دمشق ترتدي بُردة الشعر والنور.. مهرجان دولي يكرّم الكلمة في مديح الرسول الكريم
دمشق ترتدي بُردة الشعر والنور.. مهرجان دولي يكرّم الكلمة في مديح الرسول الكريم
● أخبار سورية ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥

دمشق ترتدي بُردة الشعر والنور.. مهرجان دولي يكرّم الكلمة في مديح الرسول الكريم

في أجواء من السموّ الروحي والاحتفاء بالكلمة التي تمجّد المحبة والجمال في مديح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، انطلقت فعاليات مهرجان "أيام البُردة" الدولي في دار الأوبرا بدمشق، برعاية وتنظيم وزارة الثقافة السورية، ليكون أول مهرجان أدبي دولي تنظمه الوزارة بعد التحرير.

ويشارك في المهرجان 28 شاعراً وشاعرة من عشر دول عربية هي: فلسطين، الأردن، السعودية، العراق، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، ليبيا، تونس، وسوريا، حيث ستقام على مدى أربعة أيام أمسيات شعرية تمتد إلى المراكز الثقافية في دمشق وعدد من المحافظات، احتفاءً بسيرة النبي الكريم واستلهاماً لقيمه في التسامح والعدل والإخاء.

الافتتاح: البُردة.. من القصيدة إلى الرسالة
افتُتِحت الفعاليات بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، أعقبها عرض مرئي تناول الرحلة التاريخية للبُردة النبوية، قبل أن يلقي وزير الثقافة الدكتور محمد ياسين الصالح كلمة الافتتاح قائلاً: "نجتمع اليوم في أول مهرجان دولي تطلقه وزارة الثقافة بعد التحرير، تحت اسم (أيام البُردة)، حيث يتوحد الفن بالحب، والشعر بالأصالة، والذاكرة بالثقافة"

وأوضح الصالح أن المهرجان يستلهم روحه من القيم النبوية التي بشّر بها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في التسامح والإخاء والعدل، مؤكداً أن “البناء الثقافي هو فعل مقاومة بالوعي، وتحويل للألم إلى نور، والهزيمة إلى درس”.

وأضاف الوزير أن إقامة هذا المهرجان في دمشق تحمل رمزية استثنائية، كونها المدينة التي “باركها الرسول الكريم ودعا لها”، مشيراً إلى أن مشاركة شعراء وأدباء عرب من مختلف الدول “تجسّد وحدة الوجدان العربي في محبة النبي وسيرة الخير”.

دمشق.. مدينة الثقافة والرسالة
من جانبه، أكد محافظ دمشق ماهر مروان إدلبي أن استضافة العاصمة لهذا المهرجان “تعبير عن أن الثقافة ليست ترفاً بل ضرورة وطنية وأخلاقية”، مشدداً على أن الشعر والفن هما “الذاكرة التي تحفظ هوية الأمة”.

وأوضح أن “البُردة تمثل رمزاً خالداً للقيم النبيلة”، وأن إحياءها اليوم هو تجديد لمعاني الجمال في الشعر العربي وإحياء للرسالة الإنسانية التي حملها الأدب في مواجهة القبح والكراهية.

قصائد ومسرحية تحيي ذاكرة كعب بن زهير
ألقى الشاعر أنس الدغيم مجموعة من القصائد النثرية والشعرية التي استلهمت مديح النبي، قبل أن تُقدَّم مسرحية عن قصة البُردة التي نظمها الشاعر كعب بن زهير، بدءاً من لقائه بالنبي صلى الله عليه وسلم وإلقائه قصيدته الشهيرة “بانت سعاد”، التي نال بها عفو الرسول وخلع عليه بردته الشريفة، لتغدو القصيدة رمزاً للشعر الذي يتطهّر بالمحبة.

تكريم رموز الشعر والإنشاد
شهد المهرجان تكريم عدد من الشعراء الأحياء والراحلين الذين أسهموا في خدمة الشعر العربي والروح الإسلامية، وهم: مصطفى عكرمة، كمال فريح (رحمه الله)، إبراهيم عبد الحميد الأسود، ومحمد نجيب مراد، حيث قام وزير الثقافة بتسليمهم الدروع التكريمية بمشاركة وزيري العدل مظهر الويس والاتصالات عبد السلام هيكل، إلى جانب محافظ دمشق وعدد من الشخصيات الثقافية.

أمسية إنشادية وشعر عربي معاصر
وفي القسم الثاني من الأمسية، قدّم المنشد مالك نور وفرقته فقرات من الأناشيد النبوية التي أضفت على الحضور أجواء روحانية مميزة، تلاها الشاعر الأردني أيمن العتوم بقصيدته “لولا الهوى في مديح المصطفى”، التي استعاد فيها سيرة النبي منذ مولده حتى هجرته ونشر رسالته في أرجاء الأرض.

ختام على إيقاع الشعر العربي
تُختتم فعاليات اليوم الثاني من المهرجان بأمسية كبرى على مسرح الدراما في دار الأوبرا، بمشاركة 14 شاعراً من سوريا والعالم العربي، يليها محاضرة للشاعر الفلسطيني أدهم شرقاوي حول أثر القصيدة النبوية في تشكيل الوعي الجمالي والروحي للأمة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ