تقرير إسرائيلي: واشنطن أبلغت تل أبيب نيتها بدء انسحاب تدريجي من سوريا 
تقرير إسرائيلي: واشنطن أبلغت تل أبيب نيتها بدء انسحاب تدريجي من سوريا 
● أخبار سورية ١٦ أبريل ٢٠٢٥

تقرير إسرائيلي: واشنطن أبلغت تل أبيب نيتها بدء انسحاب تدريجي من سوريا 

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن مسؤولين في البنتاغون أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بعزم الولايات المتحدة بدء انسحاب تدريجي لقواتها من سوريا خلال الشهرين المقبلين، في خطوة أثارت قلقاً بالغاً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وسط مخاوف من توسع النفوذ التركي في سوريا الجديدة.

قلق إسرائيلي وتحذيرات متصاعدة

وبحسب الصحيفة، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي ومسؤولين أمنيين نقلوا اعتراضهم الشديد للإدارة الأميركية، محذرين من أن الانسحاب قد يُمكن تركيا من السيطرة على قواعد استراتيجية في سوريا مثل مطار تي فور ومدينة تدمر. كما نُقل عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن “هذا الانسحاب بمثابة سباق مع الزمن قبل أن تحزم أميركا حقائبها وتغادر”.

ترامب ماضٍ في عقيدته الانعزالية

وأشارت الصحيفة إلى أن القرار لم يكن مفاجئاً، خاصة في ظل عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، والذي لطالما تبنى مواقف انعزالية، مدفوعة أيضاً بتوجهات نائبه جي. دي. فانس. ويرى ترمب أن “هذه ليست حربنا”، وقد أطلق إدارته الجديدة نحو تنفيذ انسحاب منسق للقوات الأميركية المنتشرة في شمال وشرق سوريا، حيث تتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محاربة تنظيم داعش.

تركيا تتهيأ لسد الفراغ.. وتوتر مع تل أبيب

التقرير الإسرائيلي حذر من أن تركيا تستعد لملء الفراغ الأميركي في سوريا، وتعزيز وجودها العسكري في العمق السوري، خاصة مع تنامي نفوذها في المشهد السياسي السوري بعد سقوط النظام السابق.

كما حذرت إسرائيل من أن تمركز تركي دائم في مواقع مثل تدمر سيشكل “خطاً أحمر”، وتهديداً مباشراً لقدرات سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة.

وكانت أنقرة قد أكدت، في لقاء جمعها بمسؤولين إسرائيليين في أذربيجان، أنها لا تسعى للتصعيد، لكن تل أبيب شددت أن “أي تغيير في انتشار القوات الأجنبية في سوريا سيُعد خرقاً للثقة”، محذرة من أن “أي تهديد لأمن إسرائيل سيُعتبر تهديداً مباشراً لحكومة أحمد الشرع”.

لقاءات في باكو ومحاولات لنظام منع اشتباك

وأفادت الصحيفة أن لقاءات فنية جرت الأسبوع الماضي في باكو بين مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأتراك، ناقشت إنشاء آلية لتفادي الاشتباك في سوريا، على غرار النموذج الروسي-الإسرائيلي السابق. إلا أن الاجتماع لم يُخفف التوتر تماماً، خاصة بعد تصريحات هجومية أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد يومين فقط من اللقاء، وصف فيها إسرائيل بـ”الدولة الإرهابية” واتهمها بمحاولة “إجهاض الثورة السورية”.

تعقيدات المشهد الجديد في سوريا

ويشير التقرير إلى أن إسرائيل تشعر بالقلق من تحالف أردوغان مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، والذي ساهمت قواته في إسقاط بشار الأسد في ديسمبر 2024. ووفقاً للصحيفة، فإن إسرائيل تُحمّل دمشق مسؤولية أي نشاط عسكري يجري على أراضيها، وتحذر من أن فشل الحكومة السورية الجديدة في ضبط الوضع الأمني قد يؤدي إلى رد عسكري إسرائيلي.

تضارب : تصريحات تتحدث عن نية للإنسحاب وأخرى تنفي

وكانت وكالة رويترز قد نشرت تقريراً أكدت فيه، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن البنتاغون يستعد لتقليص عدد القوات الأميركية في سوريا من 2000 إلى نحو 1000 جندي، مع إعادة تموضعهم في قواعد أقل، ضمن مراجعة شاملة لإستراتيجية الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة.

لكن وزارة الدفاع الأميركية نفت بشكل غير مباشر هذه التقارير، في رد رسمي لوكالة نوفوستي الروسية، إذ أكدت أن “الجيش الأميركي يعيد تموضع قواته بانتظام استجابة للمتغيرات العملياتية، وأن هذه التحركات لا تعني انسحاباً، بل تعكس طبيعة السياسة الدفاعية الأميركية المرنة وقدرتها على الانتشار السريع في مواجهة التهديدات”.

التضارب بين التقارير الأميركية والإسرائيلية من جهة، والنفي الروسي الرسمي من جهة أخرى، يعكس حجم التعقيد في ملف الوجود الأميركي في سوريا، وسط تخوفات إقليمية من فراغ قد تملؤه تركيا بقوة، وارتدادات مباشرة على توازنات القوى في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل تحوّلات عميقة تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ