
فلول "الأسد وقسد" يؤججون الفتنة ويصعّدون خطاب التحريض في أحداث صحنايا وجرمانا
رصدت شبكة "شام" الإخبارية خلال الساعات الماضية موجة واسعة من المنشورات التحريضية التي اجتاحت مواقع التواصل، مصدرها مجموعة من الصفحات العامة والحسابات الشخصية المعروفة بتأييدها التاريخي لميليشيات الأسد البائد و"قسد".
ويتضح للمتابع بما لا يدع مجال للشك أن هذه الجهات الإعلامية تسعى بكل قوتها إلى تأجيج التوتر في منطقتي صحنايا وجرمانا بريف دمشق عبر روايات كاذبة، وتحريض طائفي مكشوف، يهدف لتأليب المكونات السورية على بعضها وتشويه الحقائق.
وليست هذه الحملة الإعلامية السامة جديدة، فقد سبق أن استخدمت ذات الشبكات نفس الأسلوب خلال أحداث اللاذقية وجبلة وطرطوس، حين سعت إلى تشويه صورة الدولة السورية الجديدة، وتحويل أي حدث أمني إلى مادة طائفية، مستخدمة خطاب الكراهية لتغذية الانقسام وخلق بيئة عدائية تجاه مشروع التحرر الوطني.
في قلب هذه الحملة، برز عدد من المحرضين الذين يملكون سجلًا تشبيحيًا حافلًا في الدفاع عن نظام الأسد والتحريض ضد أي مشروع وطني، مثل "علي الأعور"، استخدم صفحته كساحة لبث الفتنة، متبنيًا روايات كاذبة تماما مثل تلك التي كان يروجها عندما كان إعلامي لدى نظام الأسد البائد.
وكذلك أمجد بدران، المعروف بتاريخه الطويل في ترويج روايات الأجهزة الأمنية، يواصل العزف على وتر الطائفية والتجييش، إلى جانب وضاح عبد ربه، الذي لطالما لعب دور المتحدث باسم النظام بوجه إعلامي، عاد إلى التحريض المكشوف متبنيًا سرديات مغلوطة حول ما يجري في دمشق.
وكذلك "سامر يوسف"، صاحب السجل الإعلامي المليء بالتحريض والاصطفاف إلى جانب آلة القمع، يحاول اليوم عبر صفحته تصوير ما يحدث كأنه استهداف لـ"أقليات" في البلاد.
صفحة "جبال العلويين" بدورها روّجت لمزاعم عن "اشتباكات وحرب شوارع داخل صحنايا"، مستخدمة مصطلحات عسكرية لتصوير المنطقة كساحة حرب، مدّعية أن "رجال بني معروف يستدرجون الفصائل الطائفية" ويتم الإجهاز عليهم بقذائف B7 وB10، في تحريض سافر.
أما صفحة "أحفاد بني هاشم"، فذهبت نحو مزيد من التصعيد بادعائها أن "أرتالًا من الفصائل الإرهابية قدمت من إدلب ودير الزور لمحاربة الفصائل الدرزية في جرمانا وصحنايا"، في مسعى لإظهار أن الدولة السورية الجديدة تخوض معركة ضد مكوّن بعينه.
كما نشطت صفحات تحمل اسم "روج آفا" في ضخ خطاب انفصالي، يحرّض ضد الدولة السورية، ويعادي القومية العربية، ويطرح مشاريع تقسيمية مبنية على الكراهية العرقية والطائفية، متجاهلة كل ما قدمه الشعب السوري من تضحيات في سبيل وحدة الأرض والشعب.
ما يجري هو جزء من حرب إعلامية موازية، تقودها بقايا النظام وأذرع "قسد"، هدفها ضرب السلم الأهلي، وزرع الشكوك، وإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، لكن الوعي الشعبي، والتجارب الطويلة في مواجهة التضليل، كفيلة بإفشال هذه المحاولات كما أُفشلت من قبل.
بدوره أكد مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام، "علي الرفاعي"، أن التوتر الأمني الذي شهدته منطقة جرمانا مؤخراً يعود إلى محاولة مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون التقدم نحو المدينة ضمن رتل عسكري، ترافقه سيارة مزوّدة برشاش ثقيل.
وأوضح "الرفاعي" أن الحاجز الأمني في المنطقة اعترض الرتل ومنعه من العبور، الأمر الذي دفع المجموعات إلى فتح النار على عناصر الحاجز، ما أدى إلى اشتباك مسلح أسفر عن إصابة ثلاثة من العناصر الأمنية.
وأضاف أن المسلحين عمدوا بعد ذلك إلى محاصرة الحاجز، مما استدعى تدخلاً عاجلاً من قوات الأمن العام التي نجحت في فك الحصار وتأمين الموقع، وتمت استعادة الاستقرار لاحقاً، وأشار الرفاعي إلى أن قوات الأمن العام تواصل حالياً تعزيز انتشارها في المنطقة، وتتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية السكان وضمان استقرار الأوضاع.
وأشار إلى أن المجموعات نفسها شنّت، مساء الأمس، هجوماً مباغتاً على عدد من الحواجز الأمنية في أشرفية صحنايا، مستخدمة أسلحة رشاشة خفيفة وقذائف "آر بي جي"، ما أسفر عن إصابات في صفوف عناصر الأمن.
وبيّن أن قوات الأمن العام استجابت بسرعة وانتشرت في المنطقة لاحتواء الموقف، إلا أن أفراداً من المجموعات المسلحة اعتلوا أسطح الأبنية وقاموا بأعمال قنص استهدفت العناصر المنتشرة، ما أدى إلى استشهاد خمسة من عناصر الأمن العام وإصابة آخرين.
هذا وسبق أن أفاد مصدر رسمي في وزارة الداخلية، أن مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون نفذت هجوماً استهدف أحد الحواجز الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر الأمن.