
تقرير لمنظمة "إنقاذ الطفل": ثلث أطفال سوريا يواجهون انعدام الأمان ويتطلعون لمستقبل أفضل
أجرت منظمة "إنقاذ الطفل" استطلاع للرأي كجزء من تقرير جديد بعنوان "غدا أفضل: للأطفال السوريين كلمتهم"، تضمن مجموعات مناقشة واستبيانات رأي مع أطفال في أربع من المحافظات التي عانت بشكل مروّع من الحرب في سوريا.
ووصف نصف الأطفال الذين شملهم الاستبيان العنف، وتفرق العائلات، ودمار المنازل والبنى التحتية الحيوية، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، بالـ«تحديات غاية في الجدية» التي تواجههم وتواجه مجتمعاتهم.
ورغم هذا الوضع، عبّر أغلبية الأطفال عن تفاؤلهم بالمستقبل وبدورهم في بناء سوريا أفضل، شرط أن يستتب السلام والأمن، وقد ولد ما يقارب الأربعة ملايين طفل في سوريا منذ بداية الحرب الدامية، ولم يعرف معظم الأطفال شيئا سوى الحرب.
وقالت المنظمة «بالطبع، فإن هذا الاستبيان لا يوفّر إلا لمحة صغيرة عن الواقع، وعلينا أن نقوم بالمزيد من المشاورات في جميع أنحاء سوريا إذا أردنا التعمّق بمتطلّبات تعافي هؤلاء الأطفال ومجتمعاتهم».
وقال 365 طفلا من محافظات إدلب، حلب، الرقة، والحسكة في استبيانات الرأي: إن التحديات الأساسية التي تواجه مجتمعاتهم هي العنف وانعدام الأمان، بالإضافة إلى الظروف السكنية المتردية وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية. وإن الانفصال عن العائلة، أو تفكك العائلة هو من المخاوف الرئيسية. ففي ضوء أزمة النزوح الداخلي في سوريا، أفادت الأغلبية بنسبة 98 في المائة بأن وجودهم مع عائلاتهم هو من أهم أسباب سعادتهم.
وأكد المستجوبون على إعادة تأهيل المدارس والحصول على التعليم، وأنهما أمران أساسيان لمستقبل سوريا، فقد كرر الأطفال الذين شملهم الاستبيان مخاوفهم من أن يكونوا غير متعلمين.
وطالبت هيلي ثورنينغ شميد، المديرة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفل العالمية «المسؤولين المجتمعين بمؤتمر بروكسل الثالث للمانحين هذا الأسبوع، بالاستماع إلى أطفال سوريا. وبأن يقر بالتزامه تجاه دعم مرحلة التعافي المبكر بما يتعلق بالأطفال بشكل خاص، وأن يقدم الدعم بشكل مستهدف ومستمر للقطاعات الأساسية للقيام بذلك».