فصائل التنف تتوسع لـ"كسر حصار الركبان" وجيش النظام يُخلي القريتين ومدن عدة جنوبي حمص
أعلنت فصائل "جيش سوريا الحرة" في منطقة التنف، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، أن معركتها العسكرية التي بدأت انطلاقاً من منطقة التنف بريف حمص الشرقي، تهدف إلى "كسر الحصار عن مخيم الركبان" المفروض من قبل قوات النظام وحلفائه، معلنة تحرير عدد من النقاط واغتنام عدد من الآليات الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش على جبهات عدة في البادية.
ووفق الفصيل، فقد تم تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية منها (جبل غراب ومنطقة الزكف) وعدد من النقاط التي كانت تحاصر المدنيين في مخيم الركبان على مدار الأعوام السابقة، ووفق مقاطع فيديو مصورة، فإن جيش النظام انسحب بشكل كامل من مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي.
وتتوارد الأنباء تباعاً عن انسحابات كبيرة لقوات النظام من ريف حمص الشرقي، مع اقتراب فصائل "إدارة العمليات العسكرية" من الدخول في عمق البادية السورية انطلاقاً من ريف حماة الشرقي، ووفق المعلومات فإن الانسحابات تشمل مدن وبلدات (القريتين والفرقلس وتدمر والسخنة وقصر الحير جبال العمور وجبال كحلة وجبال الغراب ومحطة الغاز الفرقلس والتي تو التي ثري التي فور والتياس وجباب حمد والرزوز) في ريف حمص الشرقي.
ومع بدء التحرك العسكري في منطقة البادية السورية شرقي حمص، وشن هجمات ضد مواقع النظام، بالتوازي مع المعارك الدائرة على مشارف مدينة حمص الشمالية، وخروج محافظتي درعا والسويداء عن سيطرة النظام، يبدو أن المشهد سيفضي إلى تضييق الخناق وفرض حصار شامل على مركز العاصمة دمشق.
وأعلنت الفصائل في بداية تحركها العسكري، السيطرة على "جبل الغراب الإستراتيجي" في البادية السورية شرق حمص، والذي يعد نقطة مهمة لميليشيات إيران للعبور بين العراق وسوريا، وهذا يعني قطع الطريق على ميليشيات إيران من التحرك بحرية في المنطقة سواء في الانسحاب أو محاولة مساندة النظام من جهة العراق.
وسبق أن قال "جيش سورية الحرة" (مغاوير الثورة سابقاً) في بيان له على منصة إكس، إن ميليشيات الأسد شددت من حصارها المفروض على مخيم الركبان المحاصر على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
وذكر الجيش العامل بمنطقة 55 كم التي تضم منطقة التنف ومخيم الركبان، أنه عقب وصول المدنيين إلى مرحلة صعبة بسبب الحصار المفروض عليهم حاولت مجموعة من المدنيين إدخال مواد إلى المخيم المحاصر.
هذا وتنتشر في "التنف" قوات من "التحالف الدولي"، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى قوات من "جيش سوريا الحرة"، "مغاوير الثورة" سابقاً، وهو فصيل عسكري محلي، يتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من الأخيرة، ويعتبر من أبرز القوات المنتشرة هناك.
ويبدو أن المشهد بات يتوضح تباعاً مع توسع رقعة العمليات العسكرية على حدود العاصمة دمشق، بعد وصول فصائل "إدارة العمليات العسكرية" إلى محافظة حمص، وتمكن فصائل الجنوب والسويداء من السيطرة على محافظتي درعا والسويداء، وبتحرك فصائل التنف المدعومة أمريكياً، يبدو أن العاصمة دمشق على أبواب حصار شامل من كل الاتجاهات.
وكانت أعلنت "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" التابعة لنظام الأسد، إعادة الانتشار والتموضع لقواتها العسكرية في جيش النظام، في محافظتي "درعا والسويداء"، معلنة بذلك خروج المحافظتين عن سيطرة النظام بالكامل، على غرار حلب وإدلب وأجزاء كبيرة من محافظة حمص.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على محافظة حلب ومن ثم إدلب وحماة ودرعا والسويداء، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.