![صورة](/imgs/posts/2025/2/1739310678840.webp)
قبل إعلان حل التشكيلين .. "الشرع" يلتقي أعضاء "الائتلاف وهيئة التفاوض" في قصر الشعب
التقى الرئيس السوري "أحمد الشرع"، مساء يوم الثلاثاء، وفدي "هيئة التفاوض والائتلاف الوطني" في قصر الشعب في العاصمة دمشق، وهو اللقاء الثاني عقب سقوط نظام الأسد، والأول الموسع الذي يتم الإعلان عنه رسمياً ويتم نشر صور رسمية للقاء.
يأتي هذا اللقاء في وقت بات واضحاً التوجه لإعلان حل المنصتين السياسيتين كلياً، عقب إنهاء عملهما خارج سوريا، والبدء في مرحلة الانصهار ضمن السلطة السياسية في دمشق، إذ كشفت مصادر مقربة من الائتلاف، عن توجيه رئاسته رسالة إلى أعضائه، تبلغهم فيها، انتهاء العمل في مقر الائتلاف في مدينة اسطنبول التركية، والانتقال إلى العمل في العاصمة دمشق ابتداءً من أول شهر شباط.
بيان "رئاسة الجمهورية العربية السورية"
وقال بيان صادر عن "رئاسة الجمهورية العربية السورية"، إن رئيس الجمهورية، السيد أحمد الشرع، استقبل في دمشق، رئيس هيئة التفاوض السورية، الدكتور بدر جاموس، ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، هادي البحرة، مع وفد يمثل المؤسستين. حيث هنأ الوفدان السيد الرئيس بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، مؤكدين على ضرورة وقوف السوريين، شعبًا وقيادةً ومؤسسات، صفًا واحدًا لمواجهة كافة التحديات في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ سوريا.
واتساقًا مع بيان إعلان انتصار الثورة السورية، والذي يتضمن حل جميع المؤسسات التي نشأت في ظل الثورة ودمجها في مؤسسات الدولة، قام الوفدان بتسليم العهدة التي تضم كافة الملفات الخاصة بهيئة التفاوض والائتلاف الوطني والمؤسسات المنبثقة عنهما إلى الدولة السورية، لمتابعة العمل بها بما يخدم مصالح الشعب السوري وبناء الدولة تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية.
وأشاد الرئيس الشرع بنضال العاملين في هذه المؤسسات ضد النظام المخلوع، مثنيًا على صلابة مواقفهم الوطنية على الساحة السياسية الدولية وجهودهم في فضح ممارسات النظام وجرائمه، ومساهمتهم في تعزيز صمود الشعب السوري طوال أربعة عشر عامًا من الصراع، والتي تكللت بانتصار الثورة السورية المباركة وهزيمة النظام العسكريًا بفضل بطولات وتضحيات الثوار بقيادة إدارة العمليات العسكرية.
كما أكد السيد الرئيس على أهمية الاستفادة من الكوادر السياسية والإدارية والتقنية في هاتين المؤسستين، وفق مؤهلاتها، داخل مؤسسات وهيكلية الدولة الجديدة، بما يخدم الشعب السوري على الصعيدين الداخلي والخارجي.
من جانبهم، أكد الحضور على دعمهم الكامل لقيادة السيد رئيس الجمهورية والعمل معه يدًا بيد من أجل تجاوز تحديات هذه المرحلة، وإعادة توحيد البلاد، وتحقيق الأمن والاستقرار. كما تم التأكيد على أهمية إتمام تشكيل الجيش السوري على أسس وطنية من خلال استكمال دمج جميع الفصائل العسكرية فيه، وحصر السلاح بيد الدولة.
كما تم الاتفاق على المضي قدمًا في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها السيد رئيس الجمهورية، والتي تشمل تشكيل حكومة انتقالية شاملة تمثل كافة السوريين، وصياغة مشروع دستور جديد لسوريا يقره الشعب السوري، ومن ثم الوصول إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة على كافة المستويات.
الائتلاف يُهنئ الشرع
وعقب إعلان "الشرع" رئيسياً للجمهورية العربية السورية، في مؤتمر النصر الذي غاب عنه أعضاء الائتلاف وهيئة التفاوض، كان هنأ رئيس الائتلاف الوطني السوري "هادي البحرة"، الشعب السوري بمناسبة إعلان انتصار ثورته المباركة على النظام البائد.
وعبر "البحرة" عن مباركته للسيد "أحمد الشرع" نيله ثقة قادة الفصائل العسكرية بإختياره وتنصيبه رئيسًا للجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية لتحقيق الانتقال السياسي بتمكين الشعب السوري من صياغة مشروع الدستور الجديد، والاستفتاء عليه وإختيار قياداته عبر إنتخابات حرة ونزيهة تجري في بيئة آمنة ومحايدة.
الائتلاف يكشف عن لقاءه الأول مع الإدارة السورية
وكانت قالت الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، في بيان، إن اللقاء بين قائد الإدارة السورية الجديدة في دمشق ورئيس الائتلاف الوطني ورئيس هيئة التفاوض الذي تم في قصر الشعب بدمشق "كان إيجابياً وجيداً"، في وقت لم تتطرق الإدارة السورية لأي تفاصيل، ولم تنشر أي صور للقاء خلافاً لجميع اللقاءات التي تمت مع الوفود المحلية والدولية.
تسريبات لكواليس اللقاء في دمشق
وسربت بعض تفاصيل اللقاء، حيث قالت المصادر إن الاجتماع استمر قرابة ساعتين و40 دقيقة، وتم تنظيمه بوساطة تركية، وبالرغم من الطابع "الإيجابي" للاجتماع، تخللته بعض النقاط الخلافية حيث طالب الشرع بحل الائتلاف وهيئة التفاوض، مؤكدًا أنه لا مكان للأحزاب أو الكيانات السياسية المعارضة في المؤتمر الوطني الذي يخطط لعقده، بل سيكون الدعوة موجهة للأفراد فقط.
من جانبهم، رد البحرة وجاموس بأن حل الائتلاف لا يتم عبر "كبسة زر" بل يتطلب توافقًا، موضحين أن الائتلاف يتكون من عدة هيئات سياسية ومجتمعية وثورية ولن ينتهي دوره إلا بعد عقد المؤتمر الوطني الشامل وتشكيل الهيئة التأسيسية التي ستحل مكانه.
"البحرة" يوضح دور وعمل "الائتلاف الوطني السوري" في المرحلة الحالية
وكان قال "هادي البحرة" رئيس الائتلاف الوطني السوري، إن أهم عمل للائتلاف الوطني في المرحلة الحالية، هو التأكد من عقد المؤتمر الوطني على أسس سليمة وأن يفرز جمعية تأسيسية تمثل كافة أطياف الشعب السوري، حيث سيقوم الائتلاف الوطني بتسليم الملفات التي لديه لهذه الجمعية لمتابعة إنجاز المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة للشعب السوري، لاختيار قياداته عبر إجراء انتخابات حرة ونزيهة سواء الرئاسية أو البرلمانية وفق الدستور الجديد.
ولفت إلى أن الائتلاف الوطني ليس حزباً سياسياً ولم يسع للسلطة، ولا أن تنتقل السلطة إليه، أو طرح نفسه في الانتخابات القادمة، وإنما نقل السلطة إلى الشعب السوري، مضيفاً أن الائتلاف الوطني ينتهي دوره مباشرة بعد انتخاب جمعية تأسيسية والتي ستصبح هي من تمثل تطلعات الشعب السوري ومسؤولة عن تحقيقها.
انسحابات تسبق حل الائتلاف
وكان أعلن كلاً من "المجلس التركماني السوري" و "المجلس الوطني الكردي"، الانسحاب من "الائتلاف الوطني السوري"، مؤكدين التزامهم بالعمل مع القيادة السورية الجديدة لضمان بناء دولة القانون والمؤسسات، التي تكرس مبدأ المواطنة المتساوية وتحمي حقوق جميع السوريين دون تمييز.
وكان قال مصدر مطلع في قيادة الائتلاف الوطني السوري، إن الأخير في طريقه لحل نفسه، والاندماج مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، وتسليم كافة ملفات الحكومة السورية المؤقتة للحكومة المركزية بقيادة محمد البشير، عقب اللقاء مع الرئيس "الشرع".
تأسيس الائتلاف الوطني السوري وأهدافه
"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" هو تحالف سياسي سوري معارض تأسس في عام 2012 بهدف توحيد الجهود لإسقاط نظام بشار الأسد والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها. يهدف الائتلاف إلى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية تعددية. تم تأسيسه بعد مشاورات بين مجموعة من مكونات المعارضة السورية بدعم دولي وعربي في العاصمة القطرية الدوحة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، تم الإعلان عن تأسيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وانتُخب المعارض السوري أحمد معاذ الخطيب رئيسًا للائتلاف بعد حصوله على أغلبية ساحقة من أصوات الأعضاء، الذين بلغ عددهم في البداية 63 عضوًا، ليتم رفع العدد لاحقًا إلى 113 عضوًا.
بعد تأسيسه، حظي الائتلاف باعتراف من العديد من الدول والمنظمات، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، جامعة الدول العربية، الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا، باعتباره "الممثل الشرعي للشعب السوري". ولكن هذا الاعتراف تراجع مع مرور الوقت.
أهداف الائتلاف
عند تأسيس الائتلاف في عام 2012، تم تحديد أهداف رئيسية تهدف إلى مواجهة التحديات التي تمر بها سوريا، وأكدت الأطراف الموقعة على الاتفاق النهائي ضرورة تحقيق توافق سوري وطني، وتشمل الأهداف الرئيسية للائتلاف:
1. الحفاظ على السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني السوري.
2. الحفاظ على وحدة التراب الوطني السوري.
3. الحفاظ على وحدة الشعب السوري.
4. إسقاط نظام الأسد بكل رموزه وأركانه، وتفكيك أجهزته الأمنية، ومحاسبة المتورطين في الجرائم ضد السوريين.
5. بناء سوريا المدنية التعددية الديمقراطية.
كما تضمن الإعلان رفض الحوار والتفاوض مع النظام، وتوحيد المجالس العسكرية الثورية تحت مظلة مجلس عسكري أعلى، وتشكيل حكومة مؤقتة بعد الحصول على الاعتراف الدولي، والعمل على توحيد رؤية القوى الثورية والمعارضة السياسية لتمثيل الثورة وقيادة المرحلة الانتقالية.
المكونات المنضوية تحت الائتلاف والهيكل التنظيمي
عند تأسيسه، انضوى تحت مظلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية 12 مكونًا، من بينها شخصيات معارضة مستقلة وتمثيل عسكري. وتشمل هذه المكونات:
- المجالس المحلية السورية
- المجلس التركماني
- المجلس الوطني الكردي في سوريا
- الإخوان المسلمون في سوريا
- التيار الوطني السوري
- تيار المستقبل الوطني
- المنظمة الآثورية الديمقراطية
- رابطة المستقلين الكرد السوريين
- مجلس القبائل والعشائر السورية
- مجالس محلية للشمال السوري
ويتكون الهيكل التنظيمي للائتلاف من الهيئة الرئاسية، الهيئة العامة، الهيئة السياسية، إضافة إلى مجموعات عمل متخصصة، كما أسس الائتلاف عدة أجهزة حكومية في مراحل مختلفة، منها: الحكومة السورية المؤقتة التي تم تشكيلها في 18 مارس/آذار 2013، اللجنة الأولمبية السورية، وحدة تنسيق الدعم، لجنة الحج العليا السورية، وصندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا.
دور هلامي لمنصات المعارضة السياسية السورية
ورغم مرور أربعة عشر عاماً على الحراك الشعبي السوري، ورغم كل ما مرت به الثورة السورية من مراحل قوة وانكسار وتراجع، ورغم حجم الصمود المتواصل لملايين المدنيين في المناطق المحررة ورفضهم الخضوع للنظام أو القبول بأي تسويات تنهي مأساتهم، إلا أن قوى المعارضة السياسية في الخارج بقيت مفككة مضطربة لا تمثل هذا الحراك ولا المعاناة، تعيش حالة انفصام عن الواقع.
وكان دور منصات المعارضة، منوطاً بإصدار البيانات الخشبية المتكررة التي تحمل في كثير منها صيغة استجداء المجتمع الدولي للتوصل لحل، دون أن يكون لها أي دور حقيقي في تمثيل معاناة الشعب بالشكل الصحيح، وترك التحزبات والمصالح والتنافس على المقاعد الوظيفية، علاوة عن تحول جزء كبير من متصدري المشهد السياسي لبيادق بيد الدول التي تحركهم.
وكان واضحاً حجم البعد بين الحاضنة الشعبية على الأرض ضمن المناطق المحررة والتي مثلت من بقي صامداً في وجه الأسد وقادراً على التعبير عن ثورته ورفضه التصالح، وطيلة السنوات الماضية، رهنت قوى المعارضة نفسها للأجندات الدولية، وتمسكت بالقرارات التي لم يتعد تنفيذها حبر الورق الذي كتبت به، ولا تزال رغم كل المراوغة الروسية متمسكة بالاجتماعات واللقاءات المتعلقة بالشأن السوري دون أن يكون لها موقف شجاع ولو مقاطعة مثل هذه المؤتمرات والاجتماعات التي تتزامن مع التصعيد واستمرار قتل أبناء الشعب السوري، كما كان عام تبديل المناصب والكراسي والأدوار والتنافس على من يتصدر المشهد ويتملك الواجهة.