تعليق عمل المنظمات المدعومة أمريكياً يحدث ثغرة في الاستجابة الإنسانية للنازحين بسوريا
خلف تعليق عمل المنظمات المدعومة أمريكيًا في المخيمات السورية، أثراً بارزاً على تأمين المستلزمات الأساسية للنازحين، عقب قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" بتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا لمراجعتها بما يتوافق مع سياسة "أمريكا أولاً".
وإلى جانب المخيمات في مناطق شمال غربي سوريا، تأثرت الأوضاع الإنسانية في مخيم "الهول" الواقع شمال شرقي سوريا بشكل كبير بعد تعليق منظمات دولية مدعومة من الولايات المتحدة عملها في المخيم.
وقالت جيهان حنان، الإدارية في المخيم، إن تعليق عمل منظمة "بلومونت" العالمية في المخيم كان له تأثير سلبي على الأوضاع الإنسانية، حيث كانت المنظمة تتولى تنسيق وإشراف العديد من المنظمات في المخيم.
وأضافت أن المنظمة حصلت على استثناء لمدة 15 يومًا فقط، إلا أنه لا يوجد وضوح حول ما إذا كانت ستستأنف عملها بعد هذه الفترة أو ستعود لتقديم جزء من الدعم للمخيم في المستقبل.
تعد هذه الخطوة بمثابة ضربة للأوضاع الإنسانية في المخيم الذي يضم العديد من النازحين واللاجئين، ويعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية الدولية لتوفير احتياجاته الأساسية. وبناءً على تعليق المساعدات، يواجه سكان المخيم تحديات أكبر في الحصول على الرعاية الصحية، الغذاء، والمرافق الأساسية.
وسينعكس تعليق عمل المنظمات المدعومة أمريكيًا بشكل غير مباشر على العديد من المخيمات في شمال غربي سوريا التي تعتمد على هذه المنظمات لتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية. هذه المنظمات، التي كانت تلعب دورًا حيويًا في تقديم الدعم الإغاثي، تُعتبر المصدر الرئيسي للمساعدات الصحية، الغذائية، والتعليمية في العديد من المخيمات التي تضم النازحين.
آثار كبيرة على قاطني المخيمات
ومع تعليق أنشطة المنظمات مثل "بلومونت" وغيرها، سيتفاقم النقص في المساعدات الإنسانية الموجهة للمخيمات في شمال غربي سوريا، وهذا يعني أن أكثر من 1.5 مليون نازح في المنطقة قد يواجهون صعوبة في الحصول على الغذاء، الرعاية الصحية، والماء النظيف، فضلاً عن الخدمات الأساسية الأخرى مثل التعليم.
وكانت العديد من المخيمات تعتمد على الدعم الطبي من قبل المنظمات الإنسانية الدولية المدعومة من الولايات المتحدة. مع تعليق هذه الأنشطة، ستتعرض الخدمات الصحية للتقليص، مما قد يزيد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في بيئات المخيمات التي تكون مزدحمة في أغلب الأحيان.
وفي ظل نقص الدعم، ستزداد معدلات الفقر والبطالة في المخيمات، مما سيؤثر سلبًا على الظروف المعيشية للسكان. المخيمات تعاني أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة، وعندما يتوقف الدعم، يصبح من الصعب تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان الذين يعيشون في ظروف صعبة.
تعليق عمل المنظمات المدعومة أمريكيًا قد يعزز التحديات في التنسيق بين المنظمات الدولية والمحلية. نقص الدعم سيؤثر على قدرة المنظمات المحلية على تلبية احتياجات السكان، مما يجعل استجابة الأزمات أكثر صعوبة وتعقيدًا.
إعفاء أمريكي جديد يسمح باستمرار تقديم المساعدات الإنسانية
أصدر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إعفاءً جديدًا يسمح باستمرار تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وذلك بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا لمراجعتها بما يتوافق مع سياسة "أمريكا أولاً".
يشمل الإعفاء الجديد توفير الأدوية الأساسية، والخدمات الطبية، والغذاء، والمأوى، بالإضافة إلى التكاليف الإدارية الضرورية لتقديم هذه المساعدات. ويُستثنى من هذا الإعفاء الأنشطة المتعلقة بالإجهاض، وتنظيم الأسرة، وبرامج الأيديولوجيا الجندرية، وعمليات تغيير الجنس. يأتي هذا القرار بعد إعفاء مماثل للمساعدات الغذائية الطارئة.
وكان أثار قرار تجميد المساعدات الخارجية قلقًا بين المشرعين الأمريكيين ومنظمات الإغاثة الدولية، الذين عبروا عن مخاوفهم من التأثير السلبي على الجهود الإنسانية العالمية. في هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى مزيد من الإعفاءات لضمان استمرار البرامج الإنسانية الحيوية التي تستهدف الفئات الضعيفة والمحتاجة في مناطق النزاع والكوارث.
يُظهر هذا الإعفاء استمرار التزام الولايات المتحدة بتقديم مساعدات إنسانية حيوية رغم قرار المراجعة الذي يشمل العديد من البرامج الخارجية. ومن المتوقع أن يتم تحديد نطاق المساعدات المستقبلية بعد المراجعة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية.