ترقيع معبد أثري في طرطوس بـ "الأسمنت والطوب" .. تشويه أم ترميم؟
تداولت مواقع وصفحات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر "معبد عمريت الأثري"، في طرطوس حيث تم ترميمه بالأسمنت والقرميد الأحمر، ما اعتبر عملية تشويه وليس ترميم للمعالم التاريخية ضمن مناطق سيطرة النظام.
ويظهر الترقيع بالقرميد الأحمر "الطوب"، مرة وجه القرميد المغلق للخارج و مرة الوجه المفتوح للخارج وتظهر الصور ألوانا مختلفة وأشكالا غير متناسقة على الجدار الأثري الذي يعود لأكثر من 3 آلاف عام ويعد أحد أهم الأوابد الأثرية والمعمارية في سورية والعالم.
وأثارت الصور المتداولة لمعبد عمريت الأثري في طرطوس جدلا متصاعدا بعد أن تم ترميمه بالإسمنت والقرميد الأحمر، ويعكس هذا المنظر ما وصَل إليه بفعل عمليات الترميم القائمة، حيث تم إصلاح الرتق بالطوب الأحمر من الخارج.
وتشير المشاهد إلى اكتشاف حقيقة عمليات الترميم التي تنفَّذ لمدينة عمريت والتشوّه اللاحق بآثار المعبد طرَح أكثرَ من علامة استفهام حول تواطؤ نظام الأسد في تشويه هذه المعالم، حيث تدل العملية الأخيرة على أن الشخص الذي قام بها غير مختص بهذا المجال.
وخلال عام 2014 أعلن نظام الأسد لأول مرة عن أعمال ترميم هيكل المعبد في مدينة عمريت الأثرية الواقعة على بعد 7 كم جنوب مدينة طرطوس، عبر مديرية المخابر العلمية والترميمية الأثرية السورية بدواعي حفظ وصيانة وترميم وتوثيق التراث الثقافي الأثري السوري العالمي.
وفي العام الماضي 2021 قالت وسائل إعلام تابعة لروسيا إن "بعد انتهاء الأعمال القتالية في معظم أنحاء سوريا، بدأ علماء الآثار السوريون مرة أخرى بدراسة مدينة عمريت الأثرية والذي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي الوسيط في الألف الثالث قبل الميلاد"، وفق تعبيرها.
و"عمريت"، هو موقع فينيقي قديم يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا، وأُدرج في قوائم مراقبة الصندوق العالمي للآثار لعامي 2004 و2006 للمواقع الأثرية المهددة بالانقراض.
وكانت كشفت مصادر إعلامية تابعة للنظام عن تعاقد وزارة السياحة في حكومة الأسد مع "مؤسسة الإنشاءات العسكرية"، بدواعي تأهيل وترميم مبنى مركز" الزوار والسياح" التاريخي الواقع في منطقة تدمر الأثرية بريف حمص، بقيمة بلغت نحو 300 مليون ليرة سورية.
هذا وسبق أن أعلنت "وزارة الإسكان" التابعة للنظام عن توقيعها مذكرات تفاهم مع مؤسسات وجمعيات روسية بدواعي تبادل المعلومات والخبرات في مجال البناء والإسكان، منها ترميم قوس النصر في مدينة تدمر الأثرية شرقي حمص.