فرات بوست: دير الزور تعيش أحد أسوأ مراحلها بتصاعد الانتهاكات والجرائم والنظام يعمل على تركيعها
فرات بوست: دير الزور تعيش أحد أسوأ مراحلها بتصاعد الانتهاكات والجرائم والنظام يعمل على تركيعها
● أخبار سورية ١١ سبتمبر ٢٠١٨

فرات بوست: دير الزور تعيش أحد أسوأ مراحلها بتصاعد الانتهاكات والجرائم والنظام يعمل على تركيعها

اكدت مواقع إعلام محلية أن المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام وحلفائه في محافظة دير الزور غرب الفرات، تعيش أحد أسوأ مراحلها، جراء تزايد حدة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين، متزامنة من استمرار الواقع الخدمي المتردي، رغم مرور عام كامل على طرد “تنظيم الدولة” من المنطقة، والتي أعقبتها تصريحات ووعود من النظام وحلفائه الإيرانيين والروس، أثبتت الوقائع أنها لم تكن أكثر من فقاعات إعلامية، الهدف منها دعائي وسياسي.

وكانت الاعتقالات التعفسية، تحت مسميات وحجج مختلفة، من أبرز الأمور التي طفت على السطح، خاصة في الأشهر الأخيرة، فازدادت حالات الاختفاء القسري، وقتلى التعذيب في السجون، وبدأت تتكشف بعض أسماء ضحاياها يوماً بعد يوم، وفق "فرات بوست".

وعمد النظام بعد عام من إنهاء تواجد التنظيم في دير الزور، إلى إجراء بعض الإصلاحات الخدمية الطفيفة داخل أحياء مدينة دير الزور، خاصة التي بقيت تحت سيطرته طوال الأعوام الماضية (الأحياء الغربية)، مع التركيز على تضخيم أعماله هذه، والتي لم تتجاوز إيصال كهرباء لحارة هنا، أو ترقيع شارع هناك، مع إهمال شبه تام للأحياء الأخرى التي دمرها بالقصف الجوي والمدفعي على مدار 5 سنوات تقريباً.

أما ريف المحافظة الشرقي والغربي (شامية)، لم يلق بدوره أي اهتمام خدمي من قبل النظام، رغم سياسة التجنيد الإجباري، أو “تطويع” شباب تلك المنطقة، حيث عمد إلى تكريس وجوده العسكري وتفعيل عمل الأفرع الأمنية في كل منطقة استعادها، مع إهمال شبه تام للجوانب الصحية والخدمية والتعليمية، فيما عدا بعض الخطوات المحدودة والخجولة هنا، وهناك.

ووفق "فرات بوست" فقد لوحظ انخفاض في أعداد العائدين لمناطقهم في دير الزور خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعد تكشف زيف الوعود التي أطلقت بداية فك الحصار عن دير الزور واستعادة السيطرة على قرى وبلدات ومدن في ريف المحافظة، سواء ما تعلق منها بالجانب الخدمي، أو الجانب الأمني.

ولفتت الشبكة إلى تزايد علميات الاعتقال لمدنيين داخل مناطقهم، أو أثناء رجوعهم إليها، من الجهات المحتلة الجديدة (روس، نظام، ميليشيات إيران)، ليبقى مصيرهم مجهولاً فترة طويلة، قبل أن تقود الصدفة إلى كشف مصير البعض منهم، وأبرز ما يذكر هنا، العثور على جثث نحو 50 مدنياً بقوا داخل قراهم وبلداتهم بعد طرد “تنظيم الدولة” منها، لكن اختفت أخبارهم مع الأيام الأولى لدخول النظام وميليشياته إلى مناطقهم منذ نحو عام، قبل أن يعثر على جثثهم داخل إحدى فتحات الصرف الصحي في قرية الطيبة (حي الهامة)، بريف الميادين شرق دير الزور، الأسبوع الماضي.

كما أن الاعتقال بهدف زج الشباب والرجال في الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، كان حاضراً بقوة في مختلف أرجاء المناطق الخاضعة للنظام بدير الزور، وتم توثيق اعتقال العشرات من الرجال الذين تجاوزا الأربعين عاماً، بحجة أنهم مطلوبين للخدمية الاحتياطية.

وأشارت الشبكة إلى ان دير الزور في جزئها الخاضع للنظام الآن، لم يلحظ أي تغيير في واقعها عقب خروج “تنظيم الدولة” منها، ليبقى الحال واحد، والشيء الوحيد المختلف لديها، هو تغير الجهات المنتهكة لحقوقها، فإضافة إلى النظام وأمنه، هناك الروس، والميليشيات الطائفية المتعددة الجنسيات.

ونبهت إلى حرص النظام على إعادة “تركيع” المحافظة، ليس عسكرياً وأمنياً فقط، وإنما توسع في سياسية اخضاعها أفقياً وعمودياً في مختلف الجوانب الأخرى، فانتهج سياسة تعيد دير الزور ريفاً ومدينة إلى المربع الأول، عبر تكثيف الدورات والفعاليات المرتبطة بإعادة تنسيب المدنيين إلى “حزب البعث”، أو إلى المنظمات التابعة له (طلائع البعث، الشبيبة)، مع الإشارة إلى أن هذا النهج لم يلحظ وجوده في مناطق سورية أخرى أخضعت لحكم النظام مجدداً، إلا بشكل محدود وعلى نطاق ضيق.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ