صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٩ يناير ٢٠٢٥

"دير شبيغل" تسلط الضوء على حملة التضليل الإيرانية في سوريا وجهود منصة "تأكد"

تناولت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في تقرير لها حملة التضليل الإعلامي التي يقودها النظام الإيراني في سوريا، مُركِّزة على الجهود التي تبذلها منصة "تأكد" في مواجهة هذه الحملة المستمرة منذ سنوات، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ بعد سقوط نظام الأسد.  

وقال أحمد بريمو، مدير منصة "تأكد"، في تصريحات للمجلة إن التضليل الإعلامي كان ولا يزال مشكلة كبيرة في سوريا، إلا أنه تفاقم بشدة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، حيث باتت المنصة تسجل "عشرات الحالات يوميًا" من المعلومات المضللة. 

حجم التضليل الإعلامي في سوريا
من جانبه، أشار تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط، إلى أن حجم التضليل الإعلامي في سوريا أصبح "كارثيًا"، ولفت إلى أن إيران تعتمد على شبكات دعائية منظمة لترويج معلومات زائفة تهدف إلى خلق الفوضى وتقويض استقرار البلاد. 

دور إيران في حملة التضليل
بحسب التقرير، تستغل إيران وحلفاؤها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لنشر معلومات مغلوطة، محاولين إعادة صياغة الرواية حول الأحداث في سوريا. ومن أبرز هذه المحاولات (التشكيك في شرعية القيادة السورية الجديدة: تروج إيران لادعاءات حول عدم شرعية القيادة الجديدة في سوريا، في محاولة لضرب مصداقيتها/ التحريض على الانقسامات الطائفية والعرقية: يتم تحريض الأطراف المختلفة على الانقسامات بهدف خلق الفوضى وإضعاف محاولات الاستقرار)

كذلك (استخدام الشخصيات المؤثرة والحسابات الوهمية: يتم نشر الأخبار الكاذبة عبر شخصيات مؤثرة وحسابات وهمية على نطاق واسع في محاولة لتوجيه الرأي العام لصالح الأجندات الإيرانية).

التضليل الإعلامي وأثره على عملية إعادة الإعمار
أشار التقرير إلى أن التضليل الإعلامي الإيراني لا يقتصر على التأثير على الرأي العام، بل يمتد ليعرقل جهود إعادة الإعمار في سوريا. حيث تسعى إيران إلى إضعاف أي مشاريع إعادة إعمار لا تخدم مصالحها الخاصة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

جهود منصة "تأكد" لمكافحة التضليل
منصة "تأكد"، التي تعمل على توثيق الأخبار والتحقق من المعلومات، تواصل جهودها اليومية لمواجهة هذه الحملة الإعلامية المضللة، التي تهدد استقرار سوريا ومستقبلها. ومع تزايد الحالات التي تسجلها المنصة يوميًا، تواصل "تأكد" تكثيف عملها في كشف الأخبار الزائفة والتأكد من صحتها، وهو ما يعتبر خطوة حيوية في محاربة التضليل الإعلامي في المنطقة.


"ضحايا وهميون".. مظلومية مزيفة تدعمها وسائل إعلاميّة تلمع صورة المجرمين بسوريا

سبق أن رصدت شبكة "شام" الإخبارية، انتشار واسع لحملات التضليل وبث الأكاذيب تقوم على تصوير مظلومية غير حقيقية حيث راجت مؤخرًا عدة تغطيات إعلامية مشبوهة تُلمع صورة القتلة والمحتلين ممن كانوا من أدوات الإجرام بيد نظام الأسد البائد.

والملاحظ أن وسائل إعلام منها غربية وقعت أمام خيارين لا ثالث لهما، أولها السقوط في فخ التضليل عن غير دراية، والثاني المشاركة بدعم رواية مغالطة للواقع، وفي كلا الحالتين فإنّ النتيجة واحدة وهي إظهار الجلاد في ثوب الضحية.

"أم مكلومة".. ادّعاء فاجر للمظلومية قتلى النظام البائد ليس لهم ذنب!!
عملت وسائل إعلام على استضافة شخصيات وإجراء مقابلات معها وهي تدعي المظلومية، ومنها سيدة قالت إنها تعرضت لعملية انتقامية أفضت على مقتل 2 من أولادها، ادعت أنهم أبرياء وقتلوا بسبب انتماءهم الطائفي فقط.

ووفقًا لشهادات نشطاء تبين أنهم مقاتلون في صفوف ميليشيات الأسد ومتورطون بجرائم قتل وتنكيل بحق الشعب السوري، علما بأن الرواية المضللة جرى الترويج لها عبر "دويتشه فيله" وهي الإذاعة الدولية لألمانيا إلى العالم الخارجي المعروفة بـ"DW".

وبرعت هذه الوسائل في كتابة عناوين تدغدغ المشاعر الإنسانية لإيصال ما تريده، ومن المثير للشبهة أنها تستسقي مصادرها من جهات ذات توجه مشبوه ومشهور عنه السقطات الغير مهنية مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان وغيرها من الجهات التي باتت تنشط تحت غطاء توثيق الانتهاكات علماً بأنها خرجت حديثاً.

صفاقة بالادعاءات.. تهجير مصطنع ومفضوح
ظهرت عدة سيدات تشير معلومات قدمتها وسائل إعلاميّة أجرت مقابلات معهن إلى انتمائهن للطائفة الشيعية ومن أبناء مدينتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، وذكرت إحدى السيدات بكل صفاقة بأنها كانت تقيم فيما وصفتها بـ"منازل مسلحين" بضواحي دمشق.

وأثار تصوير هذه المظلومية المزيفة جدلا واسعا ودعا إلى ضرورة وقف حد لهذه الشخصيات التي كانت من أبرز أزلام النظام المخلوع وأتباعه وتحاول الظهور بموقف المظلوم علما بأن كثير من هذه الشخصيات يستوجب خضوعها للمحاكمة العادلة نظرا إلى دورها في جرائم القتل والتغيير الديمغرافي.

دعوات لوقف استضافة شخصيات تشبيحية وموالون للنظام المخلوع
دعا ناشطون سوريون إلى عدم استضافة شخصيات تحاول تزوير التاريخ وقلب الحقائق الأمر الذي وصل إلى الظهور عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية بعد أن كان محصورا بعدد من الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي سياق متصل نشرت صفحات إعلامية تحت مسمى "مراكز توثيق"، أخبار تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن حيث روجت جرائم جنائية وحوادث سير على أنها انتهاكات وتجاوزات ما يثير تساؤلات كبيرة عن هذه الجهات والأجسام التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

مصادر التضليل على مواقع التواصل
ورصدت شبكة "شام" الإخبارية، مراكز مترابطة ضمن نشاط مشبوه ومنها "المرصد العربي لحقوق الإنسان، المرصد الوطني السوري لحقوق الإنسان، المرصد السوري لأي انتهاكات في سوريا الحرة، المركز الوطني لتوثيق الانتهاكات في سوريا.

إضافة إلى توثيق الانتهاكات في سوريا، مرصد الأقليات السوري، ويدير بعض هذه المراكز الإعلامية "نسرين حمود"، والإعلامي "وحيد يزبك" وشنت حسابات وهمية حملات إعلامية مضللة تحض على "الطائفية والكراهية".

وطالما تتهم الإدارة السورية الجديدة بشقها السياسي المتمثل بـ "الحكومة الانتقالية" والعسكري بـ "إدارة العمليات العسكرية" والأمني بـ "إدارة الأمن العام"، هدفها بث الفوضى بهدف زعزعة الاستقرار في سوريا الحرة.

وتتسم هذه الحملات الإعلاميّة بأنها غير عشوائية وتتركز على أهداف محددة ما يرجح أنها ممنهجة وتدار بشكل ممنهج، وتقوم بشكل مباشر على تضخيم الأحداث بالدرجة الأولى، إضافة إلى اختلاق معلومات مضللة.

وكانت رصدت شبكة "شام" الإخبارية، عدة صفحات إخبارية يديرها شخصيات مقربة من نظام الأسد المخلوع، وميليشيات "قسد" تعمل على نشر محتوى مضلل وكاذب كما تسهم في تغذية الخطاب الطائفي المشبوه الذي روجته شخصيات تشبيحية وموالون للنظام الساقط.

شبكة حقوقية تحذر وسائل الإعلام من تأجيج مشاعر الضحايا
أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بيانًا اليوم، تؤكد فيه ضرورة توقف وسائل الإعلام عن استضافة الأشخاص الذين يدافعون عن نظام الأسد أو يبررون جرائمه، وأكدت الشبكة على أن تلك الاستضافات تؤدي إلى تأجيج مشاعر الضحايا، داعية المنتهكين إلى اتخاذ خطوات عملية لتعزيز السلم الأهلي، مثل الاعتذار وتعويض الضحايا، والابتعاد عن الأضواء والمناصب العامة.

الإعلام ودوره في تأجيج مشاعر الضحايا
لفتت الشبكة إلى أن بعض وسائل الإعلام استضافت شخصيات متنوعة من فنانين ومثقفين ورجال دين معروفين بدعمهم لنظام الأسد وتبريرهم لجرائمه، وشددت الشبكة على أن هذه الاستضافات تأتي دون أن تتخذ هذه الشخصيات أي خطوات تجاه ضحايا النظام الذين يقدر عددهم بالملايين، بل إن بعضها فاقم الوضع عبر استضافة أفراد أنكروا أو حاولوا تبرير الجرائم التي ارتكبها النظام، مما أدى إلى تأجيج مشاعر الضحايا ودفع بعضهم نحو الانتقام.

وتجدر الإشارة إلى أن ادعاء المظلومية المزيفة انتشر بأشكال مختلفة و شمل كثير من الشخصيات التي كانت من أبرز الأبواق الداعمة لنظام الأسد وبعضهم كان شريكا له مثل "طريف الأخرس"، أحد حيتان المال في عهد النظام البائد، على سبيل المثال، الذي ادعى أنه كان ضحية للنظام المخلوع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ