"فيدان": نظام الأسد وشركاءه غير مستعدين للتوصل لاتفاق مع المعارضة والتطبيع مع أنقرة
قال "هاكان فيدان" وزير الخارجية التركي، في تصريحات لصحيفة "حرييت" التركية نشرت يوم الأحد، إن نظام الأسد وشركاءه غير مستعدين للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة وتطبيع كبير مع أنقرة.
وطالب فيدان، النظام والمعارضة بإنشاء إطار سياسي، معتبراً أن تركيا تريد أن ترى النظام والمعارضة ينشئان إطارا سياسيًا يمكنهما الاتفاق عليه في بيئة خالية من الصراع، وأكد أنه "من المهم أن يوفر النظام بيئة آمنة ومستقرة لشعبه، إلى جانب المعارضة".
وأكد فيدان على ضرورة "أن يكون هناك حوار حقيقي مع المعارضة السورية، مضيفا: "رغبتنا هي أن يتوصل بشار الأسد إلى اتفاق مع معارضيه"، وتابع: "لكن على حد علمنا، هو وشركاؤه غير مستعدين للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة وتطبيع كبير وحتى الآن لا يبدو أن الأسد وشركاءه مستعدون لحل بعض المشاكل".
واعتبر فيدان، أن الهجمات الإسرائيلية على سورية تتزايد، محذراً من أن استغلال "الوحدات الكردية" وعناصر أخرى هذه "البيئة الفوضوية"، قد يؤدي إلى جر سورية لمزيد من عدم الاستقرار.
وأضاف أنه "وفقاً لأنقرة، فقد أصبحت المصالحة بين النظام والمعارضة أكثر أهمية، فهناك جهة فاعلة أخرى عندما يتعلق الأمر بالقتال ضد منظمات (PYD/YPG/PKK) الإرهابية، هي الولايات المتحدة". وتابع: "في كل لقاء نذكر نظراءنا الأميركيين بضرورة إنهاء تعاونهم مع التنظيم الإرهابي في سورية".
وسبق أن عبر الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بعد عودته من قمة "بريكس" في مدينة قازان الروسية، عن أمله في أن يتخذ النظام السوري خطوات عملية تجاه التطبيع مع تركيا، مؤكداً أن هذا التوجه يمكن أن يكون في صالح الطرفين.
وقال أردوغان حينها في تصريحات صحافية: "طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتخذ خطوة للتأكد من رد بشار الأسد على دعوتنا. هل سيطلب بوتين من الأسد أن يتخذ هذه الخطوة؟ هذا ما نتركه للزمن".
وكان قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا تبذل جهودها بنشاط للمساعدة في استئناف المفاوضات بين "أنقرة ودمشق"، معبتراً أن السلطات في "تركيا وسوريا" تبديان اهتماما جديا باستئناف الحوار.
ولفت "لافروف" في مقابلة مع صحيفة Hürriyet التركية، إلى أن الخلاف في وجهات نظر دمشق وأنقرة الذي ظهر سابقا، تسبب بتوقف عملية التفاوض، موضحاً أن نظام الأسد يصر على اتخاذ قرار بشأن انسحاب الوحدة العسكرية التركية من أراضي سوريا.
وأوضح أن تركيا تؤكد من حيث المبدأ التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، لكن الجانب التركي يقترح العودة إلى مسألة سحب قواته في وقت لاحق، معتبراً أن السلطات في الدولتين ترسل إشارات على الاهتمام الجاد باستئناف الحوار، لذلك سنعمل بنشاط لكي يتم بشكل سريع استئناف عملية التفاوض بينهما".
وشدد لافروف على أن تطبيع العلاقات السورية التركية، له أهمية كبيرة لتحقيق الاستقرار في سوريا وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط، وأكد أن روسيا تبذل جهودها بشكل مطرد للتغلب على التناقضات بين دمشق وأنقرة. ومن بين المواضيع ذات الاهتمام الخاص، سلط لافروف الضوء على عودة اللاجئين السوريين ومكافحة الإرهاب وضمان أمن الحدود.
وسبق أن قال الإرهابي "بشار الأسد"، إن أي عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية تستند إليها كي تنجح، معتبراً أن عدم الوصول إلى نتائج في اللقاءات السابقة مع انقرة، أحد أسبابه هو غياب المرجعية.
وأكد بشار، في خطاب أمام مجلس الشعب بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع للمجلس، على ضرورة انسحاب تركيا "من الأراضي التي تحتلها ووقف دعمها للإرهاب"، موضحاً أن المرحلة التي تتحدث عنها سوريا الآن هي مرحلة الأسس والمبادئ لأن نجاحها هو ما يؤسس للنجاح لاحقاً، وتصريحات المسؤولين الأتراك لا أساس لها من الصحة فمعيارنا هو السيادة"، وفق تعبيره.
وقال الأسد إن "الوضع الراهن متأزم عالميا، وانعكاساته علينا تدفعنا للعمل بشكل أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيدا عن آلام الجروح من طعنة صديق، وبهذا تعاملنا مع المبادرات بشأن العلاقة مع تركيا والتي تقدم بها أكثر من طرف روسيا وإيران والعراق".
واعتبرت "بثينة شعبان" المستشارة الخاصة للرئاسة السورية، أن تركيا استخدمت مسألة التقارب مع سوريا إعلامياً لمصلحتها، بهدف تحقيق مكاسب داخلية، أو مكاسب في المنطقة، معلنة رفض الجلوس مع الأتراك على الطاولة قبل الانسحاب من سوريا.
وقالت "شعبان" خلال محاضرة ألقتها في وزارة الخارجية العمانية، إن تصريحات الرئيس التركي أردوغان عن رغبته بالتقارب مع سوريا، والتي سبقت الانتخابات الرئاسية التركية، كانت لأهداف انتخابية "لكن لا يوجد أي شيء يريدون تقديمه".
وبينت أنه على الجانب التركي أن يقر بمبدأ الانسحاب "ولم نقل إن عليهم الانسحاب فوراً، وعندما لا يريدون الإقرار بمبدأ الانسحاب فإننا لن نجلس على الطاولة"، وأشارت إلى أن تركيا "تحتل جزءاً من الشمال الغربي لسوريا، وتقوم بعمليات تتريك خطيرة ولئيمة".