
شيخ طائفة الموحدين الدروز في جرمانا: لن نكون جزءًا من أي مشروع تقسيمي ودمشق مرجعيتنا
أكد شيخ طائفة الموحدين الدروز في مدينة جرمانا، الشيخ هيثم كاتبة، أن مرجعيتهم الأساسية ستظل العاصمة دمشق مهما كان شكل الحكم فيها، وأوضح أن مفهوم النزوح أو التهجير من المدينة غير وارد تمامًا بالنسبة لهم، إذ إنهم متجذرون في أرضهم ويعتبرون أنفسهم عربًا أصليين.
وفي حديثه لموقع "المدن"، أشار الشيخ كاتبة إلى أن جرمانا، في علاقاتها مع السلطة الجديدة، لم تنتظر أحدًا ليحررها من النظام السابق، بل هي حررت نفسها من ذلك النظام قبل أن تتحرر دمشق. وأضاف أن المدينة ترفض بشكل قاطع عبارة "من يحرر يقرر"، مؤكدًا أنهم لا يتقبلون أن يُقرّر مصيرهم أحد سوى أنفسهم.
وعن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول حماية جرمانا والدروز، أشار الشيخ هيثم إلى أن هذه التصريحات لم تلقَ أي اهتمام في المدينة، معتبرا إياها تدخلاً في شؤونهم الداخلية ومحاولة لإحداث الفتنة والتفرقة. وقال: "نحن قادرون على حماية أنفسنا دون الحاجة إلى تدخلات خارجية."
وفي حديثه عن الوضع في جرمانا بعد سقوط النظام، أوضح الشيخ كاتبة أن المدينة لم تشهد أي فوضى أو تخريب، بفضل تعليمات الإدارة المحلية لأبناء المدينة بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. وأكد أن الشباب في جرمانا كانوا هم من تولوا مهمة حماية المدينة وتنظيم الأمن بشكل ذاتي.
كما أشار الشيخ هيثم إلى أن المدينة تعاملت مع الإدارة الجديدة بحذر، لكنهم كانوا حريصين على التعاون والتفاهم لحفظ الأمن والاستقرار في المدينة. ولفت إلى أنهم لا يقبلون بتقسيم سوريا أو التعامل مع أي جهة تحاول تفكيك البلاد، مؤكدًا أن سوريا ستكون دائمًا وطنًا واحدًا موحدًا.
فيما يتعلق بالعلاقة مع محافظة السويداء، أشار الشيخ كاتبة إلى أن هناك علاقة دينية وروحية بين جرمانا والسويداء، لكن خياراتهم في إدارة البلاد تختلف عن خياراتهم. وأكد على أن جرمانا ترفض أي محاولات للانفصال أو الاعتماد على قوى خارجية، مشددًا على أن إسرائيل دولة معادية ولا يمكن الوثوق بها.
وفيما يتعلق بمخاوف مستقبلية للطائفة الدرزية، طمأن الشيخ كاتبة الجميع، مؤكدًا أن طائفة الموحدين الدروز مرت بتحديات أكبر من قبل ونجحت في تخطيها. وأوضح أن الوضع الحالي يتطلب حكمة وحرصًا على الحلول السلمية بعيدًا عن العنف والانتقام.
وفي ختام حديثه، أكد الشيخ هيثم أن جرمانا ستظل ترتبط بالعاصمة دمشق، وأن خيارهم سيظل دمشق مهما كانت التغيرات في الحكم، رافضين أي محاولات لإدماج المدينة إداريًا في العاصمة بشكل منفصل عن سياقها الطبيعي.