
كنوع من الوفاء.. نقابة الفنانين تمنح الموسيقار مالك الجندلي عضوية الشرف تقديراً لموقفه الوطني
في خطوة تعبّر عن الامتنان لكل من وقف إلى جانب الشعب السوري خلال سنوات الثورة، أعلنت نقابة الفنانين السوريين، برئاسة الممثل مازن الناطور، عن تكريم الموسيقار العالمي مالك الجندلي بمنحه عضوية النقابة بمرتبة الشرف، وذلك بعد مرور نحو أربعة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد.
قرار تكريمي باسم الحرية
وأصدر الفنان مازن الناطور القرار الذي حمل الرقم (1/ق)، والذي نص على: "بناءً على أحكام القانون رقم 40 لعام 2019، وعلى النظام الداخلي لنقابة الفنانين، وعلى قرار مجلس النقابة بجلسته الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 24/4/2025، يُمنح الفنان السوري والموسيقار العالمي مالك الجندلي عضوية النقابة بمرتبة الشرف الصادرة عن نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية، تقديراً لمسيرته الفنية وموقفه الوطني النبيل الحر من قضايا شعبه ووطنه".
تحركات النقابة في عهد جديد
ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من الخطوات التي اتخذتها النقابة في الفترة الأخيرة، من أبرزها شطب عضوية الممثلة سلاف فواخرجي بسبب تمسكها بمواقفها الموالية للأسد، إلى جانب إعادة اعتبار عدد من الفنانين الذين فُصلوا في وقت سابق نتيجة معارضتهم للنظام.
مالك الجندلي.. موسيقار الثورة وصوت الحرية
ولد مالك الجندلي في مدينة حمص، وبدأ رحلته مع الموسيقى مبكراً متخصّصاً في آلة البيانو، ليحصد جوائز عالمية مرموقة منها جائزة أفضل عازف بيانو شاب في سوريا عام 1988، وجائزة أفضل عازف بيانو في الولايات المتحدة عام 1997.
تجربة الجندلي المبكرة مع المأساة السورية تركت أثراً عميقاً فيه؛ فقد زار مدينة حماة مع والده الطبيب وهو طفل لم يتجاوز العاشرة، ليشهد آثار المجازر الرهيبة التي ارتكبها نظام حافظ الأسد، مشاهد ستترك بصمتها في موسيقاه لاحقاً.
استلهم الجندلي من معاناة السوريين أعمالاً موسيقية خالدة مثل "مرثاة"، و"طائر العنقاء في المنفى"، و"المحيط الصامت" التي تحكي قصة الطفلة الغارقة، إلى جانب "السيمفونية السورية"، التي أهدى جزءاً منها إلى المنشد الثوري عبد الباسط الساروت والطفل الشهيد حمزة الخطيب.
ثائر باللحن والكلمة
انخرط مالك الجندلي مبكراً في صفوف الثورة السورية، حيث شارك في مظاهرة أمام البيت الأبيض عام 2011، مقدماً معزوفته الشهيرة "وطني أنا"، كما أصدر ألبومات عدة تخليداً لنضال السوريين، منها "أميسا - حمص"، و"سوريا نشيد الأحرار"، و"يا الله"، و"شجرة الياسمين"، مجسداً بذلك موقفاً إنسانياً وفنياً لا يتزعزع.