
صحيفة أمريكية ... الإجتماع العسكري الروسي الأمريكي بشأن سوريا لم يأت بنتيجة
قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إن اللقاء الذي عقد الجمعة، بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مناقشة وقف إطلاق النار في سوريا، انتهى دون التوصل إلى نتيجة، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الحديث عن وقف إطلاق النار، أو الأعمال العدائية كما يطلق عليها، ما زال بعيد المنال؛ بسبب صعوباتٍ بعضها لوجستي على الأرض، وبعضها الآخر يتعلق بتقاطع مصالح الأطراف المتحاربة في سوريا.
الواشنطن بوست قالت إن لقاء المسؤولين العسكريين الروس والأمريكان، الجمعة، لبحث وقف إطلاق النار في سوريا هو الأول من نوعه منذ أن دخلت روسيا على خط الصراع في سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتشير الصحيفة إلى أن الاجتماع يأتي في وسط حالة من الفوضى الضاربة في سوريا بسبب مشاركة قوات عدة في هذا الصراع، كما أنه يأتي بعد أن بدأت تركيا تضع خططاً فعلية للتدخل بشكل أوسع في سوريا، الأمر الذي سيزيد من تعقيدات المشهد السوري.
وقف إطلاق النار كان جزءاً من اتفاق ميونخ قبل أسبوع بين الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى ذات المصالح في سوريا، وكان من المقرر أن يضع اجتماع الجمعة خطوات عملية لتنفيذ هذا الاتفاق، غير أنه انتهى دون التوصل إلى نتيجة، على أمل أن يعاود الطرفان اللقاء يوم الاثنين المقبل، وبعد أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار يجري إبلاغ الدول الأخرى ذات المصالح في سوريا.
جون كيري، وزير خارجية أمريكا، اعتبر أن محادثات جنيف تسير على الطريق الصحيح، وقال إن الجميع يدرك مدى تعقيدات الوضع في سوريا، وبالتأكيد فإن ذلك يتطلب المزيد من العمل، مع وجود العديد من القضايا التي لا تزال بحاجة إلى حل.
مسؤولون في الإدارة الأمريكية تحدثوا للواشنطن بوست، شريطة عدم ذكر أسمائهم، قالوا إن المحادثات تركزت على تحديد موعد نهائي لوقف إطلاق نار جديد، وأن الحديث اتجه نحو تحديد الأسبوع المقبل.
الفريق الأمريكي الذي التقى الطرف الروسي الجمعة رأسه كبير مستشاري البيت الأبيض روبرت مالي، ومبعوث وزارة الخارجية بريت ماكجورك، وضباط من هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، وقيادة العمليات الخاصة والقيادة المركزية.
واشنطن كانت قد عارضت أي تنسيق عسكري مع موسكو منذ تدخلها في سوريا سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في تصريح صحفي سابق.
وبموجب اتفاق ميونخ فإن وقف إطلاق النار المفروض أن يدخل حيز التنفيذ الجمعة، على أن تبقى عمليات استهداف الجماعات الإرهابية مستمرة، وهو ما شكل نقطة خلاف أخرى بين الروس والأمريكان، فتعريف الجماعات الإرهابية مختلف عليه هو الآخر؛ فبينما ترى موسكو أن كل الأطراف التي تحمل السلاح بوجه النظام هي جماعات إرهابية ولا وجود لمعارضة معتدلة، فإن واشنطن تدعم جماعات بعينها في حربها ضد الأسد.
الأزمة المتفاقمة بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة، زادت من تعقيدات المشهد في سوريا، وجعلت أمر وقف إطلاق النار أكثر صعوبة، فتركيا أعلنت أنها سوف ترسل قواتها إلى سوريا كجزء من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للحرب على تنظيم الدولة، علماً أنه لا وجود لخطة أمريكية واضحة حتى الآن في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
تركيا قالت إنها لن توقف القصف عبر الحدود على مواقع تابعة للقوات الكردية السورية، متهمة روسيا بأنها تعمل على تمكين هذه القوات الكردية من الشريط الحدود، في وقت ما زالت أنقرة تطالب واشنطن بتحديد موقفها من حزب العمال الكردستاني المحظور والمصنف على أنه جماعة إرهابية.