في لقاء مع "إيكونوميست".. "الشرع" يقدم رؤيته إعادة بناء سوريا "المحطمة والمتصدعة"
قدم الرئيس السوري "أحمد الشرع"، رؤيته لإعادة بناء البلاد التي تعاني من الحرب والدمار، في لقاء مع مجلة "إيكونوميست" البريطانية، في أول مقابلة له منذ توليه رئاسة سوريا، مؤكدًا عزمه على تشكيل حكومة جديدة في غضون شهر، وتحديد جدول زمني لتحقيق الديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية. وقد تطرقت المجلة إلى تطلعاته نحو إعادة بناء دولة متماسكة رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها سوريا.
وبدأت المجلة تقريرها عن المقابلة بسؤال استنكاري: "الشرع.. أهو أمير حرب أم جهادي أم باني أمة؟" موضحة أن الشرع الذي تولى رئاسة سوريا حديثًا، بعد أكثر من 48 ساعة من تعيينه، وعد بتقديم جدول زمني "لإعادة سوريا إلى المسار الديمقراطي"، مؤكدًا عزمه على إجراء انتخابات رئاسية.
رؤية حول الديمقراطية والانتخابات
في حديثه عن المستقبل السياسي، أكد الشرع أن سوريا ستسير في "اتجاه الديمقراطية"، مشيرًا إلى أن الشعب سيكون له دور في اختيار من سيحكمهم عبر انتخابات حرة. وأضاف أنه يعتزم استبدال الحكومة المؤقتة الحالية خلال الشهر المقبل بحكومة "واسعة ومتنوعة" تضم جميع مكونات المجتمع السوري، مؤكدًا أن اختيار المسؤولين سيكون بناءً على "الكفاءة وليس الطائفة أو الدين".
التحديات الداخلية والموقف من القوى الخارجية
في سياق أوسع، تحدث الشرع بصرامة عن الوجود العسكري الأميركي في سوريا، مؤكدًا أنه "غير قانوني" وأشار إلى أن تواجد القوات الأميركية في البلاد يمثل انتهاكًا للسيادة السورية. كما رحب بمفاوضات مع روسيا بشأن قواعدها العسكرية في سوريا، محذرًا إسرائيل من أن أي تقدم في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد "سيسبب الكثير من المتاعب في المستقبل".
الاقتصاد والإعمار: تحديات كبيرة
أما بالنسبة للوضع الاقتصادي، فقد أقر الشرع بأن سوريا تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، مع نقص في الكهرباء وأزمة سيولة شديدة. وقال إن "بدون التنمية الاقتصادية سوف نعود إلى حالة من الفوضى"، مشيرًا إلى أن البلاد بحاجة إلى دعم خارجي لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، واصفًا العقوبات الأميركية بأنها "مخاطر كبيرة" على خطط إعادة البناء.
مفاوضات مع الأكراد والمواقف الإقليمية
وفيما يتعلق بالقضية الكردية، أكد الشرع أن مفاوضاته مع الأكراد ليست إيجابية، مستبعدًا أي ترتيب فدرالي مع المعارضة الكردية. وأوضح أن سوريا ستلتزم بعدم السماح بوجود وحدات حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في الأراضي السورية، مشيرًا إلى تعهده بذلك لتركيا.
كما تحدث الشرع عن سعيه لتحسين علاقات سوريا مع الدول العربية، مشيدًا بزيارة أمير دولة قطر إلى دمشق وزيارته هو نفسه للسعودية، وهو ما اعتبره خطوة نحو تحسين الوضع الاقتصادي والديبلوماسي لسوريا.
مستقبل سوريا: السلطة والمصالحة الوطنية
ختم الشرع حديثه بالتأكيد على أهمية بناء سلطة مركزية قوية في سوريا بعد سنوات من الفوضى، قائلاً إنه قد تمكن من ضمان انضمام "كل" الجماعات المسلحة في سوريا إلى جيش سوري موحد، مع حل جميع الميليشيات بما فيها "هيئة تحرير الشام"، محذرًا أي شخص يحتفظ بسلاح خارج سيطرة الدولة من "تدابير" لم يحدد تفاصيلها.
الشرع وإعادة بناء سوريا
رغم تصريحات الشرع الهادئة وتأكيده على خطط شاملة لإعادة بناء الدولة السورية، إلا أن المجلة البريطانية لاحظت بعض التحديات الكبيرة التي ستواجهه، خصوصًا في ظل تباين المواقف الداخلية والخارجية بشأن حكمه وتوجهاته السياسية.