تسريبات مصرفية تكشف حجم ثروة "عبد الحليم خدام" في سويسرا
تسريبات مصرفية تكشف حجم ثروة "عبد الحليم خدام" في سويسرا
● أخبار سورية ٢١ فبراير ٢٠٢٢

تسريبات مصرفية تكشف حجم ثروة "عبد الحليم خدام" في سويسرا

كشف بنك "سويس كريدي"، في تسريبات مصرفية، بعض تفاصيل ثروة "عبد الحليم خدام" نائب رئيس النظام السوري السابق، قالت إنه جمعها وأرسلها إلى سويسرا أثناء تقلده مناصب حكومية، قبل أن ينشق ويغادر إلى فرنسا.

وأوضحت التسريبات أن حساب "كريدي سويس" الخاص بـ "خدام" كان مفتوحا خلال السنوات الماضية، وتمكن من جمع عشرات الملايين من الدولارات، من النقد وأسهم الشركات والقصور الفخمة، وهي ثروة مذهلة لموظف عمومي.

وتبين تفاصيل حساب "كريدي سويس"، الذي يمتلكه خدام بالاشتراك مع زوجته وأبنائه الثلاثة، أن الأسرة راكمت بالفعل ثروة كبيرة عندما كان خدام في منصبه، وتم فتح الحساب في عام 1994، ووصل إلى أعلى رصيد له بما يقرب من 90 مليون فرنك سويسري في سبتمبر 2003.

ولفتت المصادر إلى أن أبناء "خدام" لم يستجيبوا للمكالمات الهاتفية أو الطلبات المتكررة المرسلة عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية، بشأن حقيقة هذه الثروة، كما لم يعلق بنك "كريدي سويس" على حساب عائلة خدام، لكنه قال إنه يلتزم بالسياسات واللوائح ذات الصلة.

وتولى خدام مناصب حكومية في سوريا رفيعة المستوى من 1970 إلى 2005، أولا كوزير للخارجية، ثم نائب الرئيس في عهد حافظ الأسد، وصعد إلى الصدارة في 1980 خلال الحرب الأهلية في لبنان المجاورة.

وفي إيجاز مع الصحفيين، قال مسؤولون إن خدام أخذ حوالي 500 مليون دولار من الحريري على مدى عقدين، بعضها في شكل منازل ويخوت وأموال في حسابات مصرفية فرنسية ولبنانية وسويسرية. كما ذكرت وسائل إعلام سورية أن خدام تلقى رشاوى في الثمانينيات للسماح لفرنسا وألمانيا بدفن النفايات المشعة في الصحراء السورية.

وفي نيسان، 2021، بدأت صحيفة "الشرق الأوسط"، نشر أول فصل من مذكرات خدام عن سوريا ودورها الإقليمي، منذ تسلمه وزارة الخارجية بداية السبعينات إلى حين استقالته بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 2005، وإعلانه من باريس انشقاقه عن النظام.

وعام 2020، توفي عبد الحليم خدام نائب بشار الأسد السابق والذي انشق عن النظام في 2005، واستقر من منفاه الباريسي بفرنسا إلى أن وافته المنية عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، وولد عبد الحليم خدام يوم 15 سبتمبر/أيلول 1932 في بانياس بطرطوس على الساحل السوري، وهو من الطائفة السنية، درس وتخرج من كلية الحقوق في جامعة دمشق،

تولى أول مناصبه محافظا لحماة، وبعد حرب 1967 عين محافظاً لدمشق، ثم وزيرا للاقتصاد والتجارة الخارجية عام 1969، فوزيرا للخارجية عام 1970، ثم عُيِّن نائبا لرئيس الجمهورية عام 1984.

أشرف على ملفات عديدة خلال فترة عمله مع النظام السوري من بينها الملف اللبناني والعراقي، وتسلم مهام رئيس الجمهورية -بحسب الدستور السوري- في مرحلة انتقالية بعد وفاة حافظ الأسد في 10 يونيو/حزيران 2000، وأقر تعديل المادة 83 من الدستور لتلائم ترشيح بشار الأسد.

وفي اليوم التالي أصدر نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام القانون رقم 9 بتاريخ 11 يونيو/حزيران 2000 القاضي بتعديل المادة المذكورة التي تحدد عمر المرشح لرئاسة الجمهورية بإتمامه الرابعة والثلاثين من العمر، بعد أن قام بترقية بشار الأسد إلى رتبة فريق وتعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة.

استمر خدام في عهد بشار الأسد في منصب نائب الرئيس، وأمسك الملف العراقي، وحذر قبل شن الحرب على العراق من رسم خريطة جديدة للمنطقة وقال "إذا نشبت حرب فإن ذلك سيرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، ولكن ليس بالشكل الذي تسعى إليه الولايات المتحدة".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2005 أعلن انشقاقه، بعد أن تدهورت علاقته مع بشار، وبعد انتقاده سياسة سوريا الخارجية لا سيما في لبنان، واختار باريس منفى له، ودعا إلى العمل على التغيير السلمي بإسقاط النظام الدكتاتوري وبناء دولة ديمقراطية حديثة في سوريا تقوم على أساس المواطنة.

وفي 17 أغسطس/آب 2008، أصدرت المحكمة العسكرية الجنائية الأولى في دمشق قرارها رقم 406 القاضي بالحكم غيابيا على عبد الحليم خدام 13 حكما بالسجن لمدد مختلفة، أشدها الأشغال الشاقة مدى الحياة.

وقال عبد الحليم خدام إن "الخطيئة الكبرى التي ارتكبها حافظ الأسد أنه حوّل النظام الجمهوري إلى نظام عائلي، حيث كان يسعى في البداية لتوريث الحكم لنجله الأكبر باسل ولمّا قتل في حادث سيارة قرّر أن يكون بشار هو الوريث"، حيث أكد أنه كان يرفض أن يصبح بشار رئيسا لكنه لم يفصح عن ذلك لكي يحافظ على حياته، مشيرا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الأخين فباسل كان عاقلا، أما بشار فهو ضعيف الشخصية، والحاكم الضعيف دائما ما يكون أسوء وأخطر وأشرس.

وأكد بعد لجوئه إلى باريس إنه على قناعة تامة بأن بشار الاسد هو من أعطى أمر للمخابرات السورية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

وأسس خدام في منفاه عام 2006 جبهة الخلاص الوطني التي تضم معارضين سوريين أبرزهم جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت انسحابها منها غداة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية الشهر الأخير من عام 2008.

ويحسب البعض خدام ضمن صفوف المعارضة السورية، على الرغم من أنه أحد أسباب تثبيت حكم عائلة الأسد الإجرامية، وأحد الركائز التي غطت على جرائمه ودعمتها، إلى أن انتهت صلاحيته لدى النظام لأسباب غير معروفة، وقرر الانشقاق.

وفي تصريحات سابقه له أعلن خدام أنه تلقى أموال ومساعدات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للاطاحة بالنظام السوري الحاكم، وقال " أنه لا بديل عن إسقاط النظام الحالي وأن الجيش السوري تحول إلى جيش احتلال، وأن آلاف المواطنين قتلوا وجرحوا خلال المظاهرات والاحتجاجات التي بدأت في مارس 2011".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ