صورة
صورة
● أخبار سورية ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤

روسيا تواصل قتل المدنيين بإدلب .. أزرار "الجـ ـولاني" غائبة وفصائل "الوطني" تتصارع شمال حلب

تواصل طائرات الاحتلال الروسي، تصعيدها الجوي على مناطق ريف إدلب لليوم الثالث على التوالي، ضمن حملة غير مسبوقة، سببت مقتل وجرح العشرات من المدنيين، آخرها مجزرة في منشرة للأخشاب غربي إدلب، في وقت تغيب "أزرار الجولاني" أو أي حراك عسكري من قبل عمليات "الفتح المبين" التي هددت وتوعدت بالدفاع والرد، بينما تتصارع فصائل الجيش الوطني في حوار كلس للسيطرة على مقرات صقور الشمال.

وتتعرض بلدات ريف إدلب منذ يوم الاثنين 14 تشرين الأول، لحملة تصعيد جوية عنيفة من طيران الاحتلال الروسي، طالت عشرات المواقع، مسجلة مئات الغارات الجوية، جاءت بعد ترويج إعلامي من الذباب الإلكتروني لـ "هيئة تحرير الشام" عن نيتها شن معركة ضد مواقع النظام بريف إدلب، ليكون الرد الروسي العنيف على المدنيين والمرافق المدنية.


ومنذ ثلاثة أيام، لم يصدر عن "هيئة تحريرالشام" وغرفة عمليات "الفتح المبين" إلا البيانات التي تتوعد بالرد وتؤكد حقها بالدفاع عن المحرر، محملة النظام وروسيا وإيران مسؤولية التصعيد، في وقت لم يرصد أي رد حقيقي على مواقع النظام وروسيا يلزمها بوقف التصعيد، في غياب لـ "أزرار الجولاني" التي طالما توعد وهدد باستخدامها.

وأثارت الغارات المتصاعدة والتي توسع نطاقها وتركيزها على المناطق المدنية اليوم الأربعاء، موجة استياء كبيرة في أوساط المدنيين، لعدة رد الفصائل وعدم اتخاذها أي موقف واضح وحقيقي وسريع لتحقيق التوازن في الرعب والردع لتخفيف القصف، رغم التهيدات التي أطلقتها والوعود بجاهزيتها للدفاع والصد والرد.

في الطرف المقابل، وتحديداً شمال حلب، علمت شبكة "شام" أن فصائل غرفة عمليات القوة المشتركة، بدعم من دبابات تركية، بدأت مساء اليوم الأربعاء، هجوم عنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة للسيطرة على مقر فصيل "صقور الشمال" في منطقة حوار كلس، دارت بين الطرفين اشتباكات عنيفة.

وتشهد مناطق شمالي حلب، تحشيدات عسكرية كبيرة لطرفي الصراع في المنطقة منذ أسابيع عدة، في وقت لم تفلح جميع اللقاءات والاجتماعات مع الطرف التركي لتهدئة الأوضاع ووقف التجييش والتحشيد ضد فصيل "صقور الشام والجبهة الشامية" شمالي حلب.


وفي أيار 2023، أدلى "أبو محمد الجولاني"، زعيم "هيئة تحرير الشام"، بتصريحات نقلتها مؤسسة أمجاد الذراع الإعلامي للهيئة، تحت عنوان "معايدة قيادة المحرر للوجهاء والكوادر العاملة في المناطق المحررة"، تضمنت حديث "الجولاني"، عن أزرار ممكن استخدامها لإيجاد تغيرات على مسار الأحداث.

وقال "الجولاني"، إنه يمتلك أكثر من زر، يبدأ من قلب الطاولة إلى الانفجار الكامل إلى التسخين، معتبرا أن "تحرير الشام"، قادرة على كبس الزر الذي تريد، وتستطيع تغيير ومواجهة عديد من التحديات التي تواجه الثورة السورية.

وأثار حديث "الجولاني"، جدلا وسخرية واسعة رغم ترويج الإعلام الرديف ومعرفات مقربة من "تحرير الشام"، حيث استذكر العديد من النشطاء تاريخ الهيئة ودورها في محاربة وإقصاء الكثير من الفصائل الثورية، وقالوا بتهكم، إن أزارز الجولاني عملت طيلة سنوات ضد هذه الفصائل لا سيما زر "قلب الطاولة". 

وسبق أن أصدرت "إدارة الشؤون السياسية" في حكومة الإنقاذ، الذراع السياسية لـ "هيئة تحرير الشام"، بياناً،  بالتوازي مع التصعيد الروسي على إدلب، حمّلت فيه الاحتلال (الروسي والإيراني) مسؤولية موجات النزوح والتهجير المتصاعدة، مؤكدة أحقية الدفاع بكل الوسائل المشروعة، سبقه بيان "الفتح المبين" التي اكتفت بتحميل "النظام وإيران" المسؤولة، وأهملت ذكر روسيا في بيانها.

وقالت الإدارة السياسية، إنها ستواصل العمل لإبعاد الخطر عن الشعب والأرض، وستواصل في ثورة السوريين حتى تحقيق النصر، وسبق بيان الإدارة السياسية، بيان عن "غرفة عمليات الفتح المبين" التي كانت قد حمّلت نظام الأسد وحليفه الإيراني فقط مسؤولية التهجير و النزوح الذي يزيد من معاناة المدنيين ومأساتهم جراء القصف المتكرر، مؤكدة جاهزيتها لأيّ تطورٍ واستحقاق ثوري للدفاع عن المحرر وحمايته وصون حرماته، حيث أنها لم تذكر روسيا في بيانها.

وبينت الإدارة السياسية، أن مناطق شمال غربي سوريا، شهدت الأسابيع الماضية قصفاً مكثفاً قبل المحتل الإيراني على القرى والبلدات المحاذية لخطوط التماس، واليوم؛ تعرضت المنطقة لتصعيد خطير شمل استهداف مناطق ذات كثافة سكانية عالية في محيط مدينة إدلب من قبل سرب من طيران المحتل الروسي، حيث نفذت الطائرات الحربية أكثر من عشرين غارة على الأطراف الشمالية والغربية للمدينة، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد للأمم المتحدة للمنطقة.

واعتبرت أن هذه الاعتداءات الغاشمة الماضية والحالية أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين وخسائر مادية متلاحقة، كما تسببت في حالة من الرعب بين السكان وتنذر بحركة نزوح بحثاً عن ملاذ آمن جديد، وأنها تأتي في ظروف تزيد من معاناة المدنيين، وتزيد من الضغط باتجاه المناطق الحدودية، وتمثل حالة من الإرهاب الممنهج تجاه المدنيين العزل.

جاء البيان بالتوازي مع تصعيد الطيران الحربي الروسي يوم الاثنين 14 تشرين الأول 2024، من غاراته الجوية على مناطق عدة بريفي إدلب واللاذقية، في موجة تصعيد جديدة تُديرها روسيا، سبق ذلك الترويج لمخططات استفزازية قالت إنها كشفتها عبر مصادرها في إدلب تستهدف قواتها وقوات الأسد.

وجاء بيان "غرفة عمليات الفتح المبين" في ظل الحديث والترويج الإعلامي عن نية الفصائل في الشمال السوري، شن عملية عسكرية ضد مواقع النظام وميليشيات إيران، والتي أخذت صداً كبيراً على مواقع التواصل، أعقبها تجهيزات عسكرية كبيرة للنظام على محاور القتال بأرياف حلب وإدلب، في حين لم يتحدث البيان عن أي نية لشن هجوم بل تحديث عن جاهزية للدفاع عن المنطقة.

ويرى نشطاء أن رسالة روسيا من الغارات الجوية التي تركزت على مناطق يعتقد أنها عسكرية لـ "هيئة تحرير الشام" منها مقرات ومعسكرات سابقة، كانت بمثابة رد على بيان "الفتح المبين" التي لم تذكر  روسيا في بيانها بالتوازي مع حديث عن أن المعركة المرتقبة ستكون فيها روسيا على الحياد ولن تقوم بتغطية جوية لصالح النظام، فجاءت الغارات اليوم لتؤكد وقوف روسيا إلى جانب النظام ومواصلتها القصف على إدلب.

وكان أوضح بيان "الفتح المبين" أنه في "صورة متكررة للإجرام بحق الشعب السوري، يمارس نظام الأسد المجرم وحليفه الإيراني عدوانه المستمر على أهلنا المدنيين في المناطق المحررة، حيث شهدت الأسابيع والأيام الماضية عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي واستهداف للآمنين في قرى إدلب وأرياف حلب".

ولفت البيان إلى "استخدام الطائرات المسيرة والمدفعية في ضرب المركبات المدنيـة والأهالي بشكل مباشرٍ مما أسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين الأبرياء، وإصابة ثمانية وثلاثين آخرين بجروح بالغة وخطيرة، معظمهـم مـن الأطفال والنساء والشيوخ".

وأوضح أن المنطقة شهدت "نتيجة هذا الإجرام موجات نزوح داخلية باتجاه المناطق الغربية والحدودية، فقد اضطرت أكثر من عشرة آلاف عائلة لترك منازلها وقراها واللجوء إلى المناطق الآمنة".

وأعلنت روسيا في 30 أيلول 2015 رسمياً تدخلها العسكري المباشر في سوريا لصالح نظام الأسد، معلنةً بذلك انتقالها من موقع الحامي السياسي للنظام إلى الحامي العسكري المباشر، ومتكفلةً بإنقاذه من السقوط والانهيار، وبعد مضي 9 سنوات على إعلانها التدخل المباشر.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ