"عبد الكريم بكار" يدعو "الشعّال" إلى المصارحة والاعتذار لتضميد الجراح وإعادة الثقة
"عبد الكريم بكار" يدعو "الشعّال" إلى المصارحة والاعتذار لتضميد الجراح وإعادة الثقة
● أخبار سورية ٢ نوفمبر ٢٠٢٥

"عبد الكريم بكار" يدعو "الشعّال" إلى المصارحة والاعتذار لتضميد الجراح وإعادة الثقة

علق الدكتور عبد الكريم بكار، على الجدل المتصاعد بشأن الشيخ محمد خير الشعّال، بعد أيام من احتجاجات شهدتها بلدات في ريف دمشق رفضاً لمحاضرات الشيخ، واتهامات له بمواقف رمادية خلال فترة حكم نظام الأسد البائد.

وقال بكار في منشور مطوّل إن هناك من يتحدث عن أن الشيخ الشعّال كان يناصر الثورة سراً، مشيراً إلى أنه لا يستبعد ذلك على شخص مثله، لكنه دعا إلى مصارحة واضحة من قبله، قائلاً:
"لو كنت مكانه لقلت: ناصرتُ الثورة والثوّار في نطاق ظروفي، واجتهدتُ في البقاء في مدينتي لتحقيق مصلحة لا تتحقّق إلا بذلك، وربما أُحرجتُ بوقوفي في مواقف لا أراها، أو بقول كلام لا أرتضيه، وأسأل الله أن يغفر لي ما وقع مني."

وأوضح بكار أن مثل هذا الاعتراف من الشيخ الشعّال وأمثاله من العلماء قد يساهم في "تبريد القلوب وتطييب الخواطر ورأب الصدع"، مؤكداً أن قول الحقّ يقتضي التمييز بين العلماء الذين صدعوا بمواقفهم وهاجروا وخسروا امتيازاتهم نصرة للثورة، وبين من فضّل البقاء داخل سوريا تحت سلطة النظام السابق.

وأضاف أن التاريخ لا يساوي بين من نصر الحقّ ودفع الثمن، ومن اختار الصمت طلباً للسلامة، مشيراً إلى أن جراح السوريين لم تلتئم بعد، وأن السجون والمنافي والمقابر ما تزال شاهدة على الثمن الباهظ الذي دفعه أبناء البلاد.

وقال بكار إن الاعتذار والاعتراف بعد الحروب الداخلية والقلاقل الكبرى يمثلان شجاعة تُعيد الثقة وتفتح طريق التلاقي بعد الانقسام، مؤكداً أن الناس اليوم يتوقون إلى كلمة صدق تُوضّح المواقف وتُطمئن القلوب.

احتجاجات في ريف دمشق ضد الشيخ الشعّال
وشهدت مدينة حرستا بريف دمشق يوم الجمعة، 31 تشرين الأول/أكتوبر، حالة احتجاج شعبي تم خلالها طرد الشيخ محمد خير الشعّال أثناء إلقائه محاضرة في مسجد عبد الله بن عمر، بعد يوم واحد فقط من طرده من بلدة قارة، إثر اعتراضات من الأهالي الذين رأوا أنه ارتبط بمواقف مؤيدة للنظام البائد.

رفض شعبي لعودة شخصيات ارتبطت بمرحلة النظام السابق
وأوضح الكاتب عمر إدلبي أن ما حدث يأتي في سياق رفض الأهالي لأي نشاط لشخصيات دينية ارتبط اسمها بمرحلة نظام الأسد، لافتاً إلى أن الشعّال تجاهل دعوات مراجعة مواقفه السابقة، ما أثار حفيظة الشباب الذين واجهوه وطردوه من أكثر من بلدة.
وأشار إدلبي إلى أن الواجب اليوم يقتضي اتخاذ موقف صريح، إما بالاعتذار أو التوقف عن الظهور العلني، احتراماً لمشاعر من تأثروا بجرائم النظام البائد.

آراء متباينة حول الشيخ ودوره الحالي
وفي المقابل، رأى الإعلامي علاء الدين أبازيد أن طرد الشيخ الشعّال ليس مفاجئاً في السياق السوري، بالنظر إلى ماضيه المؤيد للنظام، لكنه أشار إلى أن هناك من يرى أن بقاءه في مناطق سيطرة النظام واستمراره في الدروس الدينية ربما كان له أثر إيجابي في الحفاظ على قيم الوعظ والدين، وأن محاسبته يجب أن تكون بميزان عادل يراعي الظرف والنية.

كما أشار بعض المعلقين إلى أن الجدل حول توجهه الصوفي الأشعري قد زاد من حساسية الموقف، مع الدعوة في الوقت ذاته إلى عدم تحويل الخلاف إلى فتنة دينية، والتركيز على وحدة الصف الوطني.

رد الشيخ محمد خير الشعّال
من جانبه، علق الشيخ الشعّال قائلاً إنه يجوب بلدات ريف دمشق منذ أكثر من عشرين عاماً مدرساً وزائراً، مشيداً بكرم الأهالي وحبهم للعلم، موضحاً أن بعض الحاضرين في المسجد أثاروا الشغب عمداً، وأنه فضّل مغادرة المكان احتراماً للوحدة بين القلوب، طالباً المغفرة لنفسه ولجميع المسلمين، ومؤكداً على أهمية التآلف بعد "فتح الشام والتحرير"، وفق ما جاء في منشور له عبر صفحته في "فيسبوك".

ويُذكر أن الشيخ الشعّال كان قد اتُّهم سابقاً بمساندة نظام الأسد البائد، وظهر في مناسبات رسمية إلى جانب الإرهابي الفار بشار الأسد، قبل أن يُستقبل لاحقاً من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع ضمن وفد ضم عدداً من علماء الدين، كما زاره محافظ ريف دمشق عامر الشيخ في وقت سابق، في لقاء أثار تفاعلات متباينة داخل الأوساط الدينية والشعبية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ