توتر واعتقالات إثر احتجاز "رجال الكرامة" متزعم "عصابة إجرامية" في السويداء
قالت مصادر إعلام محلية في السويداء، إن المحافظة شهدت عمليات خطف متبادلة صباح يوم السبت، طالت مدنيين أبرياء من أبناء الريف الغربي وأبناء العشائر، وذلك على إثر احتجاز حركة رجال الكرامة لصقر رائف البيدر، متزعم عصابة إجرامية، الليلة الماضية.
وذكر موقع "السويداء 24" أن المجموعة التي يقودها صقر البيدر، ردت على احتجازه باختطاف مدنيين اثنين من أهالي قرية حران في الريف الغربي للسويداء صباح يوم السبت، هما خيري مرشد ووائل الحكيم، موضحاً أن مرشد والحكيم مدنيان، وليس لهما أي صلة بعملية احتجاز البيدر.
وأضاف الموقع أن أقارب المختطفين في السويداء ومجموعات محلية مسلحة، ردّوا باختطاف ما لا يقل عن سبعة مدنيين من أبناء العشائر بشكل عشوائي، وقد جرى إطلاق سراح بعضهم بوساطات أهلية، فيما لا يزال أربعة منهم على الأقل قيد الاختطاف.
وتطالب مجموعة البيدر بالإفراج عنه مقابل إطلاق سراح المدنيين الاثنين المختطفين لديها، وهو ما يعقد المسألة نتيجة تورط البيدر ومجموعته بانتهاكات واسعة النطاق من عمليات خطف وقتل وتجارة مخدر..ات، وفق توثيقات مصادر إعلامية في درعا والسويداء.
وكان صقر البيدر قد أصيب بعيارات نارية في ريف درعا الشرقي يوم أمس السبت في ظروف غامضة، ثم أسعفته مجموعة مسلحة باسم مزور إلى مشفى خاص في مدينة السويداء، وما لبثت حركة رجال الكرامة أن احتجزته من داخل المشفى.
مصادر أهلية من عشائر اللجاة قالت للسويداء 24 إن صقر البيدر ومجموعته من المنبوذين في منطقة اللجاة، ولا تتبنى العشائر موقفهم، لكونهم أوغلوا بالانتهاكات بحق مختلف أبناء الجنوب السوري، في درعا والسويداء واللجاة خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضافت المصادر أن ردود الفعل العشوائية باختطاف مدنيين من أبناء السويداء أو من أبناء العشائر مرفوضة ومدانة، داعية إلى تجنيب المدنيين والأشخاص غير المتورطين في هذه الأحداث من التوترات الحاصلة، بما يحفظ السلم الأهلي وحسن الجوار.
كذلك أكد مصدر إعلامي في حركة رجال الكرامة رفض الحركة لعمليات الخطف العشوائية بحق المدنيين من الجانبين، معتبراً أن عصابة البيدر تحاول جر المنطقة إلى الفوضى والاقتتال، لإنقاذ متزعمها المتورط بدماء الكثير من الأبرياء.
وأضاف المصدر أن إطلاق سراح البيدر يعني إعادته لممارسة جرائم الخطف والقتل ضد المدنيين، وهو أمر غير مطروح على الإطلاق بحسب وصفه، داعياً وجهاء العشائر لممارسة دورهم في الضغط الأهلي على مجموعة البيدر، لتجنيب المنطقة المزيد من التوترات.
وذكر الموقع أن الحركة سلّمت صقر البيدر للضابطة العدلية في العاصمة دمشق، مقابل ضمانات بأن يتم إحالته للقضاء ومحاسبته على جرائمه وفقاً للقانون، مشيرة إلى أنه في ظل الفوضى الأمنية التي يعيشها الجنوب السوري منذ سنوات، يعززها غياب سلطة القانون الذي لا يمكن الاستيعاض عنه بأي شكل من أشكال التدخلات الأهلية كما أثبتت السنوات الماضية، يبقى المدنيون من مختلف المناطق الضحية الأكبر لهذا الفراغ.