محافظة دمشق تُطلق حملة شاملة لإزالة الإشغالات العشوائية وتخصّص مواقع بديلة للبسطات
محافظة دمشق تُطلق حملة شاملة لإزالة الإشغالات العشوائية وتخصّص مواقع بديلة للبسطات
● أخبار سورية ١٤ أبريل ٢٠٢٥

محافظة دمشق تُطلق حملة شاملة لإزالة الإشغالات العشوائية وتخصّص مواقع بديلة للبسطات

أطلقت محافظة دمشق حملة ميدانية واسعة لإزالة الإشغالات العشوائية المنتشرة على الأرصفة والطرقات والممتلكات العامة، وذلك عقب انتهاء المهلة الممنوحة لأصحاب هذه الإشغالات، وبعد تأمين مواقع بديلة ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تنظيم المدينة وتحسين الحركة المرورية والمشهد الحضري.

وأكدت المحافظة في بيان رسمي أن الحملة جاءت بعد الانتهاء من تجهيز عدد من المواقع البديلة كأسواق نظامية، وتم منح المهلة الكافية للمخالفين لإزالة إشغالاتهم بشكل طوعي. وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي استجابة للمطالب الشعبية المتكررة بإزالة الفوضى المرورية والتعديات على الأملاك العامة، والتي سببت اختناقات في حركة السير وشوّهت المنظر العام للعاصمة.

وشدّدت المحافظة على التزامها بعدم السماح بعودة أي مظاهر من مظاهر التعدي على الأرصفة أو الأملاك العامة، مؤكدة أن الإشغالات التي كانت قائمة لا تتماشى مع الرؤية الحضارية للعاصمة وتعيق حركة المواطنين، خاصة في الأحياء المكتظة.

وكانت المحافظة قد وجّهت في وقت سابق إنذاراً نهائياً لأصحاب البسطات المخالفة في عدد من أحياء دمشق، طالبتهم فيه بإزالة إشغالاتهم قبل مساء السبت الفائت، تحت طائلة المصادرة والإزالة المباشرة. كما أعلنت عن تخصيص مواقع بديلة تم تجهيزها مسبقاً، وتمت دعوة أصحاب البسطات المسجلين لتقديم طلباتهم وفق شروط واضحة، حيث جرى تحديد المستفيدين المعتمدين ضمن هذه المواقع.

تحديد المناطق المشمولة بالحملة
شملت خطة الإزالة عددًا من المناطق الحيوية في دمشق، من بينها: البرامكة خلف الساحة، جسر الحرية، شارع الثورة، كراج العباسيين، القاعة، التضامن، مخيم اليرموك، برزة، الحموية، والمرجة. كما تم الإعلان عن انطلاق تنفيذ القرار بدءًا من صباح الأحد، مع تأكيد إزالة ومصادرة الإشغالات التي لم تُفكّك طوعًا من قبل أصحابها.

مواقع بديلة للبسطات... واهتمام خاص بذوي الشهداء والمصابين
وفي سياق متصل، أعلنت محافظة دمشق عبر بيان مصوّر نُشر على صفحتها الرسمية في فيسبوك، عن الانتهاء من تجهيز مواقع بديلة للبسطات والعربات الجوالة التي كانت منتشرة بشكل عشوائي في عدد من الأحياء. وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت ضمن خطة للحفاظ على السلامة العامة وتنظيم الشوارع وتأمين بيئة عمل مناسبة للبائعين.

وأشارت المحافظة إلى أن اختيار المواقع البديلة جرى بناءً على توجيهات مباشرة من محافظ دمشق، حيث راعت الخطة توزيعاً جغرافياً متوازناً في أحياء العاصمة، بما يضمن استيعاب جميع البسطات وفق تنظيم ملائم يراعي الطبيعة السكنية والخدمية لكل حي. وشمل التوزيع الجديد أكثر من عشرة مواقع سيتم طرحها تدريجيًا للحد من الازدحام، وتحقيق انسيابية في حركة المشاة والمركبات.

أبرز المواقع التي خُصصت للبسطات البديلة
بحسب مصادر محلية، فإن المواقع الجديدة التي خُصصت للبسطات شملت أجزاء من كراج صيدنايا، مرآب الصوفانية، السويقة مقابل مكتب دفن الموتى، حي الزهور، نهر عيشة، الزبلطاني، إضافة إلى منطقة قريبة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك. وقد تم تخصيص نسبة معتبرة من هذه المواقع لذوي الشهداء والمصابين بالحرب والأشخاص من ذوي الإعاقة، ضمن توجه يعكس البعد الاجتماعي في القرار.

تباين في آراء الشارع الدمشقي
تفاوتت آراء المواطنين حول قرار تنظيم البسطات، حيث رحب البعض بهذه الخطوة باعتبارها تعزز المظهر الحضاري للمدينة وتساهم في تقليل الازدحام والفوضى، كما توفر بيئة عمل آمنة ومنظمة للبائعين. في المقابل، عبّر آخرون عن خشيتهم من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تدهور الأوضاع المعيشية لفئات واسعة تعتمد على هذه البسطات كمصدر دخل وحيد.

حلب تواجه الظاهرة ذاتها
يُذكر أن مدينة حلب شهدت في وقت سابق انتشاراً واسعاً للبسطات العشوائية، ما أثار استياء الأهالي ودفع مجلس المدينة إلى اتخاذ خطوات مشابهة لإزالتها وتنظيم الأسواق، استجابةً لشكاوى المواطنين.

وتأتي هذه الخطوات في إطار خطة حكومية أوسع تهدف إلى استعادة النظام والانضباط في الشوارع، وتحقيق توازن بين الاعتبارات المعيشية والضرورات الخدمية والتنظيمية، في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ