
"رجال الكرامة" تندد بحملات التضليل وتحذر: سلاحنا ليس للمساومة ووحدتنا خط الدفاع الأول
أعربت "حركة رجال الكرامة" في السويداء عن رفضها القاطع لما وصفته بـ"الحملات المنظمة للتشويش والتضليل الإعلامي"، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار الجبل من الداخل، بعد فشل كل محاولات النيل منه من الخارج، على حد تعبيرها.
وأوضحت الحركة في بيان رسمي، أن أحدث هذه المحاولات تمثّل في تسجيل صوتي مفبرك نُشر على بعض المنصات، يروّج لمزاعم سحب أسلحة ثقيلة من إحدى قرى المحافظة. ووصفت هذه الأنباء بـ"الملفّقة والمغرضة"، مؤكدة أنها تفتقر لأي دليل، وتستهدف إثارة القلق وتأليب الرأي العام.
وأشار البيان إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها الحركة، مذكّراً بما جرى من تضليل سابق في قضية أشرفية صحنايا، حيث تم تحميل الحركة اتهامات باطلة، رغم أنها كانت في صفوف المدافعين عن المدنيين وقدّمت شهداء، كما دعمت المبادرات الساعية إلى التهدئة بتنسيق مع المرجعيات الدينية.
وأدانت الحركة توظيف بعض وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفتنة والتحريض، محذّرة من استغلال الأحداث الجارية لتشويه الحقائق واستهداف مكونات الطائفة في السويداء وجرمانا والأشرفية.
وفي سياق التأكيد على ثوابتها، شددت الحركة على أن السلاح ليس للمساومة، مؤكدة أن سلاح السويداء لن يُطرح على طاولة التفاوض، وأن قراره يعود للمرجعيات المحلية، وأن تنظيمه يجري فقط لحماية السكان وضمان الأمن المجتمعي، وليس لأي غاية سياسية أو خارجية.
وأكدت الحركة التزامها بالتعاون الوثيق مع الرئاسة الروحية ومشيخة العقل والهيئة الروحية، في إطار مساعٍ جماعية لرسم ملامح حلول محلية للأزمة، وشددت على أن إدارة شؤون المحافظة شأن داخلي لا مكان فيه لأي تدخل أمني أو عسكري من خارج الجبل، مشيرة إلى أن الكوادر المحلية هي الأجدر بتمثيل تطلعات الأهالي.
وقالت إنه رغم تعليقها المشاركة في اللجنة الخماسية التي تم تشكيلها بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية، أوضحت الحركة أنها لا تزال منفتحة على المسارات التشاركية التي لا تمس الثوابت، وأشارت إلى مساندتها الفاعلة لتفعيل الضابطة العدلية المحلية، محذّرة في الوقت ذاته من محاولات تحجيم دورها عبر التضليل الإعلامي وحرمانها من الدعم اللوجستي.
وجدّدت التأكيد على أن الحركة ليست مجرّد تشكيل عسكري، بل كيان وطني قدّم التضحيات، ولا يزال عناصره في مواقعهم دفاعاً عن كرامة الجبل، إلى جانب بقية الفصائل الأهلية.
وختم البيان بدعوة أبناء السويداء إلى التمسك بالوعي، وعدم الانجرار وراء الأكاذيب التي ينشرها من وصفهم بـ"مجهولي الهوية ومنتحلي الصفة"، مؤكدًا أن صمود الجبل واستقراره مرهون بوحدته، وبالاحتكام إلى المرجعيات الوطنية والدينية في مواجهة كل أشكال الفتنة والتضليل.
الزعامات لاتحل مكان الدولة.. سليمان عبد الباقي يؤكد وحدة المصير الوطني ويدعو للتكاتف
وجّه الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب" في محافظة السويداء، رسالة مفتوحة إلى أبناء المحافظة والشعب السوري عامة، أكد فيها على وحدة المصير الوطني، داعيًا إلى التكاتف ونبذ الفتن الطائفية، ومشدداً على أن مستقبل السويداء لا يمكن فصله عن مستقبل سوريا الواحدة الموحدة.
بعد سقوط النظام… أين نحن من الدولة؟
وقال الشيخ عبد الباقي في مستهل رسالته إن مرور نحو سبعة أشهر على سقوط النظام البائد كان كافياً لتقييم المرحلة الانتقالية والجهود المبذولة لبناء مؤسسات الدولة، معتبراً أن محافظة السويداء لا تزال محرومة من أبسط مقومات الحياة والخدمات، وقال متسائلاً: "ما الذي نملكه اليوم في السويداء لنقول إننا جزء فعلي من مشروع دولة؟".
لقاءات مع الرئيس الشرع… وتأكيد على التشاركية
وكشف عبد الباقي عن لقاءات جمعته بالرئيس أحمد الشرع، بلغت أربع مرات، حملت في مضمونها تأكيدات من الرئيس على دعم السويداء كجزء أساسي من الوطن السوري، واحترام خصوصيتها، مشيراً إلى أن مطالب الأهالي كانت واضحة: توفير مستلزمات حفر الآبار، دعم الزراعة، إنشاء معامل صناعية، وتأسيس مدينة صناعية كمنطقة حرة لتوفير فرص عمل لأكثر من 100 ألف عائلة.
وأشار إلى أن الرئيس الشرع أبدى "احتراماً كاملاً وتفهماً واضحاً" لهذه المطالب، وأعطى تعليماته بالمضي في تنفيذها، مضيفاً: "طلبنا معبراً مع الأردن، لكن تمت الإشارة إلى أن المدينة الصناعية تخدم آلاف العائلات، بعكس المعبر الذي يخدم فئة محدودة من التجار".
مواجهة حملات الفتنة… وتأكيد على وحدة الصف
وفي القسم الأبرز من رسالته، حذر عبد الباقي من تصاعد ما وصفه بـ"حملات الفتنة والتجييش الطائفي"، التي ظهرت من خلال منشورات صوتية ومكتوبة على منصات التواصل الاجتماعي، معتبراً أنها تهدف لتقسيم الصف الوطني، ومنع إعادة إعمار سوريا، وتغذية الانقسام بين مكونات الشعب السوري.
وقال إن هذه الحملات لا تقف خلفها دول، بل جهات مشبوهة وأفراد وجماعات مأجورة، "تعمل لحساب مصالح ضيقة وتضرب وحدة المجتمع السوري، دون أي اعتبار لدماء الشهداء أو مستقبل الأجيال القادمة".
دعوة للحذر من تجار الدم
وحمّل عبد الباقي مسؤولية تأجيج الصراع لجهات تحاول تضليل الرأي العام تحت شعارات مثل "الكرامة" و"الحماية"، مؤكداً أنها شعارات مفرغة من مضمونها، يقودها من أسماهم بـ"تجار الدم والفتنة"، وأضاف: "لا نطلب شهادة من أحد، قوتنا من الله، ووفاؤنا لمبادئنا التي خرجنا من أجلها، لحماية كرامة أهلنا... قتلونا، فأحيانا الله من جديد".
لا دولة بلا مؤسسات... ولا كرامة بلا قانون
وأكد قائد "أحرار جبل العرب" أن اللقاءات التقليدية والزعامات الفصائلية، رغم احترامه للبعض منها، لا يمكن أن تحل مكان الدولة، ولا أن تحفظ كرامة الناس دون مؤسسات تحكمها القوانين، داعياً أبناء السويداء إلى عدم الانجرار خلف شخصيات وصفها بأنها "ملوّثة تاريخياً بالخطف والفساد والعمالة"، قائلاً: "لا تخلطوا بين الحق والباطل، فالحق لا يكون إلا في جهة واحدة".
الجيش منّا... والخدمة لحماية أهلنا
وأشار إلى أن عناصر الجيش المنتشرين في السويداء هم من أبناء المحافظة، وأن الخدمة العسكرية محصورة في داخل حدودها، وتشمل مراقبة الحدود الجنوبية لمنع تهريب المخدرات ومحاربة فلول "داعش"، واصفاً هذه الخطوات بأنها تمثل مرحلة لبناء الثقة.
تحذير من الخطابات الطائفية وتحميل المغتربين ما لا يحتمل
وحذر عبد الباقي من الخطابات الطائفية التي تنشر الكراهية، وتُستخدم ذريعة لاستنزاف المغتربين تحت شعارات الدفاع عن الأرض والعرض، مؤكداً أن من يشعل الفتنة ويتاجر بدماء الناس يجب محاسبته لا الدفاع عنه.
ملف المعتقلين... والبيت مفتوح للجميع
وأوضح أن بيته مفتوح لاستقبال كل من تعرض للاعتقال خارج المحافظة، مؤكداً أنه أدى واجبه في تأمين احتياجاتهم والمطالبة بالإفراج عنهم، ومعالجة ملفات المعتقلين في مناطق جرمانا، الأشرفية، وصحنايا، وقال: "صدقوني تعبنا... وتوزيع الحِمل يخفف علينا".
وختم عبد الباقي رسالته بنداء خاص للشباب السوري، مؤكداً أنهم "عماد المستقبل"، مطالباً إياهم بالمشاركة في بناء الدولة، والحذر من الانجرار وراء أجندات خفية أو شعارات مزيفة، وقال: "الدم لا يجر إلا الدم، والخراب لا يولد إلا الخراب، والفتنة نائمة... لعن الله من أيقظها"، وأشار إلى أنه "لا بديل عن الدولة التي أسسناها نحن أحرار السويداء، ومن لا يرى الحقيقة فهو أعمى... اللهم ألّف بين قلوبنا، واحمِ هذا البلد وأهله، وردّ كيد من أراد به سوءًا في نحره".