
شيخ عقل دروز إسرائيل يهاجم الرئيس "الشرع" ويطالب بتكثيف الغارات على السويداء!!
هاجم الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الرئيس أحمد الشرع، مطالبًا الحكومة الإسرائيلية بزيادة وتيرة ضرباتها العسكرية في محافظة السويداء جنوب سوريا، وذلك في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا ونُشرت عبر موقع "واينت" العبري.
وفي المقابلة، قال طريف: "هل تغيّر الشرع لأنه ارتدى سترة وربطة عنق؟ لا، ما زال قاتلًا، وما زال يمثل حماس وداعش. لا فرق بينهم"، على حد تعبيره. وأكد أنه أجرى محادثات مباشرة مع كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وأضاف: "نتواصل معهم ونأمل في تكثيف الهجمات".
دعوات إسرائيلية متزايدة لتوسيع العمليات في السويداء
تأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد غير مسبوق تشهده محافظة السويداء بين قوات الجيش والمجموعات الخارجة عن القانون، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية موقفًا أكثر حدة تجاه ما يجري في المنطقة، فقد طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قوات النظام السوري بالانسحاب الفوري من المدينة، والإفراج عن "الدروز" الذين وصفهم بأنهم "رهائن".
وأضاف كاتس: "لن نتخلى عن الدروز في سوريا، وسنواصل تنفيذ سياسة نزع سلاح المنطقة كما تم إقرارها". كما لوّح الوزير بأن الجيش الإسرائيلي سيرفع من حدة الرد إذا لم تتجاوب دمشق.
اختراق للحدود من الجولان إلى السويداء
وفي تطور لافت، ذكرت مصادر إسرائيلية أن مجموعة من الدروز داخل إسرائيل – تراوح عددهم بين 20 و30 شخصًا – عبرت السياج الحدودي من جهة مجدل شمس باتجاه جنوب سوريا، احتجاجًا على دخول قوات النظام إلى السويداء، ورغم تواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، امتنعت في البداية عن التدخل، قبل أن تعيد معظم المتسللين إلى داخل الأراضي المحتلة.
اشتباكات وغارات... والسويداء تغرق في العنف
وتتزامن هذه التطورات مع اشتداد حدة الاشتباكات داخل مدينة السويداء بين قوات الجيش والأمن من جهة، ومجموعات خارجة عن القانون من جهة أخرى، في حين كثّف الطيران الإسرائيلي غاراته على مواقع للجيش السوري في ريف السويداء ومحيط مطار الثعلة، مستهدفًا أرتالًا عسكرية كانت في طور الانسحاب من المدينة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية.
وكان دعا وزير شؤون الشتات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عميحاي تشيكلي، إلى اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع، على خلفية التطورات الجارية في محافظة السويداء واستمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع للجيش السوري جنوب البلاد.
وقال تشيكلي في تغريدة نشرها عبر منصة "إكس" إن "من يعتقد أن الرئيس السوري أحمد الشرع زعيم شرعي فهو واهم"، واصفًا إياه بـ"الإرهابي والقاتل والهمجي الذي يجب القضاء عليه فورًا"، على حد تعبيره. وأضاف أن "إسرائيل لا ينبغي أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما سمّاه بنظام الإرهاب الإسلامي النازي".
كما اتهم الوزير الإسرائيلي الرئيس الشرع بارتكاب مجازر بحق المدنيين في السويداء، وادعى أن "القيادات الأوروبية صمتت سابقًا عن مجازر بحق العلويين، وها هي تتجاهل الآن ما يحدث بحق الدروز"، في محاولة لتحريض الرأي العام الدولي ضد الحكومة السورية الجديدة.
وفي تغريدة أخرى، نشر تشيكلي مقطع فيديو للرئيس الشرع خلال حديثه مع مقاتلين من هيئة تحرير الشام، وعلّق عليه بالقول: "لا ينبغي إبرام أي اتفاق مع العدو"، معتبرًا أن ما يجري "تكرار لأخطاء الماضي"، وداعيًا إلى "فهم جوهر الإسلام السياسي"، حسب وصفه.
وكانت ناشدت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، التابعة للشيخ حكمت الهجري، المجتمع الدولي والقوى الفاعلة في العالم، بالتدخل العاجل لحماية محافظة السويداء، ووقف ما وصفته بـ”المجازر المنظمة” التي تُرتكب بحق المدنيين.
وقالت الرئاسة في بيان صدر عنها اليوم: “نتوجه بندائنا إلى فخامة الرئيس دونالد ترامب، ودولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجلالة الملك عبد الله الثاني، وكل من يملك صوتًا وتأثيرًا في هذا العالم… أنقذوا السويداء”، مؤكدة أن أهالي المحافظة “يُبادون، ويُقتلون بدمٍ بارد، دون تفرقة بين صغير أو كبير، بين امرأة أو طفل، بين طبيب أو شيخ”. حسب وصفه.
واتهم البيان من وصفهم بـ”الطغمة الحاكمة الظالمة المستبدة” بارتكاب المجازر وتدمير الكنائس ودور العبادة، محملًا المجتمع الدولي مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية لوقف ما اعتبره حملة ممنهجة ضد أبناء الطائفة.
وتجدر الإشارة له أن بيان الهجري لم يترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا برصاص قواته، ولا الانتهاكات الجسيمة الذي قاموا بها بحق ابناء العشائر البدوية في المدينة، كما تجاهل تمام النداءات العديدة التي وجهتها الدولة للسلام والصلح خاصة بعد موافقة وجهاء ومشايخ المدينة على دخول الدولة.