
تحليل لمعهد إسرائيلي: الفرص الاستراتيجية لإسرائيل في سوريا بعد التغيرات السياسية
ناقش معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تقريره الأحدث التحديات والفرص التي قد تطرأ على إسرائيل في سوريا بعد التغيرات السياسية المتسارعة، خصوصًا مع انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. التقرير يقدم رؤى حول سيناريوهات محتملة وتأثيراتها على الأمن والاستقرار الإقليمي، مع التركيز على تأثيرات الأوضاع الداخلية في سوريا على إسرائيل.
عدم وضوح التوجهات السورية
وفق التحليل، من غير الواضح بعد أي الاتجاهات سيتبعها النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع. رغم اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية، لا تزال الشكوك قائمة حول نوايا الرئيس الجديد. الحكومة السورية الجديدة قد رسخت نفسها بسرعة كسلطة رسمية، ولكن لا يزال هناك تحديات كبيرة في السيطرة على قواتها المسلحة المنتشرة في أنحاء البلاد، وهو ما تجسد في الاشتباكات الأخيرة في اللاذقية في مارس 2025.
سياسة الشرع وأثرها الإقليمي
قال التحليل إن الشرع قد فتح الباب لإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية، ورغم الإجراءات الإيجابية التي تم اتخاذها، بما في ذلك محاربة التهديدات العسكرية مثل حزب الله والجهاد الإسلامي، إلا أن نهج إسرائيل في سوريا بعد انهيار النظام السوري تأثر بشكل كبير بالهجمات الأمنية على إسرائيل في السابع من أكتوبر. سياسة إسرائيل تجاه الأقليات في سوريا قد تبدو كأداة فعالة على المدى القصير، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية على المدى البعيد إذا أصبحت جزءًا أساسيًا من سياستها تجاه سوريا.
التوسع الإيراني والوجود العسكري الإسرائيلي
رأى أن إيران ما زالت تحاول الحفاظ على نفوذها في سوريا من خلال دعم قوى بالوكالة مثل حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية. التحركات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا قد تكون أعطت إيران ذرائع لتجديد خطاب "المقاومة". ومع ذلك، بعض السياسات الإسرائيلية قد تدعم هذا السرد الإيراني بشكل غير مباشر، مما يثير التوترات في المنطقة.
العلاقات الإسرائيلية التركية
يوضح المعهد أن تركيا تمثل تهديدًا محتملًا للعمليات الإسرائيلية في سوريا، ومع تنامي الوجود العسكري التركي، قد تزداد التوترات بين إسرائيل وتركيا. رغم أن الشرع لم يلتزم بالكامل مع تركيا، إلا أن سياسات إسرائيل قد تدفع سوريا إلى التقرب من أنقرة. من ناحية أخرى، تركيا لا تعتبر خصمًا مطلقًا لإسرائيل، بل تسعى لتوظيف مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
دور إسرائيل في تعزيز استقرار سوريا
بين المعهد أن سياسات إسرائيل الحالية قد تؤدي إلى زيادة تفكك سوريا بدلًا من تعزيز استقرارها. وهذا يتناقض مع مبدأ دولي هام، حيث تركز الدول الغربية على دعم الحكومات المركزية في الدول الهشة مثل سوريا. بدلاً من التصعيد، قد تكون إسرائيل في وضع يمكنها من تبني استراتيجية دبلوماسية أمنية تقوم على بناء ترابطات مع سوريا.
التعاون التركي الإسرائيلي
وبرأيه من غير المستبعد أن تصبح سوريا ساحة محتملة للتعاون التركي-الإسرائيلي في المستقبل. تحالفات إقليمية تشمل إسرائيل، تركيا، والولايات المتحدة قد تؤدي إلى استقرار طويل الأمد في سوريا إذا تم تنسيق هذه الجهود بشكل فعال.
وخلص المعهد أنه بالنظر إلى مستقبل سوريا، يتوجب على إسرائيل اتخاذ خطوات استباقية للتخفيف من مخاطر التصعيد، عبر تفاهمات واتفاقيات مع الحكومة السورية، ومن الممكن أن تساهم هذه التفاهمات في خلق فرص جديدة للتعاون مع الفاعلين الإقليميين.