
كيف استطاع "البغدادي" الوصول لإدلب ولماذا اختار الاختباء فيها ...؟
كشفت عملية الإنزال الجوية الأمريكية التي نفذتها في وقت متأخر ليلاً بريف إدلب الشمالي وهي أول عملية إنزال في المنطقة، عن احتمالية وجود "أبو بكر البغدادي" أمير تنظيم داعش المتخفي، بريف إدلب الشمالي وفق ما أعلنت مصادر أمريكية، قالت إنه قتل خلال تنفيذ العملية، بانتظار تأكيد خبر مقتله عبر تحليل الحمض النووي.
هذه الاحتمالية تطرح تساؤلات كبيرة، عن كيفية وصول زعيم أكبر تنظيم إرهابي مطلوب دولياً، من آخر معاقله بدير الزور، إلى إدلب، مروراً بمناطق سيطرة النظام وقسد، ومن سهل وصوله للمنطقة وماهو هدفه من ذلك، ولماذا اختار قائد التنظيم التوجه لإدلب تحديداً بدل الخروج من سوريا عبر العراق مثلاً.
هذه التساؤلات أجاب عنها القيادي في الجيش السوري الحر المقدم "أبو علاء" في حديث لشبكة "شام" لافتاً إلى أن وسم إدلب بالسواد من مصلحة عدة أطراف أبرزها روسيا والنظام، وهي - برأيه - من سهلت وصول عناصر داعش من بادية حمص وريف حماة الشرقي لإدلب فيما مضى.
وأوضح القيادي أن وصول شخصية قيادية كبيرة كـ "أبو بكر البغدادي" إلى إدلب، لايمكن أن يتم عبر الطرق الاعتيادية التي تعتمد على مهربين، يتقاضون مبالغ مالية لقاء نقل أشخاص مطلوبين عبر مناطق النظام أو قسد إلى المناطق المحررة، وإنما تتطلب تنسيق عالي المستوى واحترازات أمنية كبيرة لضمان وصوله لاسيما أنه برفقة زوجتاه ومرافقين له.
واتهم القيادي النظام وروسيا بالدرجة الأولى بتسهيل عملية انتقال البغدادي لإدلب، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لتحقيق أجندتها في المنطقة العصية عليها، ودعم ظهور التيارات المتشددة هناك لضرب المكونات العسكرية ببعضها أولاً ولتبرير استمرار الهجمات على المنطقة في المرتبة الثانية بحجة محاربة الإرهاب.
واستذكر المقدم أبو علاء في حديثه لـ "شام" معارك شرقي سكة الحديد قبل عامين تقريباً، وكيف ساندت قوات النظام وروسيا عناصر داعش في منطقة عقيربات التي حاصرتها، وسهلت نقلها لريف إدلب الشرقي، وقدمت لها السلاح والعتاد والمؤن لتقاتل بالتوازي معها فصائل المعارضة، وبعد انسحاب الأخيرة قامت بتسهيل وصولها لمنطقة ريف إدلب الجنوبي عبر مناطقها وبألياتهم.
وعن سبب اختيار زعم التنظيم التوجه لإدلب، بعد خسارته جل مناطق سيطرته في المنطقة الشرقية بدير الزور، أوضح القيادي، أن هناك العديد من العمليات الأمنية التي نفذتها الفصائل في إدلب ضد خلايا داعش، وكشفت عن وجود قيادات عديدة للتنظيم في المنطقة، تم اعتقال عدد منها وقتل أخرين.
وأضاف أن "البغدادي" يدرك ملياً أنه يستطيع الاعتماد على التيارات المتشددة في المنطقة لإعادة بناء تنظيمه لاسيما بوجود تشكيلات كحراس الدين وفلول عناصر داعش، والخلايا الأمنية للتنظيم بإدلب، إضافة للمهاجرين المنشقين عن تحرير الشام والباحثين عن تشيكل آخر للانضمام له، فكأنه وجد بإدلب أرضية خصبة لإعادة بناء التنظيم في المنطقة.
وأشار أبو علاء في ختام حديثه إلى أن العملية الأمريكية كانت مفاجئة، وأن المنطقة التي استهدفتها لم تكن عسكرية ولا يوجد فيها أي تواجد عسكري، وإنما منازل مدنية سكنية، مشيراً إلى أن تنفيذ العملية استغرق قرابة ساعتين، دون أي تحرك عسكري على الأرض لأي من الفصائل في المنطقة.