
صورتان بعد مجزرة أريحا تُجسدان الإنسانية في أسمى معانيها
تداول نشطاء من إدلب عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس السبت، صورة لأحد الأطباء في إحدى مشافي ريف إدلب، وهو بحالة إنهاك وحزن شديدة، بعد انتهائه من علاج مصابي القصف الجوي لطيران الأسد على مدينة أريحا، وبدت عليه آثار الدماء والتعب واضحة، كما نشرت صورة لعناصر من الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" منهكة متعبة بعد انتهائها من انتشال شهداء المجزرة.
ولفت نشطاء إلى أن الصورة الأولى هي للطبيب "محمد ربيع الخطيب" من بلدة تسيل بريف درعا الغربي الواصل مؤخراً للشمال السوري ضمن قوافل التهجير القادمة من مناطق جنوب دمشق بعد رفضه البقاء بمناطق سيطرة الأسد، وهو دكتور مختص في طب الأسنان ولكن الحصار وبقاءه بين أبناء بلده لخدمتهم في ظل هجرة الاطباء جعلت منه طبيب يسعف الجرحى والمصابين ويساعد بكل أنواع العمليات الجراحية التي تغص بها المشافي جراء حملة القصف العنيفة على ريفي إدلب وحماة
وبعد مجزرة مروعة يوم أمس ارتكبتها طائرات الأسد في مدينة أريحا خلفت 11 شهيداً، و 27 مصاباً جلهم أطفال، جلس الطبيب متكئاً على أحد الجدران يسند ظهره المتعب المرهق، حزيناً على تلك الجراح النازفة من المدنيين والتي وصلت للمشفى وعاينها وعالجها.
ولاقت صورة الطبيب انتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل، ووجه نشطاء عبر حساباتهم تحية كبيرة للطبيب المذكور وكل الأطباء العاملين في المناطق المحررة رغم القصف والموت اليومي وكل مايواجهونه من استهداف للمشافي التي يعملون بها، ورغم ذلك فضل الكثير منهم البقاء ومساندة أهله ومداواة جراحهم.
وبالمقابل، انتشرت صور عناصر الدفاع المدني السوري عبر مواقع التواصل، ولاقت تعاطفاً كبيراً لما فيها من معان إنسانية كبيرة، لعناصر "الخوذ البيضاء" أصحاب الإنسانية المواجهة لإجراء الأسد وروسيا بحق المدنيين في المناطق المحررة، ليقوموا بالبحث عن حياة بين ركام الموت اليومية قبل أن يأخذهم التعب ليأخذوا قسطاً من الراحة بين ركام المباني ومع رائحة الموت المنتشرة في كل مكان.