تراجع الإقبال على أسواق البالة في إدلب ما بين ارتفاع الأسعار والاتجاه نحو البضائع الجديدة
تراجع الإقبال على أسواق البالة في إدلب ما بين ارتفاع الأسعار والاتجاه نحو البضائع الجديدة
● أخبار سورية ٨ أغسطس ٢٠٢٥

تراجع الإقبال على أسواق البالة في إدلب ما بين ارتفاع الأسعار والاتجاه نحو البضائع الجديدة

يشتكي أصحاب محلات البالة في محافظة إدلب من تراجع الإقبال عليها مؤخراً، بعد أن كانت في السابق تُقدم أسعاراً مناسبة للوضع المعيشي للسكان، الذين يعاني أغلبهم من محدودية الدخل وضعفه خاصة بعد المعاناة من الظروف القاسية التي فرضتها الحرب، من ندرة فرص العمل، ارتفاع الأسعار، وتدهور الأوضاع المعيشية.

في السابق، كان من لديه أكثر من ثلاثة أبناء ويرغب في شراء ملابس لهم يتوجه إلى محلات البالة، حيث كان ينفق مبلغاً أقل بكثير مقارنة بالمحلات التي تبيع الملابس الجديدة. لكن الوضع تغير الآن، وفقاً لما أكده بائعو البالة الذين التقيناهم، حيث أشاروا إلى أن أسعار البالة باتت تقترب من أسعار الملابس الجديدة، مما دفع الأهالي إلى التوجه نحو المحلات التي تقدم بضائع جديدة غير مستعملة.

اضطر بعض أصحاب محلات البالة إلى التوقف عن العمل في هذه المهنة بسبب ارتفاع أسعار البالة، وعجزهم عن توفير الكميات المطلوبة لمحلاتهم. فقد أصبح من الصعب عليهم جلب الكميات السابقة بعد زيادة تكلفتها، مشيرين إلى أن الرسوم الجمركية وتكاليف الاستيراد لعبت دوراً كبيراً في ذلك. هذا التناقص في الكميات المتوفرة بالمحلات أدى بدوره إلى تراجع إقبال الزبائن.

أفادت إحدى السيدات اللواتي التقيناهن أنها كانت في السابق تجد احتياجاتها واحتياجات أبنائها في محلات البالة، حيث كانت تلتقي بعشرات النساء المتواجدات هناك، وتجد تشكيلة متنوعة من القطع بمقاسات وتصاميم مختلفة. أما الآن، فبالكاد تستطيع السيدات إيجاد ما يلبي طلباتهن.

ويرجع سبب تفضيل السيدات لمحلات البالة إلى أن الملابس المستعملة تكون في بعض الأحيان أفضل جودة وعملية أكثر مقارنة بالملابس الجديدة. فالقطعة من البالة قد تدوم لفترة أطول مع الشخص، بينما الملابس الجديدة قد تتلف في وقت أقصر أحيانا.

خلال سنوات الحرب التي فرضت واقعاً معيشياً قاسياً على الأهالي، اضطروا إلى البحث عن بدائل لتأمين احتياجات أسرهم، متحدين الفقر والحاجة والنزوح وغيرها من تبعات النزاع، مما جعل أسواق البالة تشهد إقبالاً شعبياً كبيراً. بل إن البعض لم يعد يشعر بالحرج من زيارة هذه المحلات أو الإفصاح عن شراء ملابس منها، وأصبحوا يتبادلون أسماء المحلات التي تقدم بضائع جيدة وجذابة.

لكن الآن، مع ارتفاع أسعار البالة، لم تعد محلات البالة ملاذاً للفقراء كما كانت في السابق، إذ أصبحت أسعارها تقارب أسعار الملابس الجديدة، مما دفع الناس إلى تغيير اختياراتهم. فضلاً عن ذلك، تناقصت كميات بضائع البالة في المحلات، مما أدى إلى تراجع الإقبال عليها في الآونة الأخيرة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ