تقرير فرنسي: "تـأكــد" في قلب المعركة ضد التضليل الإعلامي حول سوريا
تقرير فرنسي: "تـأكــد" في قلب المعركة ضد التضليل الإعلامي حول سوريا
● أخبار سورية ٤ أبريل ٢٠٢٥

تقرير فرنسي: "تـأكــد" في قلب المعركة ضد التضليل الإعلامي حول سوريا

سلّط موقع "Les Jours" الفرنسي الضوء على منصة "تأكد" السورية من خلال تقرير معمّق أعدّته الصحفية "هيلين سالون"، تناول فيه دور المنصة في التصدي للأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة التي رافقت مجريات الحرب في سوريا منذ اندلاعها وحتى اليوم.

يروي التقرير قصة "تأكد" منذ نشأتها خلال السنوات الأولى للثورة السورية، في بيئة إعلامية مشوشة تسيطر عليها حملات دعاية متضاربة، ويصعب فيها الوصول إلى المعلومة الدقيقة، لا سيما في ظل إنكار النظام السوري للانتهاكات الموثقة بالصوت والصورة.

اعتمدت الصحفية على لقاءات شخصية مع أعضاء من فريق "تأكد"، من موظفين ومتطوعين داخل سوريا وخارجها، ووصفت كيف تشكّلت هذه المنصة كحاجة ضرورية لمواجهة سيل الأخبار المفبركة، بما في ذلك تلك التي تستهدف الطائفة العلوية أو تسعى إلى تأجيج الفتن بعد انسحاب النظام من بعض مناطق الساحل.

يشير التقرير إلى أن فريق "تأكد" عمل – وما يزال – على التدقيق في الروايات المتداولة، سواء الصادرة عن مؤسسات رسمية أو قنوات تابعة للمعارضة، بالاستناد إلى مصادر موثوقة وأدلة مدروسة، مع الالتزام بأعلى درجات الحياد المهني.

ولم يغفل التقرير التحديات التي واجهها الفريق، من تهديدات أمنية ومضايقات، إلى اضطرار عدد من أعضائه إلى مغادرة البلاد حفاظًا على حياتهم، في ظل الاستهداف المستمر للعاملين في مجال الصحافة الاستقصائية داخل سوريا.

من أبرز محاور التقرير أيضًا، تسليط الضوء على كيفية استغلال النظام السوري للإعلام من أجل إعادة صياغة الرواية الرسمية، وتبرير القمع وتزوير الوقائع لطمس الجرائم المرتكبة. في هذا السياق، تبرز "تأكد" كواحدة من أهم منصات التحقق المستقلة، التي تسعى لتكون جدار صدّ أمام التضليل، ومصدرًا موثوقًا لمن يبحث عن الحقيقة.

ويخلص التقرير إلى أن "تأكد" لا تقوم بدور صحفي فقط، بل تؤدي مهمة أخلاقية بالغة الأهمية، في بيئة مشبعة بالتزييف والدعاية، حيث يصبح قول الحقيقة موقفًا شجاعًا. وفي هذا المشهد، يظهر صحفيو التحقق كخط الدفاع الأول عن الوعي، في معركة لم تنتهِ بعد.

منصة "تأكد": من رحم المعاناة إلى منبر للحقيقة
لم تولد منصة "تأكد" كمشروع صحفي تقليدي، بل نشأت من عمق التجربة الإنسانية، ومن قلب المعاناة في أكثر اللحظات السورية قسوة واختبارًا. وفق ما جاء في موقعها الرسمي، لم تكن "تأكد" منذ بدايتها مشروعاً ربحياً أو تجارياً، بل مبادرة إعلامية غير ربحية، تنبض بروح الاستقلالية، وتتلقى تمويلاً من منظمات دولية تُعنى بدعم الإعلام الحر، عبر شراكات قانونية واضحة وتدقيقات دورية لضمان الشفافية في إدارة الموارد والرواتب.

بدأت البذرة الأولى لهذه المبادرة في آذار/مارس 2011، من خلال موقع "شو الأخبار"، الذي تحوّل لاحقًا إلى صوت يعكس حقيقة ما يجري في سوريا، متحديًا الرواية الرسمية للنظام السوري، مستخدمًا أسماء الصحفيين الصريحة، ما كلفه ثمناً باهظًا باعتقال رئيس تحريره ومحو أرشيفه بالكامل على يد المخابرات.

 الرؤية: من سوريا إلى العالم
تهدف "تأكد" إلى ترسيخ موقعها كأول منصة سورية مختصة في التحقق من المعلومات، والانطلاق من هذا الحضور المحلي إلى فضاءات أوسع على الصعيدين العربي والعالمي، عبر خبرات احترافية ومعايير مهنية عالية. تسعى المنصة إلى محاربة التضليل الإعلامي وتأثيراته السلبية، وتعزيز ثقافة الشك الإيجابي والوعي النقدي، باعتبار أن الالتزام بالحقائق حاجة إنسانية وضرورة مجتمعية.

الرسالة: الحقيقة أولاً... وأخيراً
في بيئة مشبعة بالصراعات والتخوين والكراهية، تُصر "تأكد" على أن الاستقلالية ليست ترفاً، بل جوهر الممارسة الصحفية. ترفض المنصة الاصطفافات السياسية والإعلامية، وتؤمن بأن بث الحقيقة الكاملة والتزام الحياد هو الطريق الوحيد للنجاة، رغم ما يفرضه هذا الخيار من ثمن معنوي ومادي.

تُشبه "تأكد" نفسها بمن يحرث حقلاً مليئًا بالألغام، لكنها تواصل عملها بثقة بأن الحقيقة، حتى لو بدت ضعيفة، تملك من القوة ما يكفي لتغيّر الواقع، متكئة على قلة لا تزال تؤمن بجدوى الكلمة الصادقة والصحافة المسؤولة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ