جدل وسجال في لبنان بعد دعوات "حسن" للتطبيع مع النظام السوري من باب ضبط الحدود
جدل وسجال في لبنان بعد دعوات "حسن" للتطبيع مع النظام السوري من باب ضبط الحدود
● أخبار سورية ١٥ مايو ٢٠٢٠

جدل وسجال في لبنان بعد دعوات "حسن" للتطبيع مع النظام السوري من باب ضبط الحدود

 

أثارت دعوات أمين عام ميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله، للتطبيع مع سوريا، من باب معالجة التهريب عبر المعابر غير الشرعية، ردود فعل لبنانية متباينة، بين مؤيد يميل للحزب وسياسته وبين رافض للتطبيع.


وطالب "نصر الله" الحكومة بالتنسيق مع النظام السوري، وهو ما وجدت فيه أحزاب في المعارضة ضغطاً باتجاه تحقيق هذا المطلب، وقطع الطريق أمام أي حل للتهريب الذي سينعكس سلباً على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

وكان نصر الله قد دعا في كلمته الأخيرة إلى ترتيب العلاقة مع سوريا، والتعاون على وقف التهريب، معتبراً أن "سوريا جاهزة، إنما التأخير والتعطيل والمماطلة لبنانية"، في حين رفض نشر أي قوات أممية عند الحدود بين لبنان وسوريا، مؤكداً على ضرورة فتح قنوات اتصال لبنانية مع الحكومة السورية.

ورأت جهات معارضة في كلام نصر الله نسفاً لأي إجراءات أو قرارات، وقالت مصادر وزارية إن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لم يتطرق إلى العلاقة مع سوريا، وأوضحت لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "البحث تطرق إلى الحدود المتداخلة بين البلدين، وبالتالي ضرورة التنسيق مع الأجهزة الأمنية في سوريا لإقفال الحدود، بعيداً عن أي كلام في السياسة".

وجدَّد نائب رئيس الحكومة السابق، غسان حاصباني موقف "حزب القوات" الرافض للتطبيع مع النظام السوري، مؤكداً أن قرار مكافحة التهريب إن اتخذ، فيمكن تطبيقه من الجانب اللبناني من دون الحاجة إلى أي تواصل مع النظام، والدعوة إلى هذا الأمر ليست إلا حجة غير منطقية.

وقال لـ "الشرق الأوسط": "استمرار التهريب من شأنه أن ينعكس سلباً أكثر على لبنان، وتحديداً في مرحلة التفاوض مع صندوق النقد الدولي طلباً للمساعدة"، موضحاً: "المجتمع الدولي لن يساعد لبنان إذا بقيت أمواله تذهب أو تهرّب إلى مكان آخر، وبالتالي على الجهة التي ترفض هذا الأمر تحمّل مسؤولية النتائج".

واعتبر النائب عن "اللقاء الديمقراطي" بلال عبد الله، أن الرسالة وصلت من كلام نصر الله، وكتب على حسابه على "تويتر": "وصلت الرسالة. لا ضبط للمعابر غير الشرعية والمتفلتة، والتي تستنزف اقتصادنا وعملتنا وإنتاجنا الصناعي والزراعي، من دون التطبيع مع النظام في سوريا".

وأضاف: "الكرة في ملعب حكومة الأكثرية. وهي تستعد للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، متسلّحة بعباقرة الشأن الاقتصادي".

الموقف نفسه، عبّر عنه وزير الشؤون الاجتماعية السابق ريشار قيومجيان، معتبراً أن ملف التهريب كالنازحين، يستعمل لابتزاز اللبنانيين وفق المعادلة المعروفة: إما رضوخ وتطبيع كامل مع النظام السوري وإما استمرار الأوضاع على حالها. في الحالتين: النظام لا يريد عودة النازحين ولحزب الله مصالح أمنية ومالية على معابر معروفة.

وفي المقابل، اعتبر النائب عن كتلة "حزب الله" في المجلس النيابي وليد سكرية في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن العلاقة مع سوريا أولوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنان والمشرق العربي، فيما وصف المحلل السياسي بشارة خير الله أن توقيت خطاب أمين عام "حزب الله" بـ "الخاطئ".

وأكد النائب اللبناني أن "العلاقة يجب أن تكون علاقة مميزة مع سوريا لأسباب اقتصادية، وبنفس الوقت المقاومة يجب أن تكون على علاقة مع سوريا وهذا مصدر قوة لحماية لبنان من اي عدوان إسرائيلي"، وفق تعبيره.

لكن، شدد الكاتب والمحلل السياسي بشارة خير الله على أن توقيت خطاب أمين عام "حزب الله"، أمس، خاطئ، عشية انطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لافتاً إلى أن ماقاله "نصر الله" نقيض الخطة الحكومية لأنها قائمة على الإصلاحات ولا إصلاحات من دون وضع ضوابط للتهريب عبر المعابر البرية ومن بين التهريب وضع حد للسلاح، لأنه بحجة السلاح يتم تهريب المازوت والطحين المدعوم لصالح أهداف "حزب الله" الإقليمية".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ