
شهبا تتوحد دفاعاً عن السلم الأهلي: موقف موحد بوجه الفوضى والانفلات
شهدت مدينة شهبا، شمال محافظة السويداء، يوم السبت، مشهداً وطنياً لافتاً، مع اجتماع واسع لعائلات المدينة من الدروز والعشائر، في موقف موحد لرفض الفوضى ووضع حدٍ للخارجين عن القانون، في تأكيد جديد على إرث المدينة العريق في حماية السلم الأهلي ونبذ الفتنة مهما كان مصدرها.
وقال موقع "السويداء 24" إن مئات الأهالي احتشدوا في ساحة الموقف بالمدينة، وسط حالة من الغضب الشعبي إزاء تصاعد أنشطة مجموعات مسلحة خارجة عن القانون تهدد الأمن الاجتماعي، وتثير الاضطرابات مستغلةً حالة انتشار السلاح والفوضى.
الاجتماع ركّز بشكل خاص على التعامل مع أربعة أفراد ينتمون لفصيل "فزعة فخر"، تورطوا خلال اليومين الماضيين في اعتداءات متفرقة طالت مدنيين من أبناء العشائر، وتسببت بتوترات واسعة، شملت قطع طرق واستهداف المارة على طريق دمشق-السويداء الحيوي، ما أثار استياءاً كبيراً بين مختلف شرائح المجتمع.
وشددت كلمات الحاضرين من وجهاء وفاعليات اجتماعية على استنكارهم العارم لاستمرار ظاهرة السلاح المنفلت، والفصائل التي تحتمي بشعارات وهمية بينما تمارس التعديات وتمتهن النهب على حساب أمن المواطنين وأرزاقهم. كما عبّروا عن استيائهم من غياب مظاهر فرض القانون، مما أبقى المدينة رهينة حلقات عنف متجددة.
وحذر الأهالي من استمرار الاعتداءات العشوائية على المدنيين، خصوصاً عند محيط منطقة المطلة، والتي أسفرت عن مقتل شابين من أبناء دمشق يوم أمس، في جريمة هزّت مشاعر الشارع الحلبي والسوري عموماً.
وعقب الاجتماع، تحرك العشرات من أبناء المدينة نحو منازل العناصر الأربعة المتورطين بالحوادث الأخيرة بهدف تنفيذ قرار شعبي بطردهم من المدينة. إلا أن المصادر أكدت فرارهم إلى خارج شهبا قبل وصول الأهالي، في مؤشر على الحسم الشعبي الرافض لكل مظاهر الفلتان.
وأكد أهالي شهبا عزمهم على مواصلة الدفاع عن مدينتهم وأمن مجتمعهم بكل الوسائل المتاحة، مشددين أن لا مكان بين صفوفهم لمثيري الفوضى أو المتسترين خلف يافطات زائفة، وأنهم سيمضون مع باقي مناطق المحافظة في توحيد الصفوف لحماية الاستقرار.
يشار إلى أن مدينة شهبا كانت السباقة في اجتثاث العصابات المسلحة المرتبطة بمخابرات النظام السابق، وكانت أول من أنهى وجود عصابة راجي فلحوط قبل نحو عامين، لتثبت اليوم مجدداً أن شهبا تظل عصية على مشاريع التخريب والفتنة.