجة الأولى، كونها كانت نقطة الانطلاقة للحراك الشعبي لإسقاط نظامه، وتجسدت عمليات الاستهداف بوسائل عدة منها التضييق والتخريب والإغلاق، تطور لاحقاً للاستهداف المباشر بالرصاص والقذائف ثم بالطائرات الحربية.
ودمر الأسد الآلاف من المساجد في سوريا، وحولها لكومة من الركام، غير آبه بما تعنيه المساجد من رمزية دينية للعالم الإسلامي والمسلمين في سوريا، فلاقت المساجد نصيبها من غطرسة النظام ووحشيته، نذكر منها المسجد العمري في درعا وخالد بن الوليد في حمص والأموي في حلب وفاطمة الزهراء في بنش، آلاف المساجد التي دمرت بشكل كامل أو جزئي على كامل التراب السوري.
"مسجد العادلية" في مدينة حلب الواقع إلى الغرب الجنوبي من قلعة حلب الأثرية ويبعد عنها حوالي 300 م، نال نصيبه أيضاَ من القصف الجوي والمدفعي في عام 2013 بعد أن صبت حمم القذائف، على أحد أقدم المساجد في مدينة حلب ومن أشهرها، دمرت فيه أجزاء كبيرة من المسجد والمدرسة المجاورة له، وبقي الدمار شاهداً على بشاعة وغطرسة الأسد حتى يومنا هذا، قبل أن تدنسه روسيا وإيران بعاهراتها.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لإحدى الفتيات من جنسية إيرانية أو روسية، سافرة، تلتقط الصور داخل أروقة المسجد المدمر، في سياسة واضحة من قبل الأسد وحلفائه إيران وروسيا لتدنيس مقدسات المسلمين بعد طمس معالمها وتدميرها، ساعد على ذلك فتاوى "أحمد حسون" مفتي الأسد وزمرته، التي أحلت قصف المساجد وتدنيسها في سوريا.
ويعتبر "مسجد العادلية" من أوائل المساجد التي بنتها الدولة العثمانية في حلب، حيث بني عام 963 للهجرة، والموافق 1557 للميلاد، بناه “محمد باشا بن أحمد دوقاكين الأرناؤوطي الألباني"، وهو وزير السلطان “سليم” الذي تولى “حلب” سنة 957هجرية.
يشتهر المسجد باسم "العادلية" لوقوعه إلى جوار "دار العدل" التي كانت دار الحكومة آنذاك وهي “سراي منقار” ويشتهر أيضا بكثرة أوقافه، والوقف هو عبارة عن غرفة مفتوحة إلى داخل المصلى توضع لأغراض كثيرة منها أنها تشرف على فتحة لتهوية المصلى.
يتألف المسجد من قبلية واسعة جميلة، وتتميز بزخرفة مدخلها الخارجي وشبابيكها المطلة من جهاتها الثلاث على حديقة، وهناك القبة التي تعلو القبلية، وتستند على رقبة ذات مساند خارجية تتموضع بينها نوافذ الإنارة العديدة، وتتوضع ألواح القيشاني الجميلة أعلى النوافذ داخل وخارج القبلية، وقد قام أمام مدخلها رواق ذو خمسة قباب تستند على أعمدة بتيجان جميلة كما هو الحال في الجوامع العثمانية.
ويتميز المسجد بمنارة أو مئذنة بنيت إلى الجهة الشمالية الغربية من القبلية وعلى مقربة منها، وهي منارة طويلة وأنيقة تنتهي بغطاء مثلثي الشكل. وللجامع أيضا ساحة كانت تسمى فيما مضى "صحن الجامع" مستطيل الشكل، وله مدخلان شرقي وغربي وفي وسطه حوض ماء للوضوء، وفي قسم الساحة الجنوبي رواقان أو فسحتان باتجاه الشرق والغرب تعطيان صحن الجامع سعة أكبر.