لف بطون الأطفال تخفيفاً للجوع .. برنامج الغذاء مصدوم من أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن
لف بطون الأطفال تخفيفاً للجوع .. برنامج الغذاء مصدوم من أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن
● أخبار سورية ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥

لف بطون الأطفال تخفيفاً للجوع .. برنامج الغذاء مصدوم من أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن

عبر منسق الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي جوناثان كامبل، عن صدمته، لما آلت إليه الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين في الأردن، بعد تقليص الدعم المقدم لهم، مؤكدا أن هذه الأوضاع آخذة في التدهور السريع، فيما "وصل الحال في بعض اللاجئين إلى لف بطون أطفالهم برباط أثناء النوم كي لا يستيقظوا من شدة الجوع".

جاء ذلك خلال لقاء صحفي، عقده كامبل أمس في مقر البرنامج التابع للأمم المتحدة في الأردن، ونقلتقه صحيفة "الغد" الأردنية، والذي كشف فيه عن استئناف البرنامج مساعداته الغذائية للفئة "الضعيفة" من اللاجئين السوريين الشهر الحالي، وعددهم 226 ألفا، بواقع 10 دنانير للشخص الواحد، وذلك بعد توقف دام لأكثر من شهر.

وأوضح كامبل أن المستفيدين من عمليات البرنامج في الأردن، يناهزون نصف مليون لاجئ، منهم 89 ألفا في المخيمات الرسمية، و438 الفا يعيشون في المجتمعات المحلية، فيما أكد أن البرنامج يوزع 20 ألف طن من الخبز صباح كل يوم في المخيمات فقط.

وأوضح ان البرنامج استأنف دعمه لتلك الفئة، نظرا لتلقيه دعما من عدة دول اوروبية، بلغت لغاية الربع الأخير من العام الحالي، نحو 28 مليونا ونصف المليون دولار، كما أشار الى وجود أموال لدى البرنامج، وأن هناك وعودا بتلقي دعم اضافي، ما سيتيح للبرنامج الالتزام بعدم قطع المساعدات للثلاثة أشهر المقبلة، أي لغاية كانون الثاني (يناير) 2016، مبينا أن هذه الفئة ستتلقى 10 دنانير للشخص خلال الأشهر المقبلة، في حين سيتلقى كل شخص من الفئة الأشد ضعفا 15 دينارا.

وأشار إلى ان آثار انقطاع آثار الدعم عن "الفئة الضعيفة" من اللاجئين، تبدت في وقفهم استخدام اللحوم ومنتجات الألبان وأحيانا الخبز بغذائهم، واعتمدوا بدل ذلك على الحبوب، وهو الأمر الذي "يؤثر على صحتهم بشكل عام نظرا لغياب مصادر البروتين الأخرى".

وأضاف أن تأثير قطع الدعم أدى إلى "تقليل عدد الوجبات اليومية، وتقليل الكميات في هذه الوجبات، كما أن الكبار أصبحوا يأكلون القليل جدا لإبقاء كميات أكبر لأطفالهم، وان بعض النساء أبلغنه أنهن كن يلففن رباطا حول بطون أطفالهن قبل النوم، كي لا يستيقظوا من شدة الجوع".

وقال كامبل إنه تم اجراء تقييم سريع لدراسة تأثير هذه التخفيضات في المساعدات على الفئة "المحتاجة" من خلال المقارنة بين البيانات، التي تم جمعها قبل وبعد التخفيضات، وذلك من خلال الاتصال بـ128 أسرة متضررة، لكن لم يتم الحصول على معلومات سوى من 89 اسرة، حيث ارتفعت نسبة الاسر التي تعاني من مؤشر معدل "استهلاك فقير" من صفر بالمائة، عند تلقي المساعدة، إلى 27 بالمئة بعد التوقف عن تلقيها بعد عدة أشهر، وذلك وفقا لمؤشر معدل استهلاك الغذاء FCS.

وعن الاستراتيجيات التي اتبعتها هذه العائلات للتعامل مع قطع المساعدات، أظهر التقييم أن

24 % من العائلات أخرجت اطفالها من المدارس، وأن 29 % من العائلات أرسلت اطفالها للعمل، وأن حوالي 80 % من العائلات تقترض لشراء أساسيات الغذاء، في حين ان 13% أجبرت على ارسال واحد على الأقل من افرادها لممارسة التسول.

وأشار كامبل الى ان الحديث الرئيسي بين اللاجئين في الزعتري، وفي المجتمعات حاليا، هو حول الهجرة الى اوروبا، مؤكدا أن 75 % منهم يفكرون بالهجرة الشرعية.

الى ذلك، اشار كامبل الى انه تبلغ مؤخرا من احدى السفارات في المملكة، بأنها ستوفر دعما ماديا للاجئين، ما سيمكنهم من الاستمرار في تقديم المساعدات لغاية آذار (مارس) من العام المقبل.

ويبلغ عدد اللاجئين الذين يقدم لهم البرنامج دعما في مخيم الأزرق، حوالي 12.5 ألف حاليا، وفي "الزعتري" 78 الفا.

وكشف المسؤول الأممي عن مدى تدهور الوضع الانساني للاجئين السوريين في الأردن، بقوله، إنه "عمل مع البرنامج لأعوام عدة، ولكنه لم ير مثل هذا التدهور السريع والكبير في تقديم المساعدات".

وأوضح أنه منذ شهر كانون الثاني (يناير) ولغاية آذار (مارس) من العام الحالي، تم اقتطاع 30 % من الدعم المقدم للاجئين، وفي شهر نيسان (ابريل)، تلقى اللاجئون ضمن الفئة "الأشد ضعفا" 20 دينارا شهريا لكل شخص.

يذكر أن البرنامج يزود اللاجئين ببطاقات بنكية، يستطيعون من خلالها استغلال المبالغ المحددة لكل بطاقة، فيما كان يزودهم سابقا بالكوبونات.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ