
تصاعد أمني في درعا: اغتيالات متزامنة.. وانفجار مأساوي في تسيل
شهدت محافظة درعا، خلال الساعات الماضية، سلسلة من الأحداث الأمنية المتصاعدة، شملت محاولات اغتيال وعمليات تصفية في أكثر من منطقة، إضافة إلى انفجار مروع ناجم عن مخلفات الحرب في بلدة تسيل، ما يعيد تسليط الضوء على التحديات الأمنية المتعددة التي تواجه جنوب سوريا.
اغتيال عنصرين في الأمن العام
وفي تطور متزامن، قُتل الشابان الشقيقان علي حسن عجاج ومعاوية حسن عجاج، في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، بعد استهدافهما بالرصاص من قبل مسلحين مجهولين. وكان الشقيقان يعملان ضمن جهاز الأمن العام، وسبق لهما الانخراط في ما كان يعرف بـ”اللجنة المركزية” بدرعا قبل سقوط النظام السابق.
كما سُجلت عملية اغتيال جديدة في جنوب مدينة إنخل، حيث قُتل سامي منذر الناصر وأصيب محمد قاسم الجواد، بعد استهدافهما برصاص مباشر من سيارة تاكسي بيضاء اللون، قبل أن يلوذ المنفذون بالفرار.
محاولة اغتيال مسؤول أمني بارز شرق درعا
ويوم أمس، نجا محمد السخني المعروف بلقب “أبو معاوية”، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت سيارته قرب بلدة خربة غزالة في ريف درعا الشرقي.
السخني، المنحدر من بلدة قرفا، يشغل منصب المسؤول الأمني عن المنطقة الشرقية في محافظة درعا، ويُعد من أبرز المنسقين لحملة بصرى الشام، التي انتهت بتفكيك اللواء الثامن وتسليم مقراته لوزارة الدفاع. وترجّح مصادر محلية أن محاولة اغتياله جاءت على خلفية تلك الحملة.
حملة مداهمات في بصرى الشام
وفي سياق متصل، يواصل جهاز الأمن العام تنفيذ حملة مداهمات في مدينة بصرى الشام ومحيطها، طالت منازل قياديين سابقين في “اللواء الثامن”، في إطار الاتفاق الأمني الذي تم التوصل إليه عقب مقتل الشاب بلال المصاطفة (بلال الدروبي). وأسفرت الحملة عن ضبط كميات من الأسلحة والذخائر، وتم نقل عدد من المساجين إلى مراكز أمنية مركزية في مدينة درعا.
وكان اللواء الثامن أعلن، قبل يومين، حلّ نفسه بشكل كامل وتسليم مقدراته العسكرية إلى وزارة الدفاع السورية، في خطوة لاقت ترحيبًا رسميًا ووصفت بأنها تعزز سيادة الدولة.
مأساة إنسانية في بلدة تسيل
وفي حادث منفصل، لقي ظهر اليوم أربعة شبان حتفهم وأصيب أربعة آخرون في بلدة تسيل بريف درعا الغربي، جراء انفجار ذخيرة من مخلفات الحرب. ووفق المعلومات الأولية، وقع الانفجار عندما عبث الشبان بحشوة ذخيرة مدفع من عيار 122 ملم كانت بحوزتهم أثناء تنقلهم على دراجات نارية.
هذه الحادثة تسلط الضوء مجددًا على خطر الذخائر غير المنفجرة، المنتشرة في الجنوب السوري منذ سنوات، وسط ضعف حملات التوعية أو إزالتها.