
في ثالث زيارة خارجية ... الرئيس "الشرع" يصل الأردن لعقد مباحثات مع الملك عبد الله الثاني
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى العاصمة الأردنية عمان، اليوم الأربعاء 26 شباط، في زيارة رسمية من المتوقع أن يبحث خلالها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ملفات الأمن في الجنوب السوري، وتنسيق جهود مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وعودة اللاجئين، إلى جانب دعم سوريا في ملفي إعادة الأعمار، واستعادة كفاءة الأداء المؤسسي.
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن النخب الأردنية تتابع "سوريا الجديدة" بعد أن رسمت الصورة الذي قدم الشرع بها نفسه أمام الإعلام خطاً جديداً لدمشق يشير إلى مغادرة سوريا "محور الممانعة" الذي انتمت إليه خلال حكم عائلة الأسد، ورأت مصادر الصحيفة، أن استناد الشرع إلى العمق العربي قد يدفع به إلى النجاح في إدارة المرحلة الانتقالية المحفوفة بتحديات داخلية سورية.
وأوضحت المصادر أن اختيار الشرع الرياض لتكون محطته الأولى في زياراته الخارجية، فيه تأكيد على استعادة سوريا ما فقدته من دعم عربي خلال سنوات الأزمة بفعل سياسات الأسد، وتحالفه مع إيران وأذرعها، ورجحت المصادر أن يسهم دور الشرع من خلال حضوره القمة العربية الطارئة في القاهرة، مطلع الشهر المقبل، في استعادة دمشق دورها العربي والإقليمي في المستقبل القريب.
قبل زيارة "الشرع".. "الصفدي" يؤكد دعم الأردن لسوريا في تجاوز المرحلة الانتقالية
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن بلاده تدعم سوريا، ومستعدة لتقديم كل ما باستطاعتها للشعب السوري من أجل تجاوز المرحلة الانتقالية التي يريد لها أن تكون "منطلقاً تاريخياً، لإعادة بناء سوريا الوطن الحر المستقر ذي السيادة، الذي يحفظ حقوق مواطنيه كافة".
وأكد الصفدي خلال استقباله المبعوث الكندي الخاص إلى سوريا عمر الغبرا، على أهمية تكثيف الجهود لدعم الشعب السوري في إعادة بناء وطنه عبر عملية سورية- سورية تشارك فيها مختلف مكونات الشعب السوري، وبما يضمن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، ويخلصها من الإرهاب، ويحفظ حقوق شعبها، بعد سنوات من القهر والظلم والدمار.
العلاقات الأردنية السورية: بين الفتور والانفتاح
قبل سقوط نظام الأسد، اتسمت العلاقات الأردنية السورية بحالة من التوتر والشك، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية وتزايد المخاوف الأردنية من تداعياتها على أمنها واستقرارها الداخلي. ومع صعود أحمد الشرع إلى الحكم، بدا واضحاً أن عمان تحاول إعادة ضبط علاقاتها مع دمشق، مستفيدةً من التغيرات السياسية في سوريا ومحاولة رسم دور فاعل في إعادة الإعمار وضبط الأوضاع الأمنية.
الزيارات المتبادلة بين وزراء الخارجية والتصريحات الإيجابية الصادرة عن عمان تشير إلى انفتاح أردني حذر، يسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية دون الانخراط المباشر في الصراع السوري الداخلي، حيث يدرك الأردن أن استقرار سوريا يصب مباشرة في مصلحته.
وتبدو زيارة الشرع بمثابة محاولة لتأمين دعم إقليمي يساهم في تحصين سوريا والجنوب السوري من المزيد من التدخلات الخارجية، ومحاولة للضغط على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب إلى ما قبل ال8 من ديسمبر 2024، كما سيسعى لإرسال إشارات إلى إسرائيل والمجتمع الدولي بأن سوريا الجديدة تبحث عن شراكات إقليمية قائمة على التفاهمات لا المواجهات.
ختامًا، ترى سوريا في تعزيز علاقاتها مع الأردن فرصة استراتيجية لكسر العزلة الإقليمية والدولية، والاستفادة من الدعم الاقتصادي والسياسي، خاصة في ظل تعقيدات المشهد بعد سقوط النظام السابق.. ومع ذلك، تبقى التحديات الإقليمية قائمة، حيث يرتبط مصير الجنوب السوري بتوازنات القوى الإقليمية والدولية، يبقى المشهد السوري معلقاً على خيط رفيع بين الاستقرار والتصعيد.
وسبق أن هنأ ملك الأردن "الملك عبدالله الثاني"، الرئيس "أحمد الشرع"، بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، وأعرب الملك في برقية بعثها باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها عن أصدق الأمنيات للرئيس الشرع بالتوفيق في قيادة سوريا وخدمة شعبها، مؤكدا دعم الأردن لوحدة سوريا وأمنها واستقرارها.
وشدد الملك على حرص الأردن على توطيد التعاون مع سوريا ووقوفه إلى جانب الأشقاء السوريين في تطوير بلدهم، وإدامة التنسيق إزاء مختلف القضايا، بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز وحدة الصف العربي.
وكان هنأ عدد من الرؤساء والملوك العرب، الرئيس "أحمد الشرع"، بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، وتلق "الشرع" برقيات تهنئة من ملوك وأمراء الكويت والإمارات والبحرين وعمان واليمن، سبقها السعودية والأردن وقطر ..... أيضاً.
أول زيارة خارجية للشرع كانت للسعودية
وكان استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء السعودي، الرئيس السوري أحمد الشرع الذي زار الرياض في أول زيارة رسمية خارجية له منذ تنصيبه رئيساً للبلاد، في الثاني من شهر شباط 2025.
الرئيس "الشرع" يصل أنقرة تلبية لدعوة نظيرة التركي "أردوغان"
ووصل الرئيس السوري "أحمد الشرع" والوفد المرافق له اليوم الثلاثاء 4 شباط 2025، إلى العاصمة التركية أنقرة، في ثاني زيارة خارجية له عقب توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية، وذلك استجابة لدعوة من نظيره الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، عقب زيارته الأولى إلى المملكة العربية السعودية التي استمرت ليومين متتاليين.