مسؤول أممي يدعو لدعم عودة اللاجئين السوريين وإعادة إعمار البلاد
دعا متحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويليام سبيندلر، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والمساهمة في إعادة إعمار سوريا. وأكد سبيندلر في مقابلة مع وكالة الأناضول أن سوريا بحاجة إلى جهود دولية لإعادة الاستقرار وتوفير ظروف معيشية ملائمة.
وأشار سبيندلر إلى أن 6 ملايين سوري لجأوا إلى دول مختلفة، من بينها تركيا ولبنان والأردن، في حين تهجر 7 ملايين آخرون داخلياً بسبب الحرب التي استمرت لأكثر من عقد. وأضاف: “معظم هؤلاء السوريين يريدون العودة إلى بلادهم، ولكنهم ينتظرون تحقيق الأمن والاستقرار قبل اتخاذ القرار”.
وأوضح سبيندلر أن تسريع عودة السوريين يرتبط بتوفير حاجات أساسية مثل المأوى والغذاء وفرص العمل والتعليم والرعاية الصحية. كما شدد على أهمية منح اللاجئين الوقت الكافي لاتخاذ قرار العودة دون ضغوط، مؤكداً أن هذه العودة ينبغي أن تكون طوعية وآمنة.
وكشف أن المفوضية السامية استأنفت عملها في سوريا، حيث تعمل مراكزها حالياً بنسبة 80% من طاقتها. وأشار إلى أن هناك حاجة لتوفير 310 ملايين دولار لدعم عودة مليون سوري خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، موضحاً أن استقرار الأوضاع في البلاد سيؤدي إلى تسريع وتيرة العودة.
وأكد المسؤول الأممي أن غالبية اللاجئين السوريين حول العالم، والبالغ عددهم 6 ملايين، يريدون العودة إلى بلادهم، مشيرًا إلى أن الظروف غير المستقرة وعدم توفر الاحتياجات الأساسية ما زالت تعيق هذه العودة. واستشهد بتقارير من تركيا تفيد بعودة نحو 763 ألف سوري منذ عام 2017، بينهم 25 ألفًا عادوا خلال الأسبوعين الأخيرين. ومن الأردن، عاد 12,800 سوري منذ سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينهم 1,309 من اللاجئين المصنفين.
وأضاف سبيندلر: “نعلم أن العودة ليست جماعية حتى الآن، ولكن الأعداد مستمرة في التزايد مع استقرار الأوضاع تدريجيًا”. وأكد أن قرار العودة يجب أن يكون طوعيًا ودون أي ضغوط، لضمان استدامة العودة وإعادة دمج اللاجئين في مجتمعهم.
وأشار سبيندلر إلى أن إعادة بناء سوريا تحتاج إلى جهود مشتركة من السوريين داخل البلاد وخارجها، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من المهارات والمواهب والخبرات التي يمتلكها السوريون المغتربون. وقال: “سوريا بحاجة إلى الجميع لإعادة إعمارها”.
وشدد سبيندلر على أن سوريا بحاجة إلى حكومة مستقرة تضمن حقوق جميع السوريين وتوفر بيئة آمنة للعائدين. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار البلاد ومساعدة السوريين على بناء مستقبل مستقر وآمن. وأكد على ضرورة إشراك السوريين في الخارج للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في إعادة بناء البلاد.
واختتم سبيندلر حديثه بالتأكيد على أهمية التعاون الدولي لتحقيق تطلعات السوريين في بناء بلد مستقر وآمن، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب استثمارات دولية كبيرة وإرادة سياسية لتحقيق النجاح في المرحلة القادمة.