
تزييف الواقع السوري بين ماكينة الأسد الإعلامية وسياسته الخارجية
ﺗﺪﺍﻭﻟﺖ وسائل إعلامية وصفحات شخصية موالية لنظام الأسد ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أنها في بلدة ﺍﻟﺰﺍﺭﺓ بريف حمص الشمالي بعد تحريرها من قبل الثوار.
ﻭﻗﺪ أكد ﻓﺮﻳﻖ "ﺗﺄﻛﺪ" أن معظم الصور التي تم تداولها هي صور مزيفة من مناطق أخرى.
وأظهر فريق "تأكد" ﺃﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻭ ﺳﺎﻗﺎﻫﺎ ﻣﻠﻄﺨﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ تم التقاطها ﻓﻲ ﺣﻤﺺ ﻭﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻡ 2012 ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻔﺘﺎﺓ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ قصف الأسد ﻓﻲ ﺣﻤﺺ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻔﻠﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ، ﻗﺎﻝ ﻧﺎﺷﺮﻭﻫﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺑﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺰﺍﺭﺓ، ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻄﻔﻠﺔ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺟﺮﺍﺀ ﻗﺼﻒ ﻃﺎﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﺮﻳﻒ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﺎﻡ 2015.
ﻭﻧُﺸﺮﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻈﻬﺮ ﺟﺜﺜﺎً ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺰﺍﺭﺓ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 2013 ، ﻭﻫﻲ ﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪﻭﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺼﻒ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺬﺗﻪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟأسد ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻮﻃﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺑﺮﻳﻒ ﺩﻣﺸﻖ.
فريق "تأكد" قال أن مؤيدو الأسد يحاولون في لعبة إعلامية طمس حقيقة ما يجري في بلدة الزارة أشبه بما قام به وزير خارجية الأسد وليد المعلم عندما عرض مقطع فيديو على أنه في سوريا ، بينما هو في حقيقة الأمر كان إحدى المدن اللبنانية.
يتقاطع اليوم مع ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻄﻔﻞ ﺭﺿﻴﻊ ﻓﻲ ﻛﻔﻦ ﻣﻠﻄﺦ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻗﺎﻝ ﻧﺎﺷﺮﻭﻫﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺰﺍﺭﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 2014 ، ﻭﻫﻲ ﻟﻄﻔﻞ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺼﻒ " للاحتلال الاسرائيلي" ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ ﺣﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ.
ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤُﺮﻭﺟﻮﻥ لأحداث الزارة أيضاً ﺻﻮﺭتين لأطفال ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ، كان قد استخدمها سابقاً ﻣﺆﻳﺪﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ عدة ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ للثوار، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻮﺩ الأولى ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 2015 في حي السكري بحلب و الثانية إلى عام 2013 برأس النبع في بانياس .
ﻭفي السياق.. أكد "فريق ﺗﺄﻛﺪ" ﺃﻥ ﻏﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺭﻳﻒ ﺣﻤﺺ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺻﻮﺭﺍً ﻭﺗﺴﺠﻴﻼﺕ ﻣﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ بلدة "ﺍﻟﺰﺍﺭﺓ" ﺑﻌﺪ تحريرها، حيث ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎً ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﻠﺤﻴﻦ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻋﺮﺑﺖ ﻋﻦ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ قتلى النظام ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﻴﺘﻬﺎ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ.