صورة
صورة
● أخبار سورية ٣٠ مارس ٢٠٢٥

صحفيون فلسطينيون لعبوا دوراً بارزاً في الثورة السورية منذ انطلاقتها 2011

لعب الصحفي الفلسطيني السوري دورًا محوريًا في نقل الحقيقة وتوثيق الأحداث منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، في ظل نظامٍ قمعيٍّ حاول بكل الوسائل طمس الجرائم والتلاعب بالسردية الإعلامية لم يكن الصحفي الفلسطيني السوري مجرد ناقل للأخبار، بل كان شاهدًا على عصرٍ دموي عمل على فضح الانتهاكات وإيصال صوت الضحايا إلى العالم.

واجه هؤلاء الصحفيون تحدياتٍ استثنائية حيث تعرضوا للقمع الأمني والاعتقال والاختفاء القسري والاغتيال والتضييق الممنهج ما جعل ممارستهم للمهنة بمثابة مخاطرة يومية بالحياة ومع ذلك لم تتوقف جهودهم، بل ازدادت مع تنامي الحاجة إلى توثيق الذاكرة الجماعية لشعبٍ يعاني من الاضطهاد والتشريد سواءً في سوريا أو في مخيمات الشتات.

يختلف الصحفي الفلسطيني السوري عن غيره من الصحفيين في سوريا نظرًا لهويته المزدوجة التي تجمع بين كونه لاجئًا فلسطينيًا يعيش في سوريا ومواطنًا يعاني من اضطهاد النظام السوري شأنه شأن بقية السوريين هذه الهوية المتشابكة جعلت عمله الصحفي أكثر تعقيدًا حيث كان عليه مواجهة التهميش المزدوج سواء من النظام السوري أو من القوى التي تحاول إقصاء الصوت الفلسطيني من المشهد السوري.

لم يكن مجرد ناقلٍ للأخبار، بل أصبح مؤرخًا للواقع يحاول من خلال كتاباته وتقاريره أن يحافظ على حقيقة ما يحدث بعيدًا عن محاولات التشويه والتضليل كان صوته مقاومةً ضد الإقصاء وأداةً لإعادة الاعتبار لقضايا اللاجئين الفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في صراعٍ لم يكونوا طرفًا فيه لكنهم دفعوا ثمنه من دمائهم ووجودهم.

ومع تزايد محاولات النظام السوري لطمس الجرائم وإخفاء الحقائق كان هو في طليعة من تصدوا لهذه السياسات لم تقتصر مهمته على التغطية الإخبارية، بل امتدت إلى تحليل الأحداث وتقديم رواية بديلة أكثر صدقًا وعدالة.

شهدت الفترة بين 2011 و2024 تحولًا جوهريًا في طريقة عمله الصحفي حيث باتت الصحافة الرقمية الأداة الأبرز في نقل الأخبار فلم تعد الصحافة الورقية قادرة على مجاراة المتغيرات المتسارعة فانتقل العمل الصحفي إلى المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي التي شكلت متنفسًا جديدًا لنقل المعلومات بعيدًا عن الرقابة التقليدية ومع ذلك لم يكن هذا الانتقال دون تحديات فقد لجأ النظام السوري إلى اختراق المنصات الرقمية وتشويه الحقائق وشن حملات تضليل ضد الصحفيين المستقلين.

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود فقد تعرض الصحفي الفلسطيني السوري لحملات قمع شرسة تمثلت في الملاحقات الأمنية الاعتقالات التعذيب والاختفاء القسري كان الصحفي الفلسطيني السوري هدفًا مباشرًا لأجهزة الأمن السورية التي رأت في عمله تهديدًا لسيطرتها على المعلومات ومن أبرز الصحفيين الفلسطينيين السوريين الذين تم اعتقالهم أو تغييبهم قسريًا في سجون النظام السوري:

موفق مطر / علي سعيد الشهابي / احمد جليل / رامي حجو / مهند العمر
إلى جانب هؤلاء هناك العشرات من الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أو تعرضوا للنفي القسري بسبب عملهم في نقل الحقيقة.
خالد البكراوي– علاء الناجي – بلال احمد – نيراز سعيد

وقد لعبت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا دورًا بارزًا في توثيق هذه الانتهاكات حيث نشرت العديد من التقارير عن أوضاع الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين والمفقودين وساهمت في إبقاء قضيتهم حاضرةً على المستوى الدولي.

على الرغم من أن الصحافة الرقمية ساعدت في كسر الرقابة إلا أنها جاءت بتحديات جديدة مثل انتشار الأخبار الزائفة والتلاعب بالمعلومات وحملات التشويه كان عليه أن يكون أكثر دقةً وتحليلًا وألا يقع في فخ الدعاية الإعلامية لأي طرف وهو ما زاد من تعقيد مهمته في بيئة مليئة بالاستقطاب السياسي والإعلامي.

كما أن البيئة الرقمية لم توفر الحماية الكاملة لهؤلاء الصحفيين، بل جعلتهم عرضةً للاستهداف الإلكتروني سواءً من قبل النظام السوري أو من الجهات التي لا تريد أن تصل الحقيقة إلى الجمهور في ظل هذه التحديات كان عليه أن يكون حذرًا في توثيق ونقل المعلومات لضمان عدم وقوعه في فخ التضليل الإعلامي أو التشويه.

لا يمكن النظر إلى الصحفي الفلسطيني السوري بمعزلٍ عن السياق العام للثورة السورية فقد كان جزءًا من نضال مزدوج:
الأول من أجل حرية الشعب السوري، والثاني من أجل الحفاظ على هوية الفلسطينيين اللاجئين الذين باتوا عرضةً للإهمال والتهميش.

مع استمرار محاولات إعادة كتابة التاريخ بعيون المنتصرين يظل دوره أكثر أهمية من أي وقتٍ مضى باعتباره أحد المدافعين عن الحقيقة في وجه محاولات التزييف لقد دفع ثمنًا باهظًا في سبيل نقل المعلومة لكنه في المقابل ساهم في بناء ذاكرةٍ رقمية تحفظ للأجيال القادمة ما حدث وتمنع طمس الجرائم والانتهاكات.

وفي ظل هذه التحديات يظل نموذجًا للصحافة المقاومة التي ترفض أن تكون مجرد أداة في أيدي السلطات وتسعى دائمًا إلى أن تكون صوتًا للضحايا ومرآةً للحقيقة التي لا يمكن دفنها مهما اشتدت حملات القمع والتضليل.

المصدر: مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ