![صورة](/imgs/posts/2025/2/1739312093803.webp)
مسؤول بمنظمة عالمية يروي شهادة ماعاينه من دمار وأوضاع إنسانية صعبة في سوريا
كشف "برونو نيري"، المدير الإقليمي لمنظمة "أرض الإنسان" في إيطاليا، في تقرير نشرته صحيفة "إل مانيفستو"، عن تفاصيل زيارته الأخيرة إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأكد أن جولته كشفت له الحجم الكبير للدمار الذي خلفته الحرب في البلاد، بالإضافة إلى الأزمة الإنسانية العميقة والمخاوف السياسية المتعلقة بحقوق الأقليات، وفي الوقت نفسه، أشار إلى صمود الشعب السوري وتمسكه بمستقبل أفضل.
وأوضح نيري أن زيارته إلى سوريا كانت في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث عاين الوضع الإنساني في مناطق مثل دمشق وحلب وإدلب، مؤكداً أن البلاد لا تزال تعاني من آثار الحرب المدمرة التي أثرت بشكل جذري على حياة سكانها.
وأضاف أن السكان يعيشون في ظل آمال كبيرة مع مواجهة التحديات الصعبة، رغم وعود الحكومة الانتقالية بإجراء انتخابات حرة وتحقيق الشمولية. ومع ذلك، أبدى العديد من السوريين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني، شكوكهم حول المستقبل، منتظرين إجراءات ملموسة تثبت أن التغيير ليس مجرد وعود.
الدمار في العاصمة دمشق وحلب
استعرض نيري مشاهد من العاصمة دمشق، حيث أشار إلى أن المدينة قد استعادت تقريبًا إيقاع الحياة الطبيعية، لكن آثار الحرب لا تزال حاضرة في كل مكان، بما في ذلك الطريق إلى حلب عبر حماة وحمص. ورغم الدمار.
وأضاف نيري أن الحياة لم تتوقف في المناطق الريفية، حيث كانت الأراضي المزروعة بالفستق والزيتون واللوز، التي كانت في السابق من الموارد الأساسية للاقتصاد السوري، قد تضررت بشكل كبير.
أما في حلب، فقال نيري إن المدينة، التي كانت واحدة من أقدم وأجمل مدن العالم، ما زالت تحمل آثار الحرب بوضوح، خاصة في قلعتها الشهيرة، ولفت إلى أن الزلزال الذي ضرب المنطقة في فبراير/شباط 2023 قد زاد من تعقيد الوضع، إلا أن المدينة لا تزال تعج بالحياة في أسواقها، وتظهر مرونة كبيرة بين السكان رغم الظروف الصعبة.
أوضاع إنسانية صعبة في إدلب
انتقل نيري إلى إدلب، التي كانت في السابق معروفة بمزارع الزيتون، لتجدها اليوم واحدة من أكثر المناطق تضررًا من الحرب، وأوضح أن المدينة تواجه أزمة إنسانية حادة، حيث تعيش نحو مليوني شخص في ظروف قاسية داخل مخيمات لاجئين تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية. وأكد أن الخيام التي تضم اللاجئين قد تدهورت مع مرور الزمن، ولا توفر الحماية الكافية ضد البرد، مما يضاعف من معاناة السكان.
وأشار نيري إلى أن التعليم يعد من أكبر التحديات التي يواجهها السكان في المخيمات، حيث دمرت العديد من المدارس، مما أثر بشكل خاص على الفتيات اللواتي يتم تكليفهن بالأعمال المنزلية بدلاً من التعليم، مما يزيد من الفجوة التعليمية بين الجنسين.
دور المنظمات الإنسانية وتداعيات قرارات ترامب
أشاد نيري بدور المنظمات الإنسانية مثل "أرض الإنسان"، التي تعمل على توفير الدعم للأسر الأكثر ضعفًا في المخيمات، بما في ذلك تقديم المساعدات الغذائية والتعليم للأطفال. ورغم التحديات الكبيرة، أكد أن هناك أملًا في تحسين أوضاع النازحين بفضل جهود هذه المنظمات.
وفيما يخص السياسة الأميركية، أعرب نيري عن قلقه من تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيض المساعدات الإنسانية، الذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في المخيمات، مثل مخيم الهول في محافظة الحسكة، الذي يضم حوالي 40 ألف شخص. وأكد أن نقص التمويل قد يؤدي إلى إغلاق المخيمات وعودة اللاجئين إلى مناطق قد تشهد تصاعدًا في العنف، مما قد يهدد الاستقرار في المنطقة ويؤثر سلبًا على الأمن العالمي.
واختتم نيري تقريره بالتأكيد على ضرورة دعم المجتمع المدني السوري، الذي يواصل نضاله من أجل حقوق الأقليات والنساء، ودعوة المجتمع الدولي إلى التفاعل مع هذه القضايا الهامة لضمان مستقبل أفضل للسوريين وللمنطقة بأسرها.