"عبد الحكيم قطيفان" يكشف أهوال الاعتقال في عهد الأسد الأب: "كانوا يمسحون وجهي بالبوط"
"عبد الحكيم قطيفان" يكشف أهوال الاعتقال في عهد الأسد الأب: "كانوا يمسحون وجهي بالبوط"
● أخبار سورية ٨ مايو ٢٠٢٥

"عبد الحكيم قطيفان" يكشف أهوال الاعتقال في عهد الأسد الأب: "كانوا يمسحون وجهي بالبوط"

في حلقة مؤثرة من برنامج "الفصول الأربعة" الذي يقدمه الإعلامي اللبناني علي ياسين، استضاف الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، الذي فتح صفحات مؤلمة من حياته خلال اعتقاله في عهد حافظ الأسد، متناولاً تفاصيل تجربته في السجن، وانعكاساتها على حياته الشخصية، إلى جانب مواقفه السياسية ورؤيته لدور المرأة السورية، وتفسيره لما وصفه بـ"اللعبة السياسية" وراء مرض أسماء الأسد.

"بسط بوطه على وجهي".. تفاصيل لا تُنسى من قبضة الجلادين
استرجع قطيفان ذكريات اعتقاله المؤلمة، حين كان يُنادى عليه برقم لا باسمه، وسط سيل من الإهانات والضرب. وتحدث عن أساليب التعذيب التي يتعرض لها المساجين، من "الدولاب" إلى "الشبح" والصعق الكهربائي، مؤكدًا أن آثار تلك اللحظات لا تزال محفورة في ذاكرته.

وروى موقفاً مريعاً تعرض له خلال الاعتقال، حين أقدم مساعد أول يُدعى "أبو أحمد عكاري" على مسح حذائه العسكري بوجهه، بل وضعه في فمه، مشيرًا إلى أن صورته ما زالت محفورة في ذاكرته حتى اليوم. كما ذكر جلاداً آخر باسم "أبو ممدوح"، وصفه بأنه يتمتع بـ"تركيز مرعب" في ممارسة التعذيب.

معتقلو الثورة.. "ما عشته خمس نجوم أمام مأساتهم"
قطيفان شدد على أن معاناته، رغم قسوتها، لا تُقارن بما واجهه معتقلو عهد بشار الأسد، من تعذيب جنسي وجسدي مهول، مؤكدًا أن ما جرى لهم يعد حدثًا استثنائيًا في سجل القهر الإنساني. وتحدث بحرقة عن حرمانه من عائلته وأبسط حقوقه خلال فترة سجنه. وبالفعل وثقت تقارير وشهادات ممارسات بشعة كان يرتكبها سجانون الأسد في حق المعتقلين والمعتقلات، من ضرب وقتل وصعق بالكهرباء واغتصاب وغيرها من التفاصيل التي تؤكد أنهم سفاحون يحركهم طاغية.

خالد تاجا لم يمت في المعتقل
وفيما يتعلق بما انتشر من أقاويل حول وفاة الممثل السوري خالد تاجا في المعتقل، وأن هناك أشخاص أشاروا إلى أنه كان في السجن، ولاقى تعذيب وسوء معاملة، فنّد مواطنه عبد الحكيم قطيفان تلك الشائعة، مؤكداً أنه توفي في المستشفى بين ذويه، نافياً بذلك ما يُتداول حول ظروف رحيله.

المرأة السورية... شريكة في الثورة والنجاة
وتحدث قطيفان عن تضحيات المرأة السورية، مؤكداً أنها دفعت أثماناً باهظة في الثورة، من المشاركة في المظاهرات والاعتقال، إلى تحمل النزوح وظروفه بجانب مسؤولية الأسرة والعمل. ودعا إلى إنصافها ومشاركتها الحقيقية في بناء سوريا المستقبل، بعيداً عن الصورة النمطية لدورها في البيت فقط.

أسماء الأسد والسرطان... لعبة سياسية؟
في منعطف سياسي لافت، تحدث قطيفان عن إصابة أسماء الأسد بالسرطان، معتبراً أن ما حدث حمل طابعاً سياسياً. وقال إن المرض جاء بعده مواجهتها لرامي مخلوف واستيلائها على شركاته، مما حولها إلى "مديرة المكتب الاقتصادي لسوريا". ورأى أن أسماء استخدمت تعاطف الشارع لتمكين نفوذها، وفرضت ضرائب وإتاوات باهظة، وتحولت إلى "غول".

صوت من داخل الظلمة
أطل عبد الحكيم قطيفان من خلال البرنامج كصوت من داخل الذاكرة السورية المعذبة، لا يروي فقط تجربته، بل ينقل صدى ما عاشه آلاف المعتقلين والمقهورين. شهادته تفتح بابًا على معاناة لم تنتهِ، لكنها تؤكد في الوقت ذاته أن الفن والحرية لا يمكن اعتقالهما.


وكان شن نظام الأسد حملات اعتقال واسعة طالت العديد من الفنانين السوريين، ممثلين ومخرجين وتشكيليين ومصورين، كما ارتكب جرائم التصفية الجسدية بحق العديد منهم، منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع 2011، ليقينه التام من قدرتهم على التأثير الفعال في الشارع السوري.

في النقيض لمن ارتهنوا كالعبيد لسيدهم "بشار"، هناك قامات سورية من مطربين وفنانين، رفضت الخنوع والتهديدات، والتحقت منذ البداية بركب أبناء الشعب الثائر، فكانوا في صفوفهم يصدحون بالحرية، واجهوا التضييق والملاحقة لما لهم من تأثير في الشارع السوري، كشخصيات فنية معروفة، ولعب هؤلاء "أنصار الحرية" دوراً فاعلاً وبارزاً في نصرة الحراك الشعبي، وكانوا سفراء للسلام والحرية في البلدان التي هاجروا إليها مجبرين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ