
"عبد الباقي" يتهم "الهجري" بتلقي أموال من إسرائيل لتعزيز أزمة السويداء
اتهم سليمان عبد الباقي، قائد «أحرار جبل العرب» في مدينة السويداء، الزعيم الروحي الدرزي حكمت الهجري بتلقي أموال من إسرائيل والعمل على تأجيج الفتنة الطائفية والدينية في المحافظة، معتبراً أن تصوير الهجري بوصفه «زعيمًا ثوريًا» كان أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها هو والحكومة السورية الحالية.
السويداء وموقعها في الثورة السورية
أوضح عبد الباقي، في مقابلة مع برنامج «مع تيسير» على قناة الجزيرة الإخبارية، أن مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية لم تكن منفصلة عن الثورة السورية، إذ تخلف 60 ألفاً من رجالها عن الخدمة في جيش بشار الأسد، ووصل الأمر إلى أن مجموعته كانت تختطف ضباطاً من النظام لتبادلهم مع معتقلين من أهالي المدينة رفضوا الخدمة العسكرية.
وذكر أن «أحرار جبل العرب» تحالف مع هيئة تحرير الشام التي وفّرت – بحسب قوله – الحماية للهجري حين قرر الانسلاخ عن نظام بشار الأسد والتحالف مع الثورة.
انتقادات للهجري وتحميله مسؤولية الفوضى
رأى عبد الباقي أن تقدم هيئة تحرير الشام لإسقاط النظام وتسلم دمشق حمى سوريا من فوضى داخلية طويلة الأمد، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الدولة لم تقم بدورها اللازم لفرض السيطرة على السويداء رغم تقديمها تنازلات لتجنب الصدام.
واتهم الهجري برفض كل الحلول التي قدمتها الحكومة الحالية، وبالتحصن خلف عصابات ومطلوبين جنائياً واستخدام صفحات على الإنترنت لبث الخلافات الطائفية والقبلية، مستعيناً – وفقاً له – بثلاثة أشخاص يقيمون في كندا وألمانيا وهولندا نشروا رسائل مسيئة عبر مجموعات «واتساب».
تبدلات في مواقف الهجري ومواجهات دامية
قال عبد الباقي إن الهجري دعا في البداية قوات الحكومة لفرض الأمن في المدينة ثم عاد ودعا لحمل السلاح في مواجهتها، ما أدى إلى مواجهات دامية أوقعت قتلى وجرحى، وأضاف أن الدولة، رغم فتحها كل الأبواب للوصول إلى تفاهمات، لم تتخذ الإجراءات الكافية لبسط سيطرتها، ما سمح بوقوع انتهاكات كبيرة بين الدروز والعشائر وفتح الباب أمام إسرائيل للتدخل وطرح نفسها كحامية للدروز.
انتهاكات متبادلة وانتقادات للحل الأمني
لم ينكر عبد الباقي وقوع اعتداءات من جانب قوات الحكومة والعشائر على المدنيين، مشيراً إلى أن الانتهاكات جعلت بعض الأهالي ينظرون إلى المهاجمين بوصفهم «حماة لهم»، وانتقد لجوء الدولة إلى الحل العسكري وفتح الطريق أمام العشائر لدخول المدينة، معتبراً أن ذلك أسهم في تعزيز التباعد الذي يسعى إليه الهجري.
دعوة لمحاسبة المتورطين وتوحيد الصف
أكد عبد الباقي أن الدولة، بما في ذلك الرئيس أحمد الشرع، بذلت جهوداً مضنية لحل الخلافات وتوحيد الصف، لكنه شدد على أن البداية يجب أن تكون من محاسبة المتورطين في انتهاكات ضد المدنيين، وتنحية الطائفية والتجييش وإعادة المهجرين إلى بيوتهم وحماية الدروز والعشائر معاً، وتفعيل دور أبناء السويداء في الجيش والأمن ضمن سقف القانون.
إسرائيل والحسابات الإقليمية
يرى عبد الباقي أن ما جرى في السويداء عزز مكانة إسرائيل كـ«أم حنون» للدروز، معتبراً أن معالجة الملف وطنياً ستكشف حقيقة الهجري الذي – حسب قوله – «حرص على إفشال كل حل وتلقى أموالاً من تل أبيب». هذه التصريحات تفتح الباب لنقاش أوسع حول البعد الإقليمي للأزمة في السويداء ودور اللاعبين المحليين والخارجيين في تأجيجها أو تهدئتها.