
×
● أخبار سورية
١٨ مارس ٢٠٢١
تقرير لصحيفة فرنسية يسلط الضوء على الأطفال السوريين الذين نشأوا في الحرب
سلطت صحيفة "لوموند الفرنسية" في تقرير لها الضوء على بيانات متعلقة بالأطفال السوريين الذين نشأوا في الحرب، وسط القصف والحرمان، ولفتت إلى أن حوالي 6 ملايين طفل ولدوا خلال الحرب التي تعصف بسوريا، حسب تقديرات اليونيسف، ويومًا ما، سيكون على هذا الجيل، الذي كانت التفجيرات والعنف والخطر خبزه اليومي، بناء مستقبل هذا البلد.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته موقع "عربي21"، إن 6 ملايين سوري ولدوا خلال الحرب التي عصفت بسوريا منذ عشر سنوات، حسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة في كانون الثاني / يناير، ستكون مهمة هذا الجيل، الذي خطى خطواته الأولى وسط الدمار والخراب ولم يعرف في حياته اليومية سوى القصف والعنف والخطر، إعمار هذا البلد.
ولفتت الصحيفة إلى أن جميع البيانات المتعلقة بانتهاكات حقوق الأطفال التي استخدمتها في تقريرها موثقة ومستخرجة من تقارير الأمم المتحدة، وهي لا تمثل سوى جزء بسيط من الجرائم المرتكبة ضدهم.
من بين هؤلاء الأطفال، يعتبر وضع النازحين الأسوأ، تقودهم عوامل مثل عدم الاستقرار المرتبط بالنزوح بصفة متكررة، وفقدان أحد الوالدين (أو حتى كليهما) وعوزهم الشديد، وعيشهم في بيئة اقتصادية متدهورة بشكل عام، إلى البحث عن عمل غالبًا ما يكون شاقًا وبأجور زهيدة جدا، فقط لضمان البقاء على قيد الحياة أو مساعدة عائلاتهم.
وعلى الرغم من أن سوريا ما قبل الحرب كانت تتمتع بأعلى معدل تعليم في البلدان العربية، إلا أن مئات الآلاف من الأطفال أميون الآن، وبينت الصحيفة أنه في شمال شرق سوريا، يعتبر وضع النازحين في المخيمات الواقعة تحت سيطرة الإدارة الكردية أكثر تعقيدًا. يبلغ عدد سكان مخيم الهول ما يقرب من 65 ألف نسمة، 94 بالمئة منهم من النساء والأطفال، وأكثر من نصفهم من الأطفال دون سن الثانية عشرة، ومن جملة هذا المجموع، 48 بالمئة عراقيون و37 بالمئة سوريون و15 بالمئة من 57 جنسية أخرى.
ولفتت إلى أن غالبية الأطفال السوريين هم من مناطق كانت خاضعة في السابق لسيطرة تنظيم الدولة وينحدرون من الرقة وبلدات أخرى على طول نهر الفرات، وحضر كثير منهم مشاهد إعدامات وقطع رؤوس؛ وأُجبرت قاصرات على الزواج القسري كما تم تجنيد الفتيان في صفوف تنظيم الدولة. وتجمع معظم "أشبال الخلافة" هؤلاء في الحسكة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال سنة 2019، أجرى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بحثا شمل 16 دولة، للتحقيق في "مصير الأطفال خلال النزاع المسلح"، واحتلت سوريا المرتبة قبل الأخيرة في مجال تجنيد الأطفال. فيما يتعلق بعدد الجنود الأطفال، كانت الصومال أسوأ دولة على هذا الصعيد.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الكردية جنّدت أكثر من ثلث الأطفال من أجل القتال في ساحات المعارك، ومن مجموع 820 قاصرًا وقع تجنيدهم، كان هناك 147 طفلا دون سن الـ15، كان معظمهم من الفتيات. كما احتلت هيئة تحرير الشام، المرتبة الثانية من خلال تجنيد 245 قاصرًا.
وبحسب استطلاع الأمم المتحدة، فإن سوريا هي الدولة التي قُتل فيها أكبر عدد من الأطفال في سنة 2019، على يد القوات النظامية، حيث كان جيش بشار الأسد وحلفاؤه مسؤولان عن كل الضربات التي استهدفت المدارس تقريبًا.
وأعرب تقرير مجلس الأمن عن قلقه إزاء الاتجاه الجديد لاستهداف مرافق إمدادات المياه وزيادة عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات وبشأن احتجاز الأطفال لأسباب أمنية، على الرغم من أن عدد هذه الاعتقالات تراجع خلال سنة 2020، فما زال ما لا يقل عن 4956 طفلًا محتجزًا، بينهم 3609 في سجون النظام. بينما ما زال الكثير من الأطفال في عداد المفقودين بالنسبة لعائلاتهم.